23 ديسمبر، 2024 12:27 م

يظهر لكل ذي عينين أن السلوك العدواني الأهوج (هستيريا), التي تنتهجها النخبة السياسية والطبقة التركية الحاكمة ليس شيئاً عرضياً, وليس وليدة اليوم, بل أنها ذاتية وسببها الخلل الخلقي في وظائف أجسامهم, وتحديداً في مركز الجسم المخ, حيث يرافق هذا المرض المسمى بداء “الهستيريا” المصاب منذ فترة تكوينه كجنين في رحم أمه كعيب الخلقي وينمي هذا المرض العضال سلوك المصاب العدائي منذ لحظة ولادته إلى اللحظة التي يفارق فيها الحياة. لقد أكد علماء النفس في مصادر علمية عديدة: “أن إصابة المخ بهذا المرض تؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان الإدراك الحسي والشعوري, للسيطرة على الانفعالات الهستيرية نتيجة كبت واختلال الوظيفة العضلية الإرادية. ويرى علماء النفس أن كلمة ” هيستيريا” (الانهيار العصبي) انبثقت من اللفظة اليونانية “هسترا” التي تعني الرحم؟, لأن هذا المرض العصابي يصيب النساء فقط بسبب خلل يصيب الرحم داخل جسم المرأة”. عزيزي القارئ, إن قلق وخوف المجتمعات البشرية من حاملي داء هذا المرض النفسي يأتي بسبب التصرفات والسلوكيات الخطرة والطائشة التي يقدم عليها حامله, كالانحلال الخلقي, وتقلب المزاج, وعدم التحكم في الانفعالات, وارتكاب الجرائم البشعة حسب تخيلاته المريضة التي تصورها له. إذا رجعنا إلى التاريخ القديم وتابعنا مسيرة حياة هؤلاء الأتراك قبل نزوحهم من طوران إلى الكيان الذي سمي بعد عام (1923) بتركيا اللوزانية, نرى أن الأحاديث النبوية وكتب التاريخ المعتبرة ذكرتهم في صفحاتها كمخلوقات شريرة متهسترة تنوي تدمير هذا الكوكب الجميل, ولم تسلم من جرائمهم كل من صادفهم في غزواتهم من الأفراد والشعوب. من منكم لم يسمع بالسفاح أتيلا الهوني (395-453م) رئيس قبائل الهون, الذي لم يرحم حتى أخاه حين قام بذبحه بسبب أنه شك بولائه له!! وحباً بالجريمة هجم على أوروبا ودمرها وأحرق مدنها وقراها و قتل رجالها وسبى نسائها. وجاء بعده مجرم آخر يدعى جنكيزخان (1165-1227م) قتل الملايين من البشر ودمر بلدانناً بكاملها. وتلاه هولاكو (1217-1265م) الذي دمر بغداد دون رحمة وشفقة واستسلمت له دمشق دون قتال. يقال أنه قتل (40) مليون إنسان في غزواته على الشعوب التي صادفته. وعقبه تيمور لنك (1336-1405م) من نفس أرومة أولئك الخبثاء الذين سبقوه, أيضاً دمر وقتل وأحرق وسبى. ومن ثم جاء العثمانيون, الذين استدعوا كل نوازع الشر وفاقوا بجرائمهم من سبقهم من نفس طينتهم الخبيثة, لا بل لم يرحم هؤلاء الأتراك المجرمون حتى إخوانهم وفلذات أكبادهم. على سبيل المثال وليس الحصر, أصدروا عام (1413م) قانوناً مخزياً تحت عنوان قتل الإخوة أو الأبناء من أجل عدم التنافس على السلطة!!. وبعد إصدار هذا القانون الدموي الرهيب قام السلطان.

سليم الأول (1470 – 1520م) عام (1518م) بقتل ابن أخيه!! وفي أيامه, كانت نفوس الشيعة في البلد الذي تحت سلطته (70) ألفاً, قتل منهم (40) ألفاً, وأودع الباقون في السجن المؤبد!! وسليمان الأول (1494 – 1566م) قتل (11) من إخوته وأبنائه!! أما مراد الثالث (1546 – 1595م) قتل عام (1574م) خمسة أخوة له!! ومحمد الثالث (1566 – 1603م) قتل (19) من إخوانه و (2) من أبنائه!! والسلطان التركي عثمان الثاني (1604- 1622م) قتل عام (1622م) (2) من إخوانه!! ومصطفى الأول (1591 – 1639م) قتل ثلاثة من أبناء أخيه!! أما محمد الرابع (1642 – 1693م) لم يقتل عدداً كبيراً فقط قتل أبيه عام (1648م)!! وعثمان الثالث ( 1699- 1757م) 
قتل ابن عمه, الخ. ينقل الدكتور علي الوردي, في كتابه ( لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) الجزء الأول صفحة (85) عن (فتح) بغداد على أيدي قوات آل عثمان الأتراك, نقلاً عن كتاب (عباس العزاوي) (تاريخ العراق بين احتلالين) الجزء الرابع صفحة (209 – 210): من مجموع عشرين ألف جندي إيراني استسلموا للأتراك لم ينجوا منهم سوى ثلاثمائة!! طبعاً هذا العدد الكبير من الضحايا حصيلة معركة واحدة فقط, بينما كتب التاريخ المعتمدة تنقل لنا معارك وفتوحات عديدة جرت وقائعها بين العثمانيين والإيرانيين وفي كل مرة كانت الضحايا من الجانبين أضعافاً مضاعفة من هذا العدد الذي ذكرناه. عزيزي القارئ اللبيب, أن أردوغان الذي يقول بتبجح أنه امتداد للعثمانيين, يعني أنه امتداد لهؤلاء المجرمون الذين ذكرناهم للتو!!. صدقوني لم يكذب الرجل قط, حقاً أنه امتداد لهؤلاء, ألم يشاهد العالم في الأشهر والأيام الماضية ماذا فعل بمعارضيه وخاصة الكورد!! حين هجم على المدن والقرى الكوردستانية وهدمها بطائراته وقتل النساء والأطفال والشيوخ بدم بارد, ولم تسلم من جرائمه حتى المقابر الكوردية!! لقد أشرنا في سياق هذا المقال بأن العامل الوراثي يلعب دور مهم بالإصابة بداء الهستيريا, وهذا هو كما رأيناه في شخص أردوغان, الذي انتقل إليه المرض الوراثي من أجداده المجرمين الذي ذكرناهم أعلاه. لم يكتفي بما قام به من جرائم دنيئة يندى لها جبين الإنسان في شمالي كوردستان, بل وجه سهامه المسمومة نحو الشعب الكوردي في غربي كوردستان حين حرك دباباته وطائراته لضرب هذا الشعب المسالم الذي يعيش على أرض آبائه وأجداده منذ آلاف السنين. يظهر أن المرض تمكن منه وصار لا يتحكم في تصرفاته ولا بأحاديثه, بالأمس أصدرت سلطاته القرقوشية مذكرة اعتقال ضد الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي الأستاذ (صالح مسلم) بتهمة واهية لا أساس لها من الصحة ألا وهي علاقته بعملية فدائية نفذت بأنقرة في شهر فبراير وقتل فيها (29) عسكرياً تركياً. ألا يعلم هذا النكر, إن الأستاذ (صالح مسلم) رئيس حزب سياسي, ليس له أية علاقة بالأمور العسكرية. رداً على سؤال وجه إليه من قناة “سكاي نيوز عربية” قال الأستاذ (صالح مسلم) بلباقته المعهودة:” لم يصلني أي نص لمذكرة اعتقال وما سمعته فقط من وسائل الإعلام, لكن هذا ليس مستغرباً لان سياسة تركيا واضحة بأوامر من السلطان تريد اعتقال أي شخص لا يتفق مع سياسة رئيسها”. يظهر أن أردوغان بسبب تفاعل داء الهستيريا أصيب بسوء الهضم الفكري, فلا يستطيع قراءة ما يجري في أروقة مراكز القرار الدولي بصورة طبيعية, فلذا صار يتخبط كتخبط المهووس المجنون, مرة يتخيل كأنه السلطان العثماني ويأمر بإزاحة بشار الأسد من رأس السلطة في سوريا, ألا أنه أخطلأ في تقديراته و ضرب على فمه بالجزمة وبقي الأسد في السلطة. ثم أراد تصدير الأزمة إلى خارج حدود الكيان التركي حين أقدم على إسقاط طائرة روسية في الأجواء السورية, الذي دفع بروسيا الاتحادية على إذلاله و إرغامه على تقديم اعتذار مذل أمام مرأى ومشهد جميع شعوب العالم. لكي يحفظ شيئاً من ماء وجهه المهدور, حاول جاهداً المشاركة الكيدية في عملية تحرير الرقة, ألا أن التحالف الدولي وعلى رأسه أمريكا لم تقبل به و أبعدته منه بطريقة مهينة, وفضلت عليه الكورد وقوات سوريا الديمقراطية. ثم حاول المشاركة الاسمية بتحرير الموصل من قبضة داعش, ألا أن العراق عرف جيداً أنه يكذب, لأن داعش من صنيعته ومعه بعض أمراء الخليج, لذا رفض العراق رفضاً قاطعاً مشاركته وظل كالكلب الأجرب مربوط أمام باب خيمة الراعي. بعد كل هذه الهزائم السياسية لم يجد غير حزب الشعوب الديمقراطية

وأعضائه في البرلمان ورؤساء بلدياته, أن يصب عليهم جام غضبه حيث أمر باعتقالهم وزجهم في السجون. إن هذا العمل الأخرق, دفع دول العالم والاتحاد الأوروبي بإدانته إدانة شديدة اللهجة وطلبت منه الإفراج عنهم فوراً, ألا أنه لا زال راكب رأسه, دماغ تركي. بناء على هذه التصرفات الصبيانية من جانب الأتراك, قرر البرلمان الأوروبي تجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وكذلك قرر البرلمان النمساوي منع بيع الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الكيان التركي اللقيط, مما لا شك فيه ستعقبهما دولاً أوروبية أخرى بشد الخناق حول رقبة أردوغان حتى ينصاع بالكامل لإرادة المجتمع الدولي مطأطئ الرأس, لأن التركي.. لا يفهم سوى لغة القوة والعين الحمراء.