17 نوفمبر، 2024 1:38 م
Search
Close this search box.

اختلط حابلها بنابلها

اختلط حابلها بنابلها

ليت الزمان يعود بنا لبواكير العمل السياسي ، ياليت فهد يعود ويعود فؤاد الركابي ويعرج محمد باقر الصدر ، ليتهم يعودون لكي تتضح الصورة بألوانها بعد ان اصبحت رمادية باهتة ، بعودتهم سيكون الاصطفاف واضح وتسمى الاشياء بأسمائها وكلٌ يعرف مشربه .
في هذا الزمان ، الشيوعي لايشبه شيوعية فهد وصلابة سلام عادل ، البعثي يصرخ بصداميته متباهياً وأما الدعوجي فأنه فقد أمامه ، هؤلاء جعلوا العمل السياسي فتنة بدل ان يكون فعلاً تقدمياً او رجعياً .
التعريف المبسط للحزب هو مجموعة من المواطنين يؤمنون بأهداف سياسية وأيديولوجية مشتركة وينظمون أنفسهم بهدف الوصول إلى السلطة وتحقيق برنامجهم السياسي والاقتصادي .

اليوم يُعرف السياسي بقربه او بعده عن الفساد لايهم انتمائه ومعتقده ، هذا بحد ذاته تسطيح للسياسة الناتجة من رثاثة السياسين انفسهم ، المرشح لاي منصب يتعرض للسؤال التالي هل هذا السياسي سرق من المال العام أم لا ؟ هل هذا الحزب ساهم بتفشي الفساد أم لا ؟
كيف تحولت الجماهير بعمقها السياسي من اكثرية شيوعية اواكثرية بعثية ودعاة اسلاميين الى جماهير تبحث عن ملاذ آمن يحقق لهم لقمة عيش وقليل من الكرامة ، كيف عبثوا بوعي الناس وحولوه الى اللامبالاة المقرفة ، كيف حولوا الاحزاب الى دكاكين لبيع المناصب والامتيازات .
المفارقة هنا ان السياسين واحزابهم يؤكدون على ان يكون رئيس الوزراء مستقل ولاينتمي للحزب ، وهذا بحد ذاته اتهام صارخ لهم .فاذا كانت الاحزاب لاتستطيع ان تحكم فما فائدتها أذن ؟ هل تحولت الاحزاب الى منظمات مجتمع مدني ولاتطمح للسلطة !
انهم يؤكدون على شخصية مستقلة يقود مجلس الوزراء طيب وماذا عن الوزراء والمناصب المهمة الاخرى ،أنهم يريدون ان يغيروا شكل اللعبة مع الاحتفاظ بجوهر المحاصصة المقيتة .

أحدث المقالات