17 نوفمبر، 2024 3:23 م
Search
Close this search box.

اختطاف الزميلة افراح شوقي استهداف لصوت الحقيقة المعتدل

اختطاف الزميلة افراح شوقي استهداف لصوت الحقيقة المعتدل

بقدر ما يمثل اختطاف الزميلة الصحفية افراح شوقي من جريمة تجسد غياب الامن وضياع القانون وفشل حكومي في وضع حد لانفلات السلاح ، فانه رسالة واضحة لتكميم الافواه واستهداف الاصوات الرافضة للفساد حتى وان كانت هذه الاصوات معتدلة وهادئة .. لا اعرف الزميلة افراح الا من خلال متابعة كتاباتها التي كانت تدعو الى التسامح والمحبة ونبذ الطائفية وبناء دولة مؤسسات تضع حداً للطائفية باسوأ صورها والتي كانت السبب الرئيس في تغذية المجاميع الارهابية داعشية وميليشياوية هدفها الانسان العراقي وتطلعاته في حياة كريمة ينعم فيها بالامن والعيش الكريم ..
ومن يتابع ما نشرته الزميلة في مسيرتها الصحفية يلمس صفة الاعتدال والموضوعية في طروحاتها ، ومع ذلك فحتى هذا الصوت وكما يبدو كان مرفوضا من قبل تيارات اسلاموية طائفية كونه يفضح توجهات هذه الاطراف الفاسدة سياسيا وماليا واداريا والمناقضة للحد الادنى من تطلعاتنا كعراقيين .. ومهما قيل من تفسيرات وتصريحات عن جريمة اختطاف الزميلة افراح شوقي من منزلها في السيدية ، فانه يبقى بعيداً عن حقيقة الواقع الصعب والخطرالذي يعيشه الصحفيون وتعرض حياتهم دائما للخطر ..
ان حملات التضامن مع الزميلة شوقي سواء من كان منها في مواقع التواصل الاجتماعي او وسائل الاعلام الاخرى وشعار ( كلنا افراح شوقي ) ووقفة الاحتجاج التي شاركت فيها شرائح مختلفة من الشعب تجسد مستوى المعاناة والمرارة والاسى التي يعيشها العراقي وحاجته الى الحماية والشعور بالامان من دون خوف وقلق ، كما انها صرخة ادانة بوجه مجلس النواب والحكومة تفضح كل مسيرة العجز والفشل التي اتسمت بها سلطات محاصصية نفعية لاهم لرموزها الا سرقة المال العام وانتهاك القانون والنظام بممارسات فاسدة ومفسدة ..
وبصراحة فان مثل هذه الجريمة الجبانة تجعلنا نستذكر زملاء اعزاء كهادي المهدي وغيره استهدفتهم العصابات الارهابية وراحوا شهداء موقف وكلمة من دون ان تتوصل الجهات المسؤولة الى الجناة وتقدمهم للعدالة لينالوا عقابهم جراء ما اقترفوه من اثام .. نضع ايدينا على قلوبنا ونحن نتابع جريمة اختطاف زميلة من وسط عائلتها وكل ما نتمناه ان يسلمها الله لتعود الى اسرتها ومحيطها الصحفي الذي عشقته .. قد لايكون للامنيات محل ازاء ما عرفناه من وحشية عناصر الارهاب ، لكننا لانملك غير هذه الامنيات فقد علمتنا التجارب ان لانثق بتصريحات المسؤولين وهرجهم ..
من حقنا ان نسأل كيف دخلت ثلاث سيارات منطقة السيدية ؟ وباية طريقة اجتازت السيطرات ؟! والى متى يستمر مساسل استهداف الابرياء من المواطنين ومنهم الصحفيين وهم يمارسون مهمة نقل الحقيقة ؟ لانعتقد اننا نجد اجابة لهذه التساؤلات وغيرها ما دامنا نعيش اجواء فساد سياسي قل نظيره ومسؤولون برلمانيون وحكوميون فقدوا ضميرهم وتاجروا بدماء الابرياء وارواح المواطنين الطاهرة .. فتبا لهم من سياسيين !.. قلوبنا معك زميلتنا افراح ومع اولادك
وجميع اهلك ولاندري متى نلحق بك في زمن اللادولة والضياع فما دمنا نبحث عن الحقيقة وندافع عن الحق فكلنا مستهدفون!!

أحدث المقالات