23 ديسمبر، 2024 1:44 م

اخطاء صغرى في بلد كبير القضاء المصري يخلي سبيل مبارك

اخطاء صغرى في بلد كبير القضاء المصري يخلي سبيل مبارك

أخلى القضاء المصري، سبيل الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك، لعدم القناعة بالتهم، المرفوعة ضده، في خطوة، تعد غاية بالجرأة؛ في ظل الظروف الملتبسة، التي تعيشها ارض الكنانة حاليا.
لا يبنى على تحرز نائب الحاكم العسكري، بوضع مبارك تحت الاقامة، الجبرية، في نوع من اجراء وقائي، ذي بعدين، هما : حماية شخص حسني مبارك، من جهة، وضمان استقدامه، اذا استلزمت تطورات الامور ذلك.
ومن بين تلك التطورات المحتملة، اعادته للسلطة؛ إذا لم يفلح القائمون عليها الآن، بوضع الامور في نصابها، مثلما حدث خلال مرحلة ما من الاحتقان الطائفي الذي شهده العراق ابان سنوات 005 – 2008، فيومها، انفلت زمام الامر، حتى من الجيش الامريكي في العراق، ولو لم اكن قد عاجلت باعدام الطاغية المقبور صدام حسين، لكانوا فكروا باعادته.
لا اقول ان ادارة الامريكان والحكومة العراقية، او المصريين، بهذا القدر من السذاجة، لكن اعادة صدام للحكم، لو كان حيا، ومبارك، اذا ساءت ظروف مصر.. خيار قائم، ولو في خانة المستحيل.
اخلاء سبيل مبارك، استجابة لبراءة موقفه القانوني، الذي اسفر عن براءة طرفه، من التهم المنسوبة اليه، يدل على ان حوالى ثلاثين عاما، من الحكم.. معصومة بالبياض من دون شائبة تعكر صفو الدولة.
ثلاثون عاما من اللا خطأ.. او أخطاء صغرى لا تستحق الذكر، قياسا بسعة المكان والزمان.. دولة كبيرة ومحورية ومرتكز احداث المنطقة وعموم العالم، وفقيرة ذات كثافة سكانية عالية، تكتظ بتسعين مليون بلا ثروات طبيعية، لا بد من ان يقع حاكمها باخطاء تؤدي به الى حبل المشنقة، ومع ذلك، لم تجد المحكمة ما يستحق حبس مبارك؛ فاطلقته حرا.
لا يقلق مبارك، من اخطاء صغيرة، لم تشكل مؤآخذات تستحق الذكر؛ نظير ثلاثين عاما من حكم بلد واسع يمور بالملابسات، وهو يحنو اضلاعه، حول شعب متنافر الولاءات جوار دول تتجاذبه من اقصى القومية الى اقصى الدين.. اسلاما ويهودا، دين غير قادر على ان يتحول الى قومية، وقومية غير قادرة على ان تتحول ديناً.. ومصر محاطة بالتجاذبات، تحتفظ بموقف وسطاً.
مثلما لا يشكل محمد حسني مبارك قلقا للدولة المصرية التالية عليه؛ لأنه عاد مواطناً مخلص الولاء…
لم يرتكب مبارك، خطأ، في دولة كمصر، في حين أرتكب الطاغية المقبور صدام حسين، مجازر، وتخبط بمواقف فتقت مهاوٍ ما زال العراقيون، عاجزين عن ترقيعها، حتى بعد مرور عقد من السنوات على زوال غمته.
اذن المصريون شعب مثالي، بسط وعيه على الاحداث؛ يسيرها لصالحه؛ من خلال محاصرة المخربين، تحت اي توصيف وجدوا، ما ابقى مصر الدول الاولى تحضرا في المنطقة، تديم اسباب حضارتها، الى آخر الزمان.
وفي الوقت الذي ثبتت خلاله براءة مبارك، اثبت القضاء المصري، صدق تعامله مع الدعاوى التي ترفع اليه، سواء ضد شخصيات كبيرة، ام صغيرة.. لا فرق فالشاقول الذي تأسست عليه مصر، ما زال يوازن بناءها.
ثبتت براءة الرجل، وثبت ان شعب مصر اقوى من قدره..