13 أبريل، 2024 4:01 ص
Search
Close this search box.

اختبار ((الكاتيوشا)) ومناهج الرد

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما بعد نكسة فيتنام، طورت الولايات المتحدة الامريكية فنون إدارة المصالح الاستراتيجية، جعلت من الرئيس الأمريكي، مجرد رئيس مجلس إدارة اعلى للشركات متعددة الجنسيات، ومن يسبر اغوار تلك الفنون، يلاحظ ان إدارة الحرب والسلام ما بعد سقوط (جدار برلين) قد انتهى الى تدوير مخرجات الحرب البادرة الى نماذج متجددة تواجه مخاطر صعود التنين الاقتصادي الصيني، ومخاطر عدم هيمنة واشنطن على القرار الأوربي، وتقليل كلف الهيمنة الاستراتيجية التي تصاعدت في عجز الموازنة الفيدرالية الامريكية.
هذه المقدمة، مطلوبة لأي مراجعة للمواقف الامريكية في سياساتها لإتمام (صفقة القرن) التي تفترض منها ديمومة الهيمنة التفوق الاستراتيجي (The dominance of strategic superiority) بحاجة الى اعتماد ذات أنماط الذرائعية التي اعتمدت من قبل المحافظين الجدد في الإدارة الامريكية امام الكونغرس والراي العام لتسويق أهدافهم المستقبلية، وهكذا حصل ما حصل عام 1990 ومن بعدها حرب 2003 وما تلاها من احداث عراقية بامتياز، واليوم ما يحصل في عهد متجدد من سياسات الهيمنة الامريكية بطل مسلسها التلفازي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشخصه !!
لذلك لا يمكن توقع ردود أفعال أمريكية او إقليمية، وحتى عراقية، ابعد من لغة البيانات بمختلف المساقات اللفظية، كل حسب مورده، لكن الخطط الاستراتيجية قائمة وتبقى كذلك تسير باتجاه (صفقة القرن).
والسؤال هل هناك من يعتقد ان محور المقاومة، مع كامل احترامي لأفكاره، باستطاعته مواجهة غرور النمر الأمريكي في بيت عراقي من زجاج ؟؟ وقذف المنطقة الخضراء في محيط السفارة الامريكية بصاروخ كاتيوشا، الحل الأفضل للرد على القباحة الترامبية ؟؟
مشكلة بعض العرب، وربما حتى إيران، انهم ما زالوا يتعاملون مع السياسات الدولية بعقلية الحرب الباردة، وشعارات الستينات عن القومية العربية، وان الإسلام هو الحل وغيرها من الأفكار التي تكرر من على المنابر الدينية والإعلامية، نعم مطلوب ان يكون لنا كعرب ومسلمين محورا للمقاومة، ولكن هل يكون ذلك بمفاسد المحاصصة، وفرضيات القدر الغيبية، واهدار الطاقات البشرية والمادية من اجل اهداف غير منظورة !!
اعتقد ان الحلول المفترضة اليوم، والكثير من رموز محور المقاومة في العراق الجريح، يصرحون بعدم مصلحة جر البلد الى اتون حرب جديدة مرفوضة حتى من إيران ولاية الفقيه، تجعل مطلقي هذا الصاروخ امام استحقاق وطني بمحاكمة علنية لتكون البيانات والتغريدات افعالا وليس هواء في شبك !!
وفي هذا السياق، لا اتفق مع تلك التحليلات التي ترى ان هذه الحرب ستبقى منضبطة الشدة اما بالحوار من نوافذ سويسرية او خليجية تقف على راسها عمان وقطر، او حتى عراقية، كون إسرائيل ستعجل قرار الحرب داخل الكونغرس الأمريكي، وهناك ترتيب للرد عربيا على ما يوصف بالتهديدات الإيرانية في القمة الخليجية – العربية المقبلة، فضلا عن إمكانية ارجاع العراق الى الفصل السابع بوصفه منطقة خطرة على الامن والسلم الدوليين، وما خروج موظفي اكسون موبيل غير نقطة بداية لهذا التوصيف.
يخطأ من يظن ان الدب الروسي او التنين الصيني سيقفان في مجلس الامن الدولي لاستخدام حق النقض الفيتو ضد النمر الأمريكي الغاضب المتلهف الى (نصر تلفازي) يزيد من وفرة الأموال للصناعة الحربية، بما يقلل من عجز الموازنة الفيدرالية، وفوائد سندات أموال البترو-دولار جاهزة لدفع فاتورة الحرب المقبلة.
السؤال هل تفكر إيران بالمعضلة من جميع الزوايا؟؟
الإجابة ((نعم))
لذلك اكرر المطالبة ان لا يظهر بعض من يوصف بالمحللين ((الولائيين)) أكثر من الولي الفقيه نفسه، فالقرار الإيراني عقلانيا بتفادي الحرب داخل إيران وترك بعض مقرات ومعسكرات “ولائية ” في العراق واليمن ولبنان، اهدافا لتنفيذ تدريبات جوية للصواريخ والطائرات الامريكية صالحة لأفلام الحرب المتلفزة، ثم البحث عن (نوافذ صالحة) للحوار بذات المنهجية الذرائعية الامريكية – الإيرانية عن مستقبل العلاقات بين الطرفين …ولله في خلقه شؤون !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب