19 أبريل، 2024 3:13 ص
Search
Close this search box.

اخفاق واضح في ربح المليار دينار في برنامج ( الملياردير ) !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

برامج المسابقات التلفزيونية من البرامج التي تستقطب الكثير من المتلقين لما تحويه من روح المنافسة وما تتضمنه  من تحدي ومعلومات وما تدر عليه من جوائز ومردودات ، ولا تخلو دول العالم من وجود هكذا برامج ومنها البلدان العربية التي اشتهرت بالعديد منها لعل أبرزها ( من سيربح المليون ) وأبدع فيهالإعلامي المميز جورج قرداحي الذي سبق وان شغل منصب الوزير في حكومةلبنان ، وقد تفاجأ جمهورنا بإطلالة قرداحي في قناة ( الرابعة ) الفضائية  وهو يقدم برنامج ( الملياردير ) لمشاركين عراقيين خلال أيام شهر رمضان وعيد الفطرالمباركين ، وقد عرضت من هذا البرنامج 33 حلقة منها 30 حلقة فردية و3 حلقات يشارك فيها شخصين ، ولا تختلف نسخة الملياردير العراقية عن نسخة من سيربح المليون كثيرا إلا من حيث اختلاف مبلغ الجائزة ، فبعد أن كانت مليون ريال سعودي ( 375 مليون دينار ) تحولت الجائزة لمبلغ المليار دينار مما يولد الحافز للكثير للمشاركة  ونيل الجائزة كلا او جزءا فاحتمالات الربح قائمة ويمكن أن يحصل عليها المشاركون ، وجائزة المليار يمكن أن يظفر بها المتسابقعندما يستطيع الإجابة الصحيحة على 16 سؤال من أسئلة MCQ والتي تتطلب الإجابة الصحيحة والدقيقة من ضمن أربعة خيارات most correct وتمر بأربعة مراحل وكل مرحلة تضم 4 أسئلة ، وتتدرج درجة الصعوبة والتعقيد في الأسئلة مرورا بالمراحل الأربعة ، والمرحلة الأولى تؤهل المتسابق لربح مليون دينار من خلال الإجابة عل أربعة أسئلة في مواضيع دارجة وتكاد تكون معروفة لأغلب العراقيين بمختلف المستويات ، وفي المرحل الأخرى تعرض على المتسابق فئتين من بين 9 فئات ( معلومات عامة ، تاريخ ، سياسة ، فن ، جغرافيا ، أدب ، أمثال ، رياضة ، من القائل ) ، ويحق له اختيار فئة واحدة يطرح من خلالها السؤال ، ويتيح البرنامج للمشارك الخيار في تثبيت المبلغ الذي يصل إليه من الإجابات وعند التثبيت يجوز له الانسحاب او  الاستمرار ، وإذا استمر ووصل لأي مبلغ ولم يستطع الإجابة عنه فانه يعود إلى المبلغ الذي ثبته ، كما يتيح البرنامج حصول المتسابق على وسائل  المساعدة المكونة من حق تبديل السؤال من ضمن الفئة التي اختارها ويكون هذا الحق مجانيا ، كما يحق له استبدال السؤال او حذف إجابتين من الخيارات الأربعة ، وتكون كلفة الوسيلتين غير المجانية هي العودة لأخر مبلغ ربحه فإذا وصل لمبلغ 15 مليون واشترى وسيلة مساعدة يتراجع ربحه إلى رصيده السابق ليكون ربحه 10 الآلاف ، وإذا كانتأجابته على السؤال صحيحة فانه يستطيع التقدم للمبلغ التالي ، وإذا لم يجيب فانه يرجع إلى المبلغ الذي ثبته لتكون جائزته والخروج من البرنامج ، كما يحق للمتسابق الانسحاب متى ما يشاء وبأي جائزة وصلها على أن يبلغ المقدم برغبته في الانسحاب قبل أن يطرح عليه سؤال جديد .

ورغم إن فكرة البرنامج معروفه وكأنها نسخة مكربنة من برنامج المليون إلا انه حظي باهتمام العديد لأسباب عديدة في مقدمتها شخصية وثقافة وأسلوب المقدم الذي يحظى بقبول واحترام المشاهدين ، والبرنامج يثير شغف البعضكونه برنامج معرفي ويحوي تحدي وجوائز مغرية وتوقيت عرضه مناسب ،حيث عرضت 30 حلقة يوميا خلال شهر رمضان وال3 حلقات (  العائلية )عرضت خلال أيام عيد الفطر وكان يعاد بثه بوسائل عديدة بعد بثه مثل You tubeالتي يتابعها الملايين من داخل وخارج العراق ، ورغم إن هناك ملاحظات رافقت عرض حلقات البرنامج من حيث كيفية اختيار المشاركين من مختلف المحافظات ، إلا انه طرح العديد من العلامات والتساؤلات حول المستوى الثقافي والمعرفي والمهاريالتي يمتلكها المشاركون ، فالمتسابقون جميعا لم يربحوا المليار والأكثر من ذلك إن أعلى جائزة تم الحصول عليها هي 30 مليون ، واغلب المتسابقين ربحوا اقل من هذا المبلغ واغلبهم توقفوا عند 5-10 ملايين وهناك متسابق لم يربح دينار وآخر ربح 500 ألف لا غير ، وتنوع الأرباح حالة شائعة في برامج المسابقات ولكن ما يثير الدهشة في هذه النسخة إن اغلب المتسابقين كانوا من فئات علمية وثقافية ومهنية عالية ومعظمهم من حملة الماجستير او الدكتوراه ويعملون في التدريس او مواقع استشارية ولهم تخصصات متنوعة وخبرات وظيفية لعدد من السنين ، ولكن اغلبهم لم يصلوا إلى عتبة المرحلة الثالثة المكونة من الأسئلة 9-12 وجميعهم لم يصلوا للمرحلة الرابعة للإجابة عن الأسئلة 13-  16التي فيها جوائز بمئات الملايين ، ورغم إننا جميعا لم نطلع على الأسئلة في المستويات الثالثة والرابعة لعدم بلوغها ، إلا إن كثير من الأسئلة التي عرضت لم تكن على درجة عالية من الصعوبة و التعقيد وربما يستطيع إن يجيب عنها الكثير من العموم ، ويبدو إن مشكلتها تتعلق بضعف علاقتها بالاختصاص لان أسلوبالبرنامج هو التنوع في الفئات ولا يراعي تخصصات المشاركين ، وقد لاحظ المشاهدون إن إجابات البعض كانت بالخطأ حتى وان كانت ضمن اختصاص المشارك ، رغم إن المقدم شخصية مألوفة وتمتع بشفافية في التقديم وكان يترك مجالا في الإجابة او التلويح في بعض الحالات ، كما انه لم يربك المتسابقين بمسالة مدة الإجابة لكي لا يشعروا بضيق وضغط الوقت ، والكثير من الحلقات التي عرضت أعطت انطباعا لدى البعض إن هناك حالة من قلة التجربة حتى في مجال الاختصاص في بعض الحالات التي تتيح للبعض تفسيرها بضعف الثقافة العامة لمعظم المشاركين رغم أنهم قضوا سنوات طويلة في الدراسة وممارسة الاختصاص ، وكان ذلك واضحا عند عدم الإجابة عن أسئلة بالإمكانالإجابة عنها من قبل طلبة في مستويات الدراسة المتوسطة او الإعدادية او الجامعية ، والبعض من المتابعين حللوا أسباب ذلك إلى إن اغلب طلبتنا يدرسون لكي ينجحون وينتقلون للمراحل التالية حيث لم تترسخ عندهم المعلومة التي سبق وان تلقوها كي تبقى قابلة للاسترجاع والاستخدام لقادم السنين ، وبعضهم يقارن بتجربة من يربح المليون كونه استقبل مشاركين عرب من مختلف البلدان بعضهم ربح المليون او اقرب منه ، حيث كانت قدراتهم في التحليل والإجابة تختلف عن الطريقة التي تستخدم في التذكر فالتعليم وفقا للنظريات العالمية يجب أن يضم ( المعرفة ، الإدراك ، التحليل ، التطبيق ، التركيب ، التقويم ) وذلك ربما يشير إلى إن التعليم عندنا يركز على المعرفة والإدراك أكثر من تركيزه على المجالات الأخرى ، ومن يشاهد الحلقات التي عرضت يمكنه تذكر نصائح  جورج قرداحي لمشاركي الملياردير وهو يردد ( لاتتعجل في الإجابة وخذ وقتك في التحليل لإبعاد الإجابات غير المعقولة واختيار الصحيحة من خلال البحث في كيفية ربطها بالأحداث ) .

ومن وجهة نظر البعض إن برامج من هذا النوع ليس من المفروض إن نستخدمها للتسلية او إن تمر مرور الكرام ، إذ يجب الاستفادة منها في الاستنتاج والاستنباط لتحديد أسباب ومسوغات عدم الإجابة والوقوع بالأخطاء لأكثر من 66 مشارك واغلبهم من أصحاب التخصصات والشهادات والخبرات من مختلف محافظات العراق ، فمن المؤكد إن بعضهم شاركوا بدوافع مختلفة ومنها ليظهروا مقدرتهم للآخرين من الزملاء وطلبتهم ولعوائلهم الكريمة او إنهم شاركوا للظفر بأعلى الجوائز كاستحقاق ، ولكن الغالبية لم يحققوا أهدافهم وبعضهم اختار الانسحاب بوقت مبكر بمبلغ متواضع لكي لا يصاب بالإحراج او الخسارة فيما بعد ، والأسباب التي تقف وراء ذلك عديدة ومنها قلة التجربة  والخبرة بهكذا برامج رغم تعدد الفضائيات  ولا تخفى الأسباب التي تعود للبرنامج وإدارته من القناة التي عرضته إذ تتوضح الحاجة إلى إدخال بعض التحسينات على البرنامج لإبعاده من التكرار لبرنامج المليون  وإلغاء التدخل من قبل الكنترولفي اختيار الأسئلة ، فقد دخل الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات التي يمكن أن توظف لمختلف الاستخدامات ومنها برامج المسابقات ، ومن الضروري إن يتم اختيار الأسئلة من خلال دائرة مغلقة بين المقدم والمشارك ويكون الاختيار الكترونيا وليس بالانتقاء من خلف الكاميرات ، فضلا عن الأخذ بملاحظات أخرى تعمق الاستفادة من البرنامج وتحقق العدالة والشفافية وتبعد الشك في انه يعكس المستوى العام لشريحة من كوادر البلاد ، فالبرنامج لطيف ومقبول كونه علمي وثقافي وله الكثير من المشاهدات وعرضه في رمضان مفيد لأنه يغني عن مشاهدة البرامج الهابطة في شهر العبادة والاستغفار ، ومن الممكن بتحسينه أن يحقق مزيدا من الأغراض لجميع الأطراف ومنها ترك الانطباع في الحكم عن درجة ومستوى وشخصية وذكاء العراقيين التي تشهد لها كل البلدان ، ورغم بعض الملاحظات فان عرض البرنامج حظي بالقبول بتأثير جوائزه وشخصية المقدم وما يعرضه من معلومات نافعة وتوقيت عرضه ، ونتمنى أن تتكرر تجربة عرضه في ( الرابعة ) وغيرها من الفضائيات بما يجعلهمشاركته محلية وعربية وعالمية بما يتيح المقارنة بين المستويات .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب