23 ديسمبر، 2024 6:03 م

احمد العلواني ومقتدى الصدر وجهان لعملة واحدة

احمد العلواني ومقتدى الصدر وجهان لعملة واحدة

اوجه التشابه كثيرة بينهم ,  العلواني والصدر ,اصبح العلواني بالنسبة للسنة رمزا للتضحية والبطولة كما هو الحال بالنسبة للشيعة مع الصدر؟ الكاريزمية التي يتمتع بها العلواني بدأت تزداد مع بدا الدورة الثانية له في مجلس النواب وترأسه لجنة الاقتصاد في البرلمان العراقي . المواقف السياسية التي يعتبرها طيف كبير من العراقيين من اشجع المواقف وأصدقها اتت اكلها وجعلت منه شخصية سياسية قوية وند قوي لمنافسيه من نفس المكون . العداوة التي ظهرت بينه وبين السياسيين في التحالف الشيعي بسبب مواقفه الصريحة والمدافعة عن المكون السني , والعداوة الاكثر شراسة مع الايرانيين وحزب الله اعطته حيزا كبيرا للتداخل السياسي في مختلف القضايا , عجز المتربصين بالإيقاع به بأي شبهة فساد ساهمت كثيرا وفتحت المجال واسعاً امام العلواني لتوجيه النقد للمفسدين وصموده امامهم في العديد من اللقاءات الاعلامية . كل هذا جعل منه قائدا واعدا لشباب متحمس يأمل ان يرى قائدا يحمل في قلبه نوايا صادقة ويقول كلمة حق في اوجه الايرانيين الذي اصبحوا العدو رقم واحد بالنسبة لكثير من العراقيين .
اللحظة الحاسمة التي جاءت وجعلت منه بطلا في نظر العديد من المحافظات السنية بل جعلت طيف واسع من الشيعة والكرد يتعاطفون معه , هي لحظة  التظاهرات التي انطلقت شرارتها بإشارة منه وبتصميم على استمراريتها وتواصلها منه ايضاُ. لقد نجح العلواني ما فشل به غيره واستطاع  ان يستقطب ويجمع في ساحة واحدة شيوخ وأبناء العشائر وعلماء الدين على اختلاف مستوياتهم ومنظمات مجتمع مدني من مختلف انحاء العراق واكادميين وبرلمانيين وطلبة المدارس والجامعات , لقد نجح في اختيار المكان والزمان المناسب , وأصبح له منبرا يستمع له العراقيين في الخارج والداخل  , كان الرهان والتحدي كبيرا جدا , اما ان يواصل اعتصاما ته ومظاهراته بدون انقطاع او ينهيها ويرجع الى البرلمان ,  اختار ان يبقى في ساحة الاعتصام على الطريق الدولي ,وواصل من خلال منبر ساحة الاعتصام ايصال الرسائل الى الحكومة الاتحادية ويتوعدها ويهاجمها في كثير من الاحيان , وبدت الحكومة الاتحادية في كثير من الاحيان عاجزة عن الرد عليه وحاولت تخويفه باقتحام الساحة وفظ الاعتصام بالقوة لكنه لم يتراجع ومضى الى الامام ومن ثم حاولت ان تتجاهله وتتجاهل التظاهرات والاعتصام لكنه دائما ما كان يستفزها ويذكرها بان هناك من يتظاهر ويعتصم ويطالبها بتحقيق مطالب مشروعه مما يجعلها ترد بعصبيه وعدم مسؤولية . انها القدرة على المواصلة والتضحية جاءت من خلال قدرة العلواني على التفكير والتخطيط والتطبيق . بالإضافة الى ذلك استطاع العلواني ان يجعل الرأي العام والمجتمع الدولي اكثر اهتماما في مشاكل العراق الداخلية على الرغم من انشغالهم بأزمات الربيع العربي الدامية والمتواصلة .
لكي لا يكون تركيزنا على وجه واحد من العملة نرجع الى اوجه الشبه بين التيار الصدري والتيار العلواني ان صحت التسمية الذي بدأت تظهر ملامحه , هناك كثير من النقاط التي يلتقي بها الاثنان اولها ان الصدريين وقفوا اعلاميا ومعنويا مع الاعتصام في المحافظات السنية , وهذا يتماشى مع نهج التيار الصدري الذي دائما ما كان يخرج على الحكومة بمظاهراته المليونية , انخراط الطبقة المهمشة والوسطى مع التيارين , التحدي الكبير لمنافسيهم وللحكومات  الذي يمثله التياران , النسبه الكبيرة من المقاعد التي يحققونها في الانتخابات البرلمانية والمحلية والتي غالبا ما تأتي من خلال شعبيتهم , محاربتهم للفساد ودفاعهم عن الطبقات المهمشة والفقراء , والاهم من ذلك ان الصدريين كانوا يتمنون لو ان هذا الاعتصام القائم في المحافظات السنية كانوا  هم من تبنوه في قواعدهم ألشعبية لكنهم كانوا يحاكونه بين فترة وأخرى باعتصام مؤقت في المحافظات الشيعية ضد الحكومة الاتحادية . والأكثر من ذلك ان الطرفان يشعران انهما الاحق في وراثة فكر وتاريخ المقاومة للاحتلال الامريكي للعراق .
اسئلة كبيرة بدأت تظهر وأهمها الى اين يسير العلواني بسياسة التصعيد مع الحكومة    ألاتحادية ؟ هل تسمح الحكومة الاتحادية له بالاستمرار بسياسة التحدي ؟  هل سيسمح له القادة السنة بالتهام قواعدهم الشعبية ؟ متى يعلن الفدرالية في الانبار ؟ ما هو نوع الدعم الذي ممكن ان يحصل عليه العلواني من قبل الدول الاقليمية ؟ هل سيبقى ضمن التشكيلة السنية المتمثلة بقياداتها السابقة ام سيتمرد عليهم ويعلن كيانه السياسي الجديد ؟  اسئلة جديرة بالاهتمام وتستحق التأمل والنظر , وعلى الرغم من ان كثيرا من اجوبتها يمكن قراءتها  من خلال تسليط الضوء على مجمل ما يحدث في العراق لكن الايام القادمة سوف تكون حاسمة وتكشف عن الكثير من اجوبة استفساراتنا .