في خضم ما تعيشه الجهات السياسية في العراق من تسابق نحو السلطة وبغض النظر عن الوسيلة نجد ان هذه الجهات تلجأ كثيرا الى اشغال المناصب التي تحصل عليها بأناس قد لايمتون للمنصب بصلة وهم ابعد مايكونون عن الاختصاصفالمهم والشيء الاساسي هو ألا يذهب المنصب وتخسره تلك الجهة والامثلة على ذلك كثيرة جدا ولعل اقربها ماحصل من اختيار رجل مسكين مريض يستحق العطف وتنصيبه محافظا لمحافظة طالما كانت عصية على المستكبرين الا وهي محافظة ذي قار او اختيار شخص لايمت لكربلاء باي صلة سوى احتمالية المولد فيها وتنصيبه محافظا عليها وهكذا دواليك والتيار الصدري باعتباره جهة سياسية لها الحضور الفعال في المشهد السياسي ايضا تعاني من هذه السلبية وان كانت بدرجة اقل الا انها تعاني منها ايضا فنلاحظ اختيار شخصيات في الدورة السابقة كالنائب الاول لمحافظ ذي وقار والذي باع التيار بأبخس الاثمان او اختيار المعاون الفني لمحافظة واسط والذي بدأت الدورة وانتهت ولايعرفه احد او معاون محافظ النجف للشؤون الفنية علي الرفيعي والذي لم يتمكن من عمل اي اشيء سوى حرصه على استقبال السيد القائد مقتدى الصدر واخذ الصور معه وايصاله الى مقره والعودة به فقط واما في هذه الدورة الحالية فنرى ان هناك تغيرا واضحا في خيارات التيار للمناصب التنفيذية واصدق مثال على ذلك اختيار الاستاذ علي التميمي محافظا وخادما لبغداد والذي اعتقد انه اختيار موفق وللأسباب الاتية :
1. ان اختيار التميمي جاء بعد تولي مرشح دولة القانون صلاح عبد الرزاق لمنصب محافظ بغداد والذي كان منشغلا الى حد كبير جدا بموكبه وترتيب مقره ولايعرف منه سوى انه بمصطلح العراقيين (فايخ) لذلك فان اختيارالتميمي ونزوله للشارع سيعطيه قصب السبق في المنافسة .
2. ان التميمي كان نائبا في البرلمان وقد سجل حضورا جيدا في لجنته لجنة منظمات المجتمع المدني وقد يكون من الافضل له ماديا ومعنويا ان يبقى بمنصبه كنائب في البرلمان خصوصا ان الدورة الحالية قد شارفت على الانتهاء وبذلك فهو صادق في ان يقول انه جاء ليخدم .
3. ان الفراغ الاداري والخدمي الذي خلفه سلفه في المنصب سيؤدي الى بروز اي عمل يقوم به وسيكون محط احترام للبغداديين خاصة والعراقيين عامة .
4. ان التميمي محسوب على فئة الشباب الواعد اصحاب الهمة العالية ولم يسبق له ان عاش خارج العراق متسكعا كحال الكثيرين .
5. التعامل بنشاط وبقوة منذ تعيينه بالمنصب وارتداءه بدلة العمل وتجوله في شوارع وازقة بغداد كان له الاثر الطيب في نفوس البغداديين ومحط احترامهم .
6. على الرغم من وجود امانة العاصمة والتي هي الجهة الاهم في المحافظة الا انني اعتقد ان التميمي سيوفق للتعامل معها وان حرصت على افشال مشاريعه والوقوف كحجر عثره امامه .
7. بوجود مثال يحتذى به بين المحافظين وهو الاستاذ علي دواي محافظ ميسان والذي ينتمي لنفس الجهة التي ينتمي لها التميمي سيعمل على اعطاء الثقة العالية لأبناء بغداد اذا نظرنا الى ان جهة الاحرار لديها اعمال مماثلة لوصح التعبير في المحافظات .
8. ابتعاد التميمي عن التصريحات البراقة والوعود المسبوقة وأننا سنفعل .. وسنعمل … واتخاذه التطبيق في العمل كان له الاثر البالغ في نفوس البغداديين .
9. ماجرى مؤخرا من اتهام احد اعضاء دولة القانون للتميمي بالتقصير اتجاه ما حدث في بغداد من تفجيرات ومحاولة القاء اللائمة عليه ينبأ بما لايقبل الشك أن الجهات السياسية المناوئة للتيار تتوقع النجاح من هذا الرجل .
10. ردود الفعل التي صدرت من التميمي جراء بعض الامور التي حدثت خلال هذه الايام تدل على ان الرجل متابع ويريد ان يعمل وحريص على اداء واجباته المناطة به ويمكن اعتبار بشارة خير في طريق النجاح .