19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

اخواننا الأكراد .. رفقا بنا

اخواننا الأكراد .. رفقا بنا

لم أجد أطيب من الأنسان الكردي ، لكن موضوعي يخص اولئك الموغلين في دهاليز السياسة الخالية من أي منطق في كردستان سوى القول انها انتقامية عمياء تفيض شوفينيةً ، كان (صدام) يعتنقها ويمارسها!.
نتذكر جيدا كيف فتح أخواننا الأكراد منذ دخول المحتل ، سوقا فاغرة الفم لا تمتليء للمسروقات من السيارات بسواقها المغدورين ، وأذا وصلت سيارتك الى (كردستان) فاغسل يدك ، فهناك ينطبق المثل (الحرامي يحلّف المبيوگك)، وتجهيزات الجيش المهزوم ، وأدوات البنى التحتية في بغداد قبل وصول موجات الأرهاب ، على مسمع ومرأى بل وبمباركة المحتل ، مستغلين أوكارهم  (الأمنة) في (البتاويين) وغيرها ، مرورا بفرية (الكفيل) لدخول كردستان وظهور مصطلح (المناطق المتنازع عليها ) المثير للغثيان .
وفقدت سياسة الأقليم توازنها رأسا على عقب بعد ان تحوّلت حرفيا الى (فرعنة) تجاه المركز ، الى درجة التلويح بأستخدام القوة (واستخدمت فعلا) تجاه قوات دجلة منذ حوالي العام ، لقد أطلقوا النار على طائرات الجيش وهي تحلّق فوق (كركوك) ، ولا أدري متى (ضاعت) كركوك ، وهل هنالك حبكة سرية بأقتسام (الغنائم) بين المركز والأقليم ، لأن صمت الحكومة المركزية غير مبرر ولا عقلاني ، فلعنة الله على الشفافية وسنين الشفافية ، ذلك المصطلح الطارئ السيء الصيت  الذي لم يزد اجوائنا السياسية سوى عتمة وظلاما.
مام جلال الذي ارتدى طاقية الأخفاء ويبدو انها ضاعت ، منذ العامين ، يلقي خطابا في كردستان يقول فيه ، ان (كركوك) قدس الأقداس لقضية كردستان ! ، هذا رئيس جمهورية العراق ، كل العراق  الذي يفترض ان يكون محايدا تجاه هذه القضية ، فما الذي يجري بحق الجحيم ؟!.
وأخيرا وليس أخرا ، حادثة (المول) في كركوك الذي رفض مجلس محافظتها تدخل قوات دجلة ذات المهنية العالية بكل فظاظة وتجبر وقلة احترام ، وأديرت الأزمة بطريقة عصابات المافيا والكاوبوي ،و(عليّ وعلى أعدائي) ، لتنتهي بنهر من الدماء ، يجب ان يُحاسب مَن سببها ، والكل أخرس !.
تفجيرات (أربيل) الأخيرة سببت موجة من الانتقام من كل (العرب) المقيمين فيها ، ولاحظت بنفسي تصرفات (الأسايش) الفظة وغير المؤدبة والعنصرية بل والشتائم ، تجاه الوافدين العرب الى كردستان ، ثم يطالبون المركز بدفع (تعويضات للضحايا) ! ،ويطالبون المركز ايضا بدفع أجور شركات التنقيب عن النفط في كردستان ، وعائدات النفط تذهب مباشرة لجيوب دهاقنة السياسة هناك ، ولا فلس واحد للمركز !.
فماذا تريدون بحقّ الله ؟ ، هل عليكم خرق البقعة التي تقفون عليها لتغرقوا السفينة وأهلها ؟ أم عليكم ان تحرقوا البلد بالنيران لمجرد تدفئة قرص خبزكم الذي خبزتموه في بغداد !؟ لا تعطوا الفرصة لشذّاذ الأفاق ليقولوا كان صدام على حق بطريقة تعامله معكم !.
فألى اين نلتفت ؟ الى الأرهاب ؟ أم الفساد ؟ ونحن نرى بلدنا وقد صار طرائق قددا خصوصا وان وزير خارجيتنا (اقصد خارجية كردستان) ، يفيض انسانية تجاه (الكويت) المظلومة ، فتراه (يتبرمك) بما لا يملك !.
أقول لكم أخوتي ، مهما غربلتنا الظروف ، مهما سامتنا ظروف البلد سوء العذاب الى درجة انستنا مبادئنا وتوجهاتنا وأحيانا انسانيتنا ، لكن (اسرائيل) تبقى معتدية ، وخطرا دائميا يهدد حياتنا ووجودنا ، وخطا أحمرا لا يمكن المساومة عليه ، وها هي تطل علينا بمجرد مغادرتكم (مدينة الشعب) بأتجاه (طوزخورماتو) !.