بدافع الفضول ؛ تابعت على القناة الفضائية الصينية قبل ايام مجريات المحكمة الشعبية الصينية لوزير السكك الحديدية السابق والتي اصدرت في النهاية حكما بالاعدام على الوزير لتورطه في قضايا رشوة وفساد .
كما حكمت المحكمة على الوزيرالمرتشي ليو تشي جيون بالسجن عشر سنوات لإساءته وفشله في استخدام السلطة ..وتجريده من حقوقه السياسية مدى الحياة ومصادرة كل ممتلكاته الخاصة نظراً لقبوله للرشاوى.!
وبدءاً .. اجزم ان الفساد منتشر ولو بدرجات متفاوتة في كل ارجاء العالم وفي الصين ايضا ..وان قضية ليو تشي لن تكون الاخيرة ابدا ..ولكن الاجراءات الرادعة التي تتخذها الدول كفيلة بالحد من هذه الافة وخطورتها على المجتمعات..في نفس الوقت الذي اذكّر فيه فقط ان الله تعالى اعتبر في نص وروح القران الحكيم والشريعة السمحاء ان القصاص حياة لكل ذي عقل..في نفس الوقت الذي اعرف فيه مثلا بكل وضوح ان دولة ( ايراكونيزيوما ) الواقعة في القطب الغربي من كوكب التمساح الشرقي ؛ قد نخر اعمدتها الفساد كالارضة واصبحت مثلا في اللفط واللغف والنهب والسرقة..لتضعها منظمة الشفافية الكونية في اول قائمة الدول الاكثر فسادا في المجموعة غير الشمسية ..رغم ان غالبية مسؤوليها ونوابها يدينون بارقى الشرائع السماوية ويستحرمون ( او هكذا يبدو ) النهب والسرقة والفساد والسحت والحرام مهما كانت انواعها !!.واذا اردتم من الامثلة ففيها عشرات الملفات التي تدين علية القوم وساداتهم بعمليات اللفط والشفط والتي خرجوا منها مثل الشعرة من العجين ولا من شاف ولا من درى ..فهذا وزير الاسلحة في هذه الدولة الذي شفط ملياري دولار وهرب ..وذاك وزير المعدة والامعاء الذي لفط خمسة مليارات ثم هرب امام انظار قوات العسس والجندرمة .. ويتفاوض الان لشراء احد الاندية الرياضية في دولة الانكليتوما في كوكب الفار الازرق بعد ان امتلك الاف القصور والفلل والاراضي والمشاريع .. والاخر الذي كان وزيرا للنور والتبريد وشال القاصة بما فيها وهرب الى اهله وناسه في كوكب الارنب الفضي .. ومازال النور شحيحاً والتبريد مفقودا حتى الان في هذه الدولة ..وعشرات غيرهم لا اريد ان ادوّخكم بجهادهم ومغامراتهم التي تقطر حرصاً ونزاهة وشفافية والذين بات شعارهم : تسلق الكرسي ثم ( رتب وضعك !!) وبعدها.. اطلب اللجوء لدولتك الأم ..ولماذا نذهب بعيدا ؟ فاولئك نواب ووزراء ومسؤولي هذه الدولة الذين يحلبون ميزانيتها حلب ( المعزايات ) لقاء دوام لبضعة ايام يقضونها سفراً وترحالاً وفنادق ونوم تحت تخدير البخيخ ..واحياناً التراشق بقصف الالسن اوالقنادر ( حاشاكم الله ) لينتهي الامر بالقبل والعناق وولائم العشاء او الافطار والسحور ..ثم التصويت برفع الايدي بالموافقة على تخصيص قطع الاراضي والرواتب الخيالية ومخصصات الحمايات الوهمية وقطع الاراضي التي لا تقل عن ستمائة متر على شواطئ نهر الخوان خونك في اقليم ( هاي وين لين ) ..وبعدها ياخذون راتباً تقاعدياً مدى الحياة جراء جهادهم وسهرهم وتعبهم المرير من اجل رفاهية شعب الماساكينونا الذي يمثلونه !! والذي يقضي الليل والنهار دعاءً وصلاة لحكامه ومسؤوليه بالرفعة والتوفيق وسعة الرزق وكبر الكرش وتضخم الجيوب والحسابات.
واما اتابع محاكمة الوزير الصيني سالت نفسي متعجباً : لماذا لم يختر المرتشي الخائب ليو تشي جيون هذا العيش في دولة الايراكونيزيوما ؛ ليلهف ويلفط براحنه ..ثم ينفذ بملياراته وجلده ؟ ..ام ان حظه العاشر هو الذي اوجده في الصين رغم ان الفرد يضيع بين سكانها المليار والستمائة مليون انسان ؟ اقول قولي هذا ..وانا ابرا نفسي من اي قارئ معتد اثيم حاقد حاسد يربط بين مايجري في دولة الايراكونيزيوما ؛ وبين ما هو موجود في عراقنا العزيز الجديد ..الذي يفيض نزاهة وشفافية ..العراق الفدرالي الدستوري الاتحادي الديمقراطي التعددي ؛ حسب التعبير المحبب لرئيسنا الغالي الغائب الحاضر منذ زمن طويل ..عافاه الله وشافاه.
[email protected]