23 ديسمبر، 2024 7:16 م

اخلعوا جلابيبكم

اخلعوا جلابيبكم

مهما تلونت الأشياء بألوان لابد في يوم ما أن تعود لطبيعتها وأصلها, ومهما إنسلخ الإنسان وتبرج لابد من فعل يكشف معدنه, بعضهم أعطى للمكان رفعة وسمو وأخر باحث عن الشرف بالموقع, حتى قيل إن السياسي ظاهرة أنيق وباطنه قبيح, ملمع من الخارج مسّود من الداخل, معتقد ان قبح الداخل تغيره الأقنعة وتزويق الكلام وعمليات تجميل,  ومن المخزي ان تصل الأنانية بالبحث عن جمال المظهر وترك الجوهر, من أربطة العنق اللندنية بسعر يساوي عدد من بيوت الحواسم, وعمليات تقويم الأسنان وملامح الوجه,  وليتهم قاموا بتبديل اللسان الذي لا يزال ينضح عن خلفياتهم الخبيثة المؤججة للفتنة,  الى المؤخرات والخلفيات والعورات بالمال العام, وكان الأجدر بهم ستر عورات الباحثين عن الطعام في النفايات والمعوزين من الإنحراف, تماديهم واستخافهم  فضحهم, تستروا على السرقات ونُشرتْ أسماء عوراتهم على الهواء مباشرة, إنهم يشعرون ويشمون ويسمعون  كم عراقي  تنتهك كرامته من اجل رغيف خبر او سقف منزل وشيء من الدواء , كم عائلة كانت تحافظ على شرفها وباعت كل أغراضها في وقت كثير من باع شرفه للمحافظة على اغراضه, كم كنا نأمل  ان يأتي من كان يتقاسمنا رغيف الخبر ويعيش بين اوجاعنا, وهو يعرف إننا نعيش على الصبرومجابهة المصائب بالدعاء للفرج, نعتقدهم أنهم اقرب منا  لله والوطن ويرسمون بحروف من نور صفحات التاريخ ومستقبلنا المشرق,  كنا نصدق كل الشعارات ويهتز كياننا حينما يذكروننا  إن لا احد يزايدهم على المقاومة, حينما يدعي السفاحين اليوم أن مقاومتهم وغزواتهم تقطيع اجسادنا قربان لملذاتهم,  ويرتمون بأحضان النساء كي يقذفوا قاذوراتهم الهمجية,  اليوم ظهرت الوجوه على حقائقها وتكشفت العورات في شبكات التواصل الإجتماعي وحديث الناس مثار السخرية,  إنتزعوا جلابيبهم  امام المطامع والمنافع, ونظرّوا لقدسيتهم في حين يموت المواطن وهم متفرجين,  هذه المرة لأجل ان يكونوا بأبهى الصور وأحسن الأحوال الصحية والشكلية, وخرج من تحت كل جلباب ألف شيطان, ظهر الدعاة للفساد والنرجسية والمكاسب الشخصية من كان يوهمنا أنه داعي للوطن والمباديء وبالجماهير يحطم الطغاة,  إتضح بعد التجربة المريرة المعادن على حقيتها. نقول لهم تخلوا عن جلابيبكم وأقنعتكم ومحابسكم  كي نراكم بصورة العصابات  والمافيات وقطاع الطرق, وإن المواطن إنتخبكم للخدمة الصحيحة لكي تمثلون الوطن  فلا تكونوا في مواقع تمثلون عليه.