اختر… واحذر أصحاب الأقنعة!

اختر… واحذر أصحاب الأقنعة!

اختيارك من يمثلك ويمثل صوتك ومتطلباتك أمرٌ مهمّ، ولكن الشخصيات كثيرة والوعود متناثرة، وما يتوعدونك فيه على الورق أكثر مما هو على الواقع، لذا عليك التمييز والاختيار الصحيح، فالكثيرُ ممّن يلبسون الأقنعة.
إنَّ عملية تنصيب اشخاص يمثلون الشعب ومكوناته، ويحملون أصواته إلى مجالس القرار والتنفيذ أصبحت ضرورة ملحّة بعد تبديل النظام الحاكم في فترة سالفة، وليس من المعقول أن يتبوأ هذا المكان كل من هبَّ ودبَّ وفي الوقت ذاته لا يبقى المكان فارغًا بل يُوضَع فيه من هو كُفؤًا لهذا الموقع ويستطيع حمل هذا المنصب بصدق وتأدية واجبه بأمانة.
المسار السياسي أصبح متشابكًا من ناحية الأفراد، والتيارات، والأحزاب، والكتل التي أصبحت كثيرة جدًا، الأمر الذي شكّل عند بعض أفراد المجتمع عزوفًا عن التصويت وقلة الثقة بالطبقة الحاكمة. لذلك فإن مسألة الانتخاب ليست بالأمر السهل، ولكن عدم المشاركة يزيد الطين بِلّة ويحقق للعدو أهدافه، وعلى حين غفلةٍ منك تكون قد ساعدته في أن يتحكم في مستقبلك وقرارك وهذا خطأ فادح.
لا أحد يجبرك على الانتخاب ولكن عليك التفكير بمستقبلك ومستقبل الأجيال القادمة إنْ بقي الفاسدون في أماكنهم. ونقتطف شيئًا من إحدى خطب المرجعية الدينية العليا حيث تقول:
(وإن كانت الانتخابات لا تخلو من بعض النواقص، ولكنها تبقى الطريق الأسلم للعبور بالبلد إلى مستقبل يُرجى أن يكون أفضل مما مضى، وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي).
وهذا ما يسعى إليه الأعداء من خلال الدفع نحو أزمة سياسية تتمثل في بقاء حيتان الفساد في أماكنهم.
أسلوبهم الذي اعتادوا أن يوهموا الناس به لا تدعهُ ينطلي عليك، واحذر إعطاء صوتك مقابل ثمن بخس. لذا انظر نظرة واسعة لأحوال البلد، وإن عزمت على الاختيار فاجعل صوتك لمن يحملون إيمانًا عميقًا بأن هذا البلد يستحق أن يتقدم، وأن يجعلوا نصب أعينهم إعطاء هذا الشعب حقه. وأخيرًا، المشاركة في الانتخابات أمر بالغ الأهمية، لأنه من خلالها يُحدد مستقبل البلد ومستقبلنا نحن وأولادنا، لذا اختر الاصلح لبلدك فصوتك امانة في عنقك.

أحدث المقالات

أحدث المقالات