الأنتخابات ليست بضاعة .. والقوائم ليست شركات تجارية ..هل تعي الاحزاب والحركات هذه المفارقة ؟!.
مساحة الحرية التي وفرتها الديمقراطية في العراق بعد قرون من الاستبداد والاستعباد ،وبعد قوافل من الشهداء وانهار من الدماء،هذه الحرية الثمينة النفيسة لم تستثمر خير الاستثمارفي اعادة بناء النفوس المشوهة والعقول المخربة بفعل سلاطين الجور والتعسف وما زرعته سياساتها من رعب وتخلف ،وماخلفه سقوطها من خراب ودمار بل الاسوئ من ذلك صارت،تستخدم اقذر استخدام.. تستغل لالحاق المزيد من الخراب وعرقلة البناء والاعمار واضطهاد الآخرين،وماتشهده الساحة العراقية على ايدي الجهلة والناعقين خلف كل ناعق ،واعداء التجربة وبقايا السلطة البائدة خير شاهد ودليل .
ما يعنينا في هذا المقال فسحة الحرية التي وفرتها التجربة الديمقراطية للترشيح والانتخاب واعتبارهما حقا مشروعا لكل عراقي من دون تمييز حيث شهدت العمليات الانتخابية لمجلس النواب ومجالس المحافظات فسحة للتعبير والمشاركة والدعاية والاعلان لم تتوفر في اي بلد في العالم المتمدن فضلا عن العالم العربي والشرق اوسطي.
المؤسف والمحزن ان الحرية المتوفرة في هذه الجزئية الاهم في حياة المواطن تستغل بشكل سيء وتمارس احيانا بتجرد عن اي التزام او خلق رفيع ،اذ تبدأ بعض الاحزاب والكتل والحركات تحضيراتها بجس نبض الشارع من خلال اساليب متعددة تارة بالتزلف من الناس وتوزيع مواد اعانة ووعود كاذبة ،وتارة بالتقرب من رجال الدين وشيوخ العشائر،وتارة باختلاق ازمة وتارة بعقد تحالفات جديدة مثيرة للشكوك والتساؤلات مستفزة شركاء سابقين ومحفزة آخرين مناوئين.
ولو سلمنا بان ما تفعله امرا طبيعيا- وان كان مقصودا وجاء على خلفية تخطيط مسبق ونصب شباك وفخاخ للحصول على اثمن صيد والخروج باعلى الاصوات- لوسلمنا بذلك فان محاولة تشويه صورة المنافس وبث الاشاعات المغرضة والصاق تهم باطلة لتسقيط الاخرين وتنفير الناس عنهم..وغير ذلك من الامور التي صارت مكشوفة ومفضوحة ومعروفة المقاصد ..هذه الاساليب ليست امرا طبيعيا ولامبررا، بل معيبا ومخزيا وينم عن تدن واستعداد للسقوط من اجل تحقيق مكاسب فئوية وشخصية زائلة .
يبدو ان البعض لايفرق بين التجارة والسياسة ومتأكد من كساد بضاعته لذلك يسلك كل الطرق للترويج لها !.