لست ممن يتصيدون في الماء العكر، ولست من المشهرين (اخوان الشياطين ).. لكن اختلط الحابل بالنابل، فنحن امام ظاهرة كانت لها جذور تعود الى المرحلة الصدامية وهي ثقافة الدعارة في الوسط الصحافي والثقافي..كيف نطالب من السياسي ان يحترم القلم الصحافي خاصة ويحترم الثقافة اذا كانت مأزومة وغارقة في الفضائح اللااخلاقية..صحف تتقدم المشهد (الصراخي والعويلي) العراقي وصحفيون يتصدرون المشهد الاعلامي رافعين بيارق ورايات حروب داحس والغبراء ، وهم اول المطالبين بالامتيازات وأول المستفيدين من العطايا والهبات ..لقد حفل المشهد الاعلامي العراقي بعد 2003 بظاهرة انتشار دكاكين الصحف والفضائيات في سباق مارثوني محموم لجماهير غفيرة ممن حملوا عنوان صحفي. وهذه الظاهرة المرضية لااعتراض على بزوغ عفنها،لانها جزء من طفح الامراض الجدرية التي يجب ان تظهر الى السطح.. وعلى الرغم من اثارها الظاهرة للعيان والمدمرة فان مصير العراق هو الشفاء منها، وان طالت مدة الاستطباب والتشافي .انها ضريبة فادحة يجب ان يدفعها الواقع العراقي.. وبالعودة الى ظاهرة الصحفي ورئيس تحرير جريدة النهار (حسن جمعة) فانها جزء من امراض الواقع العراقي بعد 2003.. لقد كان حسن جمعة ظاهرة صوتية عالية في الهجاء والمديح ، وله قناعاته الساسية في مايرى ..لكن وفي خضم ظاهرة سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي قاد حسن جمعة نزالا من نمط مصارعة الثيران مع حكومة البرزاني في الاقليم .. فنقتطع بعض ماكتب مماسماه مقالات ، ففي( لبن عيران ولبن اربيل) البرزاني ينهض من جديد.. وصل الامر بالتصريح الى العلاقة بين البرزاني واسرائيل..واستخدم حسن جمعة كل الكلمات من العيار الثقيل في ذم البرزاني ، قائلا( ويوصي السيد البرزاني عمل اللبن مع الخيار بخلطه مع شراب البولينيا الأسرئيلي)( ولولا حكمة هذا البطل المغوار وياغوار خلصنه من مسعود المحتال العتال.).. اما في ( كركوك عراقية .. فلتسقط ..الكاكا…تية) فيقول( وببساطة من يريد أن يشاركنا العيش في هذا الوطن وفي خيراته عليه أن يثبت أنتمائه أولاً).. وهاهو الصحفي العظيم يجر المفعول به ويحوله من منصوب الى مجرور بكتابته (انتمائه)….ونحن نقول (ان الخطأ اللغوي مرجوع للطرفين في سوق التجارة لعلاوي جميلة ). ثم يستمر ويكتب زناة بـ ( زنات ).. وهو يوصل رسالته بقوله ( لااخافكم ولا أخاف تهديدكم ووعيدكم وزعيقكم ونهيقكم.. فها أنا موجود بين أهلي عرباً واكراداً سنة وشيعة وتحت راية كفني راية)..وهكذا يستمر تباعا بخوض معارك صحفية باتجاه البرزاني فيكتب (حدود كردستان من السدة حتى أفغانستان ،((اتفاقية اهل الكهف) ، (دولة كردستان وتهديد النسوان) ، (هربجي كرد وعرب رمز النضال) .. واخيرا يستنجد برئيس الوزراء لحمايته من الاقزام كما يقول (هنا اطرق ابواب حامي الصحافة والصحفيين حضرة رئيس الوزراء الاخ ابو اسراء المالكي ان كتب الله لي الشهادة على ايدي هؤلاء ونسال الله الشهادة ان يكون قبري في ساحة التحرير الساحة التي خرجت منها اصوات الصادحين الحقيقيين الممثلين للديمقراطية الحقة وتطأني اقدام ابناء العراق البررة وروحي تحوم حول نصب التحرير وتغفو تحت رايته المباركة اتمنى ان يصل اسماعكم طلبي ولكم الامر.. ).. ولقد سبق له ان كال المديح والاستنجاد بالمالكي بما كتب عن وزارة العدس (ونقول للأخ ابي اسراء تقبل يصير بينا هيج وانت موجود لو كنت احترم تاريخ المعتصم العباسي لقلت وامعتصماه ولكني ساقولها بملء فمي وامالكياه وانورياه واأبااسراءاه من لهم غيرك يارئيس الوزراء(. .. وفي نهاية الحرب ( حربه وغبارها) تصمت قرقعة السيوف وصهيل الخيول وتعلن استراحة المحاربين حيث يكتب حسن جمعة ـ ولااعرف هل هي ضمن صفة ام تحالف تحت الطاولة ـ (ازداد في الاونة الاخيرة الخلاف وتوسع واخذ ينحو مناحٍ كثيرة، ادت الى اتساع الفجوة بيننا والاخوة في كردستان).. ثم يستمر هذا الصحفي (المؤمن جدا) بتعاليم ونصوص القران والتي يكثر من توظيفها الروزخوني وليس الاعتقادي، ويقول ولم نلتزم كلانا بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) وكنا كلانا ضحية هذا المارق العابر البعيد عن كل الاخلاقيات وكان عبداً للدولار واذل نفسه حتى وصل انفه الارض ركوعا، الا فتباً لمن كان مطيّة لاهواءه وراح يفرق وحدة الصف الاخوي، ولو التزمنا بالحديث الشريف الذي مضمونه: من جاء يفرق وحدتكم فاقتلوه بالسيف كائنا من كان، واقول لمن يقف خلف هذا النكرة: انا كنت في الاقليم قبل ايام ومكثت فيها ثلاثة ايام في افضل فنادقها ولم اتعرض الى اي القاء قبض ولا الى مضايقات من الذي وصفها لي احد النكرات في بغداد فكنت في بلدي كردستان اتمتع بجمال طبيعته واؤدي الاعمال الاعلامية والصحفية دون ان اتعرض للمضايقات التي توعدوني بها علما اني دخلت بالاسم الصريح وبهوية الاحوال المدنية وتاكدت شبه اليقين ان الصحافة مكفولة في الاقليم ولمست اشياء كثيرة كانت قد نقلت لنا بقصدية او بدون قصد ولا نقول الا ما قال الله تعالى في كتابه العزيز: ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) وفعلا لقد إنقلب السحر على الساحر ولا يحيق المكر السيء الا باهله، اقول لهؤلاء النكرات الذين كانوا يسكبون الزيت على النار: لقد حصحص الحق وبانت علامات وبوادر الأخوة، تسلك طريقها للحوار المعهود، والحمد لله الذي مكننا كلانا من كشف تلك الاجندات، وليكن مسعانا وهدفنا عيون العراق اولا واخيرا والمواطن العراقي اولا من اقصى العراق الى اقصاه وخارج الوطن، نعم يا اخوتنا في كل مكان قلوبنا كسفينة نوح تسع كل شيء صغيركم وكبيركم، من كان على مسارنا او يتقاطع منا ونتمنى ان لا تسمعوا فينا من لا يهمه امرنا ووحدتنا ولا اقول في الاخير الا (قلبي ابيض وقلبكم ناصع البياض).. ماهذا الذي نراه ياصديقنا الصحفي من انقلاب.. لك الحق بتغيير كل شئ وتحت أي مبرر .. لكن نرجو منك وبشجاعة ان تخبرنا مالذي جرى وماهي الصفقة التي ابرمت بينكم.. وحدث العقل بما لايعقل فان صدق فلاعقل له.. وحديثك الانقلابي لايستطيع اعتى عتاة المخرجين في هوليود ان يخرجه فيلما من نمط افلام الخيال او الاكشن.. حقيقة عجيب امور غريب قضية .. انها تشبه تبرير زميلك جبار عودة الخياط للمشاهد الجنسية التي نشرت لك على اليوتوب.. تحت عنوان ( من كان منكم بلاجريرة).. حيث يقول (إن الكثيرين من رؤساء المؤسسات المهمة ومنها الاعلامية قد تفننوا في نسج خيوطهم العنكبوتية للايقاع بهذه الفتاة الجميلة التي تعمل معهم او تلك وانهم قد استغرقوا في ليال حمراء لا شأن لنا بها فتلك حياتهم الشخصية ما لم تمتد الى اروقة مؤسساتهم وكل نفس بما كسبت رهينة.. المعترضون والمطبلون تشهيرا بهذه الافلام من الصحفيين وغير الصحفيين قد صنعوا مثلها والبعض تجاوزها بكثير لكنهم وضعوا لنفسهم مساحة أمان بحيث لا تتسرب هذه الافعال الى المشهد العام وهذا هو الخطأ الذي كان ضحيته حسن جمعة بطيبته: إنه ترك الحبل على الغارب فحصل ما حصل وتسربت الصور) لكن يااصحاب العضوية والامتياز والانتماء الى السلطة الرابعة ان الصحفي … واذا كانت الصحافة والمؤسسات الصحفية بهذا المستوى فلانقول سوى انكم كمحامي الشيطان وهذه الصحافة وعفونتها لاتستحق سوى بصقة، لانها تكشف الوجه القبيح الذي تتسترون به ،وعلى نقابة الصحفيين اذا كانت تمتلك ذرة من الشرف المهني ان تسحب الموافقة على الاصدار والتأسيس التي منحتها لهم وان تسحب الاعتراف بقانونية الاصدار وتسحب انتماءهم الى النقابة، والا فإنهم جميعهم من صحافة المسخ اللاخلاقي وصحافة الشياطين ، كما اننا نطالب بالكشف عن التمويل وحسب قول زميلهم العامل معهم فالح حسون الدراجي بان تكلفة اصدار الجريدة شهريا 600 مليون دينار.. ان هؤلاء مكانهم مصحات العلاج النفسي للشذوذ الذي يمارسونه ، ولامكان لهم في الصحافة اذا كانت ثمة صحافة في عراق الغرابة والغربة والغبار.. وهل ننتظر المزيد من الفضائح والفساد والسرقات والتدني الاخلاقي وغياب القيم الانسانية على جميع المستويات ..من يوقف هذا التدهور والتدني الذي مس كل مفاصل الجسد العراقي .. اننا بانتظار المنقذ..
[email protected]