22 نوفمبر، 2024 11:58 ص
Search
Close this search box.

اختيار العبادي كان عراقي وليس امريكي كما يصوره البعض

اختيار العبادي كان عراقي وليس امريكي كما يصوره البعض

ان الوضع العراقي مريب وان السياسة العراقية فاشلة ليست منذ اليوم بل منذ ان وافق الجميع على الدستور المهين ومنذ ان تدخلت كل من ايران وامريكا ودول الجوار في سياسة العراق بغض النظر ان كانت جيدة ام مخيبه

 الكل يتذكر كيف وقف التيار الصدري بالضد من المعاهدة الاقتصادية الامنية التي وقعها المالكي مع الامريكان في حينها

بينما لم نرى اي شجب واستنكار من الجميع بل تم مباركة الامر للمالكي واعتبروه خطوة في الطريق الى الازدهار بل ذهب الكل الى تشبيه العراق بكوريا الجنوبية وكيف سنصبح بين يوم وليلة تنين اقتصادي اخر في المنطقة ببركة المعاهدة المشؤومه التي ينتقده اليوم شخص المالكي لعدم وفاء الامريكان معه في صفقات السلاح ومعدات الكهرباء

 اليوم نحن امام امر واقع اخر رضينا به ام لم نرضي قبلنا به ام لم نقبل فهو واقع حال,  فهل ننتظر ان يبقى العراق يصارع اختيار الرئيس والبلد في ازمات مستمره بسبب سياسة رئيس الوزراء المتخبطه والتي ادخلتنا في خلافات سياسية واجتماعيه ودينيه لا يحمد عقباها ولا يمكن اصلاحها الا بتوافق وتنازلات من كل الجهات ( الا ما رحم ربي ) فالقضية تحتاج ربما الى فانوس سحري لنصلح ما افسده المالكي طوال الثمان سنوات .

 لكن يبقى سؤال للذين وقفوا بالضد من اختيار العبادي لرئاسة الوزراء وراحوا يرمون الجميع بانهم اداة بيد الامريكان حتى وصل بهم الامر الى تشبيه كل من خالف المالكي من البيت الشيعي بانه داعشي اخر لهذا يحق لنا ان نسأل الجميع ماذا شعوركم وما هو قراركم  لو كان التدخل والموافقه في ازاحة المالكي  قادمه من قبل ايران وبمباركة ولاية الفقيه  فهل سوف نرى اتهام ايران بكونها عميله لامريكا في المنطقة وانها داعشيه ؟ هي الاخرى .

 لماذا علينا ان نقبل بخيار ايران فهل يحق لايران ان تكون وصي على العراق وتتدخل في شؤونه الداخليه ولا ترضى للعراق بالمثل وهي التي لديها من السلبيات ما يكفيها لاصلاح امرها قبل ان تصلح امور الاخرين مع الاخذ بالاعتبار اننا لا نود ان نفتح الا صفحة محبة واخوة مع الجانب الايراني بما تفرضه صلة الجوار والاخوة في الدين والمذهب والمصالح المتبادلة غير ذالك يكون خيانه للوطن وللشعب .

وفي نفس الوقت على الجميع ان يدرك ويعلم ويفقه امر واحد بأننا كنا وما زلنا  ضد امريكا وتدخلاتها في العراق وحتى اخر رمق سوف نرى في امريكا شيطان لا يمكن ان نثق به لهذا لا نرضى بخلط الاوراق واظهار الامر وكانها لعبة لعبتها امريكا بايدي عراقية .

فأن كان الامر كما يحاول بعض المتباكين على المالكي اظاهره فهذا يعني ان النجف بمرجعيتها والتحالف الوطني بكل اطيافه واحزابه هم شركاء امريكا واداة بيد امريكا تأمرهم وقتما تشاء لاي امر تختاره هي .

ان ما حدث هو اختيار التحالف الوطني الذي كان عليه ان يخرج باقل الخسائر وباسرع وقت فنحن في ازمة ولا يمكن ان نجعل دماء شعبنا لعبة بيد دكتاتور يلهو بها حيثما شاء من اجل بقائه في الكرسي والسلطة لفترة اكبر .

 عيب علينا ان نخون الجميع من اجل المالكي عيب علينا ان نخون الاخوة في التيار الصدري الذين كانوا وما زالوا في دولة ومع حكومة يساندوها ويشاركوها ويتفاعلون معها بينما ابنائهم في سجونها حتى هذه اللحظه وكلهم ممن دافع عن مقدسات العراق وحارب الاحتلال الذي تتفاخر الدول في ان لديها ابناؤ يحاربون كل من يحتلهم لا ان تزج بهم في السجون لهذا عيب ان نخون هكذا تيار ينظر الى العراق والعراقيين كلهم بعين ابويه بعيدة عن التعصب والتخندق الطائفي الذي دائما ما كنا نسمعه من اطراف اخرى بما فيهم دولة القانون ورئيسها نوري المالكي .

عيب علينا انرمي الجعفري بالخيانه لانه لم يوافق سياسة المالكي واعوانه فهل كان يحق للجعفري ان يرمي البيت الشيعي قبل اكثر من ثمان سنوات بالخيانة لانهم تخلوا عنه من اجل السنة والاكراد حينها وسبحان الله كيف تحكمون .

عيب عليكم ان ترموا العبادي بالخيانة والغدر وهو ابنكم وابن الدعوة وابن دولة القانون لانه قدم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية  وعيب علينا ان نرمي حزب الفضيلة بالخيانه  وكل من اختار العبادي لانه لا يصب في مصلحة المالكي

للاسف الشديد الكل يرى في عدم اختيار المالكي هو خيانة للوطن وانتصار لداعش حتى راح بعض النواب المنتمين لدولة القانون وبعض الكتاب ومن يدعون الثقافة والعلم يأمرون الجيش العراقي بعدم مقاتلة داعش في حال تم اختيار شخصية غير المالكي .

لهذا الحد وصل الحق والتشبث بالسلطة لدى الطرف الاخر حتى اصبح لا يرى الحقيقة ولا يهتم بواقع الشعب واختياره

وهل الجيش العراقي وحرب الجيش العراقي ضد الارهاب كان بارادة المالكي ام هو واجب على الجيش العراقي في ان يدافع عن ارضه وسمائه وهل يحق لنا ان نتهم المرجعية في النجف الاشرف بأنها اداة بيد الامريكان حين طالبت المالكي بالتنحي عن الحكم مرارا وتكرارا حفاظا للبلد الذي اصبح على شفى حفرة من النار وقاب قوسين او ادنى من التفكك.

 لا يمكن ان نقبل ان ينظر للمرجعية والى التيار وباقي مكونات البيت الشيعي في التحالف الوطني بهذه النظرة  وان كنا لا نستبعد  ان هناك تدخل في قرارات الحكومة العراقية من قبل الادارة الامريكية في بعض الاحيان وايران واطراف اخرى  الا اننا نحاول ايضا ان يكون لنا ضغط داخل هذه التدخلات بما يخدم مصلحة البلد بالدرجة الاولى والاخيره

وحتى لا نخسر اللحظه التي نتأمل ان تكون واقع لفرحه تعج جميع ابناء واطياف الشعب العراقي وتحثهم للاستقرار والبناء والازدهار بعيدا عن المشاحنات والقتال والتخوين

وحتى ننهي نزاع القوم الذين يتصورون ان دولة القانون هي الكتلة الاكبر داخل اروقة مجلس النواب نقول لهم حين تم تكليف السيد العبادي من قبل السيد الجعفري في مجلس النواب للتصويت عليه لاختياره نائب اول لرئيس مجلس النواب هل تم تقديمه حينها كنائب عن دولة القانون او عن التحالف الوطني ؟ فان زعمتم انه كان عن دولة القانون فلماذا يقدمه الجعفري وهو رئيس التحالف الوطني وان كان عن التحالف الوطني فلماذا نراكم اليوم تسيرون خلاف ما سار الركب وعكس التيار

أحدث المقالات