لم اكن مهتماً بكرة القدم مثل الكثير من محبيها , واتابع مباريات المنتخب الوطني بدافعٍ عاطفي في المؤازرة و السير مع تيار الرياضيين والمشجعين . بيد ان ثمة اشياء ترتبطُ بكل انسان ارتباطا جميلا , تنمو فيه مع طفولته وصباه و شبابه . و لمّا يحين موعد رحيل تلك الاشياء تبقى الصور الجميلة عالقةً وجلية تَضيء فيها تلك الايام . ومن الاشياء الجميلة التي علقت مع ايامنا . كان ذلك النجم الزاهي , الهايء الجميل , الناجح و (النازك ), الذي كان يسحر الكرة ويقنعها بدخول الشباك بضربة رأس وفنيات احبّها الجميع . كان لاحمد راضي الوقع المؤثر في دواخل الكثيرين . لأن الانسان بطبعه الطموح يريد النجاح , والسعادة , والاضواء والاعتزاز بالنفس والمضي بالحلم حتى يتحقق له . وتلك المعطيات تجلّت في لاعبٍ كان يبث السعادة بطريقة سحرية الى كل من كان طموحا , يحب الزهو والاضواء والسعادة . ارتبط اسم احمد راضي في جيلٍ لطالما احب الارتقاء . واراد تحقيق اهدافه في الحياة على طريقة تسجيل احمد لاهدافه . ومع مرور السنين , وتبدل احوال البلاد , كان احمد في كل اطلالة يظهر فيها عبر التلفاز تطل احلامنا الاولى ; احلام الطفولة الراكضة في ملعب الحياة , تضحك مثل هدف سجّله احمد , ثم تطل احلام الصبا والشباب , فنركن كل شيء جانبا ونتذكر ايضا احمد . فأي تعلّقٍ يمكن للمرء اعادة احلامه من خلال شخص مثل حب الكثير لذلك النورس . برحيل احمد راضي انطوت صفحات الاحلام الجميلة , ولم يبق لجيل المحبين له غير ذكريات سنواسي فيها انفسنا لرحيل ايقونة الاحلام , وزهو النجاح , والاعتزاز بنفس حققت كل ما تصبو .
طالعتُ مثل الملايين عبر الاخبار رحيل احمد راضي كلاعبٍ سابق في المنتخب العراقي , فتقبّلتُ مُرغَما رحيله , إلا انني لم اتقبل بكل حال عبارة لاعب سابق , لأن الاحلام الجميلة تبقى حية ومضيئة بكل وقت وبكل حال , وبكل زمن مر على الانسان , الاحلام وكل اشياء الذات الغالية لا يمكن ان تكون سابقة . وما زال احمد يلعب ويحقق الاهداف فيضحك ويركض في ارجاء الملاعب مثل كل شيء جميل كان في ذكرياتنا , مثل كل شيء عزيز مر علينا . نِم هادئا كعادتك يا احمد , فعند اسمك , و اهدافك , سترقد مثلك الاشياء الجميلة , كطموحات محبيك , وآمالهم وكل احلامهم . نِم بهدوء كي لا يكون في وداعك وجع لاحلامنا , كما اوجعنا رحيلك …