{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
ولد الشهيد احمد سامي غزال شلبة العجيلي، في الكوت، وسط عائلة تحدرت من أصول عربية خالصة، نشأ معتدا بذاته، جسورا ذا عقل، يميز بين الشجاعة التأملية والحماقة الهوجاء، وهو في عمر مبكرة؛ إذ لاقى ربا كريما، وهو لم يزل في سن الثانية والعشرين.
عاش يتلظى غيظا من جور الطاغية المقبور صدام حسين، ضد الشعب العراقي، ويخطط للإسهام في التخلص منه بهدوء لايبعث ريبة متاريس البعث الجائر، المدججة بالجواسيس، يتبعون تعليمات معاوية لولاته على العراق: “إقتلوا لأدنى شبهة”.
فكيف وكره العراقيين لصدام ليس “أدنى” بل “أقصى” شبهة!؟
واسط القصب
أنجبته أم رحوم، العام 1968 ، وأحسن والداه تربيته، فشب على الايمان بأن كرامته إمتداد للآخرين؛ لذا تآزر مع أشقائه من أبناء الكوت، في الانتفاض على الطاغية، من دون ان ينظر الى اية تفاوتات طائفية او عرقية.
قاوم مع ابناء المحافظة، بدءا بتنظيم المدينة، وإنتهاءً بمقاومة جلاوزة الديكتاتور، حين إقتحموا واسط، يسقطون شعبها غيلة؛ فإستشهد العام 1990؛ أثناء مقاومة المنتفضين للجيش الصدامي!
عسكري أعزب
ما زال أحمد سامي، في عمر غض الشباب، لم يتسنَ له الزواج بعد، حينما إقترن بحوريات الجنة، شهيد إمتثاله لتعاليم الاسلام الحنيف، مجاهدا.. يدافع عن الدين والدنيا معا.
فهو واحد من مجاميع حشرها جهاز الامن الخاص، في مجزرة جزت رؤوسهم رميا بالرصاص، عقب تعذيب جماعي مهول.