ان مما لاشك فيه ان هناك اتفاق على ان السيد ابراهيم الجعفري لديه رؤية دينية متميزة من واقع انتماءه الى حزب الدعوة الاسلامية،، ورغم اختلافنا معه الجذري في ما يتعلق بلغته الحوارية والتي يطبعها المصطلحات الفلسفية والكلمات الغريبة الغير متداولة الامر الذي يجعل لغته غير مفهومة للناطقين في العربية بما بالكم للاجانب وهنا لا نعرف كيف يمكن ان يترجم مترجمه كلمة (حرتقات كلامية) التي استخدمها في احد حواراته الصحفية.. فهذه اللغة لا تناسب وزير خارجية والذي يجب ان تكون لغته واضحة ومفهومة بشكل مباشر،، ويبدو ان مشكلة السيد الجعفري قد جاوزت موضوع اللغة فالرجل لا يدرك او لا يتقبل منصب وزير خارجية العراق، فهو يتصرف خارج حدود هذا المنصب كرئيس للتحالف الوطني الشيعي وكعالم ديني من حزب الدعوة، وهذه كارثة بكل المقاييس فالعراق يحتاج الى وزير خارجية ولا يحتاج الى شخص يتولى وزارة الخارجية شكليا ويهمل مسؤوليته ويتصرف في اطار مواقع او مناصب اخرى.. ومن اخر عجائب السيد الجعفري انه زار طهران مؤخرا للمشاركة في ماذا يا ترى؟؟؟؟؟ للمشاركة في مؤتمر (التيارات المتطرفة والتكفيرية من وجهة نظر علماء الاسلام للشؤون الدولية)، وحسب السيد محمود وزيري مساعد رئيس مؤتمر التيارات المتطرفة والتكفيرية من وجهة نظر علماء الاسلام للشؤون الدولية( ان 40 بالمئة من المشاركين في هذا المؤتمر العالمي هم من العلماء الشيعة وان 60 بالمئة منهم من العلماء السنة.) ولقد اطلعت على عدة مواقع الكترونية محاولا معرفة نوعية المشاركين في المؤتمر فوجدت ان المؤتمر على تسميته خاص بالعلماء المسلمين من الشيعة والسنة…. والسؤال الذي يتبادر الى الذهن ما علاقة وزير خارجية العراق بمؤتمر خاص بعلماء الدين؟؟؟؟؟
يا سيد جعفري انت اصبحت شئنا ام ابينا وزيرا لخارجية العراق وعليه اقبل هذا المنصب ولو على مضض وتصرف وفقا له، ما علاقتك بمؤتمر رجال دين؟؟؟، كان من المفروض ان يشارك في المؤتمر رجال الدين السنة والشيعة في العراق وربما هم مشاركين، ولكن ان يشارك وزير خارجية العراق في مؤتمر ديني هذا عليه علامة استفهام كبيرة؟؟؟؟؟
وربما لا يدرك البعض اهمية زيارة الجعفري لايران،، لابسط الموضوع اكثر،، هذه اول زيارة رسمية للسيد الجعفري لايران بعد تسنمه منصب وزير خارجية العراق، واختار ان تكون زيارته لايران هذه الدولة الجارة المهمة جدا للعراق والتي لدينا معها علاقات صداقة وملفات شائكة كثيرة اختار ان تكون زيارته لايران كعالم ديني والكارثة الاكبر هي توقيت الزيارة، فالجعفري اختار وقت زيارته بغياب وزير الخارجية الايراني السيد ظريف والذي كان يشارك في مفاوضات مصيرية مع مجموعة 5+1 في فيينا، فوزارة الخارجية الايرانية ووزيرها في نفير عام موجهه نحو هذا اللقاء المصيري في فيينا، ووزير خارجية العراق يزور ايران وتمر زيارته مرور الكرام بدون حفاوة الاستقبال الرسمي من وزير الخارجية الايراني وبدون مناقشة للمفات العراقية-الايرانية الشائكة من حدود وقضية شط العرب ونشاط المليشيات العراقية المدعومة ايرانيا والتي بدأت تهاجم حتى الشرطة والجيش العراقي في بغداد ومناطق اخرى من العراق… وزير خارجية العراق جاء الى ايران في اول زيارة رسمية في غياب وزير الخارجية الايرانية في خضم انشغالات الخارجية الايرانية بمفاوضات وزيرها النووية في فيينا.
هذه الزيارة اقرب الى الكارثة البروتكولية هذا افضل وصف معبر عنها، والمفارقة الاخرى التي لفتت انتباهي وانا ارجع ما نشر في المواقع عن هذا المؤتمر انني لم ألحظ مشاركة اي وزير خارجية عربي او اجنبي، فلماذا اصلا يشارك وزير خارجية العراق في مؤتمر ديني لعلماء الدين لم يشارك فيه اي وزير خارجية عربي او اجنبي، ما هي قيمة هذا المؤتمر في العلاقات الدولية؟؟؟؟ بالتأكيد له قيمة فكرية ولكن ما قيمته في العلاقات الدولية؟؟؟ القيمة صفر، ولهذا لم يشارك وزراء الخارجية الاجانب او ربما لم تتم دعوتهم لانه مؤتمر فكري خاص برجال الدين، ولكن وزير خارجية العراق وا أسفاه يبدو انه دعي او اوعز اليه بحضور هذا المؤتمر … نقول مع الاسف يا سيد جعفري انك لحد هذه اللحظة لم تستوعب اهمية منصب وزير الخارجية، ولم تدرك لحد هذه اللحظة الواجبات التي يفرضها هذا المنصب على من يتسنمه.
ببساطة اما ان تكون وزيرا لخارجية العراق وتتصرف وفقا لاحكام ومسؤوليات هذا المنصب بما يفرضه من قواعد بروتكولية او تترك الموقع لغيرك ممن يقبل شروط هذا المنصب، واعتقد انهم كثر. اما ان تستمر وزيرا للخارجية وتستمر عجائب وغرائب تصرفاتك خارج حدود هذا المنصب، وتاركا لمسؤولياتك الوزارية فهذا امر لا اعتقد ان رئيس حكومتك السيد العبادي يقبله، فهو يتوقع منك ان تكون وزيرا للخارجية لانك وزيرا للخارجية وبالتالي فهو لا ينتظر منك تصرفات واعمال خارج حدود هذا المنصب،، يا سيد جعفري اننا حقا نحترمك، ولكننا ندعوك مخلصين لان تحترم منصب وزير خارجية العراق وتتصرف فقط وفقا لهذا المنصب وفي حدود مسؤولياتك بموجبه ولا تخرج قيد انمله عن ما هو مقرر لوزير الخارجية، فالعراق بحاجة الى وزير خارجية يمارس مسؤولياته وليس بحاجة الى وزير خارجية يترك مسؤولياته وينشغل بامور اخرى لا علاقة لها بوظيفته كوزير خارجية العراق.