19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

اخطر تصريح عراقي على الإطلاق !

اخطر تصريح عراقي على الإطلاق !

التصريح اطلقهُ وزير الدفاع العراقي السيد خالد العبيدي ليلة الخميس الجمعة اعلن فيه : < لن نسمح لقوات البيشمركه في المشاركة بتحرير الموصل  .!
التصريحُ يحمل في طيّاته الكثير من الأبعاد الغامضة والتساؤلات , ومن دون تسلسلٍ في ذلك , فمن المؤكد أنّ السيد العبيدي غير مخوّل بأطلاق هكذا تصريح لولا ايعاز من العبادي ومن قيادة حزبه الحاكم تحديدا . ولعلّ الكثير سيتساءلون ولربما بشكلٍ مغاير عمّا اذا بمقدور الحكومة العراقية منع البيشمركة من المشاركة في المعركة المقبلة ! , والإجابة بالطبع أنّ القوات العراقية ليس بوسعها فعل ذلك لأكثر من سبب ! فالبيشمركة يحيطون الموصل من ثلاثة محاور في شمال المدينة بينما الجيش العراقي سيتقدم من المحور الجنوبي ولا توجد آليّه عملية لمنع قوات البيشمركه , ومن المحال اشتباك القوات العراقية معهم , فذلك يعني الدخول في معركة غير مسموحٍ بها في الظرف الراهن .! , إنما ربما يغدو لتصريح وزير الدفاع العراقي ابعاد قانونية او دستورية وسياسية بالأضافة لما يترتب عليه معنوياً إن لم نقل اخلاقياً على السادة في قيادة الأقليم , ومن غير المعروف موقف الأحزاب الكردية الأخرى تجاه ذلك .. الأهمية المبهمة الأخرى لهذا التصريح تتأتّى من أن وزير الدفاع اعلن ذلك من واشنطن ! اثناء انعقاد اجتماعٍ وزراء خارجية ودفاع دول التحالف لمناقشة متطلبات معركة تحرير الموصل , وايضاً فقد سبق ذلك بأيّامٍ معدودة عقد اتفاقيةٍ خاصة بين قيادة الأقليم والولايات المتحدة حيث تقوم الأخيرة بتزويد قوات الأقليم بالأموال والأسلحة .
تصريح وزير الدفاع له ما يبرره لدى الحكومة العراقية من مخاوف , اذ تخشى عدم انسحاب البيشمركة من مناطقٍ في الموصل ستسيطر عليها عند وبعد نشوب المعركة , ومن الملاحظ في هذا الشأن ” إذ لغاية كتابة هذه الأسطر ” فلم يصدر ايّ تعليقٍ من الولايات المتحدة ولا من قيادة الأقليم , فالأمر فيه ما فيهِ من الخطورة السياسية والعسكرية ولربما الأمنيّة ايضاً .!
الوضع الذي اعقب تصريح العبيدي ” مضغوطٌ ” للغاية ولا شكّ أنه موضع مناقشات حادّة ومكثّفة بين معظم الأطراف , لكنه في غاية الصعوبة التصور بأن الأمريكان سيوافقون على هذا القرار او التصريح العراقي . ومن بينِ كلّ هذا وذاك فتصريح وزير الدفاع لم يتضمّن إشارةً ما عن الوحدات العسكرية التركيّة المتواجدة في ناحية ” بعشيقة ” والتي تعدادها لا يصل الى نسبة واحد بالألف قياساً الى تعداد الوحدات الكرديّة .!
  إنّ جوهر هذه المعضلة يدعو للإستغراب لماذا لم تحاول الحكومة العراقية الحالية او التي سبقتها , من أخذ تعهداتٍ خطيّة موثّقة من قيادة الأقليم حول انسحاب البيشمركة من الموصل والمناطق المحاذية فور انتهاء المعركة .! وقد كان ينبغي اجراء ذلك بعد تفاهماتٍ سياسية منذ وقتٍ طويل ..