19 ديسمبر، 2024 7:09 ص

اخبار من الطائرة ..!!!

اخبار من الطائرة ..!!!

في رحلتي  على طائرة الخطوط الجوية المصرية < مصر للطيران > , من القاهرة الى شرم الشيخ , والتي تستغرق نحو خمسين دقيقة , وبعد إستقرار الطائرة في الجو بوقتٍ قصير , وإسراع المضيفات اليانعات بتوزيع المرطبات الساخنة والباردة على الركاب والذي استغرق معظم وقت الرحلة .. في الربع الأخير مما تبقّى من الوقت  للبدء بالهبوط , طلبتُ من احداهنَّ  بتزويدي بأحدى الجرائد بغية قتل الوقت المتبقي وتنفيذ حكم الإعدام الجهادي فيه .! , إبتسمت المضيفة اللطيفة وقالت : < لا نوزّع الصحف في مثل هذه الرحلات القصيرة لكنّي سأزوّدك بجريدة بعد لحظات , وسُرِرتُ ايّما مسرّه حين قدّمتْ لي ” صحيفة الأهرام ” , لمْ استطع التكيّف في ” تقليب ” او تصفّح كلَّ صفحات الجريدة بسبب ضيق المسافة بين صفوف مقاعد الطائرة , وكذلك لما تبقّى من دقائقٍ قلائل  للإستعداد لهبوط الطائرة … لمْ يُلفِتْ نظري في اخبار الصفحة الأولى من ” الأهرام ” سوى عبارة او جملة كانت بدايةٌ لخبر , وهذه ” العبارة ” تحديداً كادت تهزّني هزّاً , فَلَمْ نسمع بمثيلٍ لها من قبلْ ولمْ تدر حتى في مُخيّلتنا جميعا ” وليس وحدي ” .! , نَصُّها الحرفي وبدقّة هو : <  اصدرَ المجلس الأعلى لتأديب القُضاة > !!! , لا اظنُّ ابداً أنَّ احداً منَ القُرّاء قد يتبادر الى ذهنه أنَّ هنالكَ قضاةٌ ما غير مؤدّبين .!! , منَ الواضحِ جداً أنَّ المقصود بذلك هو العقاب او العقوبات بحقِّ قضاةٍ ما مِمّن يثبت عليهم التقصير المثبت في أدائهم , أمّا فحوى عموم الخبر فأنّ رئيس المجلس الأعلى لتأديب القضاة وهو رئيس محكمة النقض  المصرية , قد اصدر حكما نهائيا وباتّاً بتأييد إحالة 31 قاضياً على التقاعد وذلك لإدانتهم بالتعاطف مع فصيل سياسي بعينه ” الأخوان المسلمون ” , مما يعتبر مخالفة كبرى لأحكام السلطة القضائية , كما اصدر مجلس التأديب ايضا قرارا آخراً بتأييد براءة 23 قاضياً آخرا في ذات موضوع الأتهام .  وبقدر تعلّق الأمر بنا وبغيرنا ايضاً , فمن الروائع الجديرة بالتقدير في مصر أنّ ضباط الجيش  ” ومنذ دخولهم الكلية العسكرية ” وكذلك القضاة فممنوعٌ عليهم الأنتماء الى الاحزاب والإشتغال في السياسة , أمّا في العراق العظيم ’ فعلى الرغم من إنعدام مثل هذه الحالة واستحالة وقوعها وقيامها اصلاً , ومع حفظ المقام والاحترام للقضاة في العراق , فمن المبهم لماذا ينبغي اعتبار القضاء وكافة القضاة وكأنها حالة مقدّسة وكأنَّ كلّ القضاة مُنزّهين بالكامل والمطلق وكأنهم ايضا مُنزّلين من السماء .! , وهل بوسع أحدٌ ما او قاضٍ ما أنْ يُقسم بأغلظ الإيمان أنْ لا قاضٍ بتاتاً يتعاطى الرشا ” مثلاً ” او يخرق الأحكام والقانون في احكامه وقراراته .!   الخبرُ الآخر ” من الطائرة ” والجدير بالإعجاب فهو هنا خلاصة لعمودٍ صحفي في الصفحة الأخيرة من الأهرام بعنوان ” الرقابة الذكية ” , حيث كانت تصوّراتٌ في وسائل الإعلام تشير الى كفاءة وسرعة اجهزة الأمن البلجيكية في عثورها في احد صناديق القمامة على الكومبيوتر الخاص بالأرهابي ” ابراهيم البكراوي ” منفّذ عملية مطار بروكسل , لكنه في الواقع لم تكن كفاءة ولا سرعة ” ولا هم يحزنون ” للشرطة البلجيكية في ذلك .! , فقد فكّكَ هذا اللغز الخبير الأمني المصري اللواء ” فؤاد علاّم ” بتوضيحه أنّ الفضل في ذلك يعود الى كاميرات المراقبة الذكية التي غدت منتشرة في كلّ زاوية من الاماكن العامة في دول العالم , حيث من خلال برنامجٍ خاص يجري إدخال صورة المشتبه به ” من قبل اجهزة الاستخبارات ” فيقوم البرنامج بأستعادة الصور التي سُجّلتْ لهذا المشتبه في مختلف الاماكن بحيث يصبح أمام اجهزة البحث شريط كامل يصور كافة تحركاته , وهذا ما كشف لأجهزة الأمن البلجيكية صورة ” البكراوي ” وهو يلقي جهاز الكوميوتر في صندوق القمامة والتوصل اليه بسرعة , ويضيف اللواء المصري < يوجد في دبي نظام متكامل لكاميرات المراقبة الذكية بوسعه متابعة صورة اي شخص منذ دخوله الى دبي حتى خروجه منها ! > .. وبقدر تعلّق وارتباط الأمر في القطر العراقي , فلا نقول ” كاميرات غبيّة واخرى ذكيّة ” انّما نقول < انتَ فين والأمن فين >   آنساتي , سيداتي , سادتي : – فوجئتُ بملامسة عجلات الطائرة لمدرج مطار شرم الشيخ الدولي وانا في منتصف تصفّح وقراءة خبر آخر, ولمْ احظَ او لمْ يحظَ الخبر بمتابعته .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات