21 مايو، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

احمد الجلبي لمن لا يعرفه

Facebook
Twitter
LinkedIn

ابن عائلة غنية معروفة بطيبتها واحسانها للفقراء فقد كانت العائلة الثرية لها موقعها في النظام الملكي وقد كان جد الفقيد عبد الحسين الجلبي عضو في الجمعية التأسيسية وتسنم منصب وزير لثمان مرات في حكومات عبد المحسن السعدون وكان والده عبد الهادي الجلبي انتخب في مجلس الاعيان في سنة 1944 واصبح وزير في حكومة ارشد العمري وبعدها في حكومة نوري السعيد ، وشقيقه الاكبر رشدي عبد الهادي اصبح نائبا ثم وزيرا في حكومة نوري السعيد ، ويرجع نسب عائلة الجلبي الى قبيلة طي القحطانية ، تزوج من عائلة العسيران والذي زوجه السيد موسى الصدر عميد اسرة ال الصدر وهذا دليل على مكانته الاجتماعية الكبيرة في العراق وخارجه ، احمد الجلبي المتميز في الدراسة منذ الصغر حاصل على شهادة البكالوريوس من  جامعة سيفورد كولدج البريطانية وشهادة من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا واكمل دراسته وحصل على الدكتوراه والبروفيسور من جامعة شيكاغو في فلسفة الرياضيات وعمل تدريسيا وقد درس الرياضات في الجامعة الامريكية في بيروت ، وله انجاز علمي في علوم الرياضيات فقد انجز نظرية في الجبر ، عرف احمد الجلبي بنضاله السياسي ومعارضته للنظام البعثي وبعد سقوط النظام الدكتاتوري الصدامي كان احد الاعمدة الاساسية التي ساهمت مساهمة فاعلة ببناء العملية السياسية وترأس مجلس الحكم لدورة ، وقد لعب دورا مهما في حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري ، عندما كان رئيس لجنة العقود ، اشترط ان يكون صرف الاموال التي تكون اكثر من 3 مليون دولار تصرف بموافقة لجنة العقود ، وهذا الشرط منع الفساد المالي في حكومة الجعفري ، كما انه اول من كشف السرقات اهمها في وزارة الدفاع ووزارة الكهرباء في حكومة اياد علاوي .
كان الجلبي فارسا شجاعا في محاربة النظام الصدامي فهو من القلائل الذين حاربوا الديكتاتورية علانية ، وكان يحاربها حتى في الاردن رغم العلاقة المتينة بين النظام الصدامي مع الاردن ، وهذا الموقف الشجاع جعل الطاغية صدام يحيك له مؤامرة بالتعاون مع ملك الاردن الملك حسين بن طلال ، لافلاس بنك البتراء الذي يعتبر من افضل البنوك في الشرق الاوسط ، وهذا حتم على الدكتور احمد الجلبي ان ينجو برأس ماله ويغادر الاردن ، علما ان البنك اثبت نجاحا كبيرا ، وكان يشاركه في البنك حسن بن طلال شقيق ملك الاردن ، وهذه المؤامرة اعترف بها الملك حسين ، لكن للاسف الكبير هناك الكثير من الجهلة الذين يصدقون الاشاعات التي بثها الصداميين ووسائل الاعلام المأجورة واتهموا الدكتور الجلبي بالسرقة ، والانكى ان بعض الذين كانوا يتمنون ان يلقون التحية على احمد الجلبي وكانوا يعترفون به احد اعلام المعارضة حاولوا اسقاطه بالفبركة والاكاذيب لانه كشف تورطهم بالفساد المالي .
مهندس عملية اسقاط النظام الصدامي الوطني الذي ناضل من اجل العراق اتهمه البعض بالعمالة ، والواقع ان امريكا حاربته وابعدته عن القرار لوقوفه بوجه الحاكم المدني بريمر والاخضر الابراهيمي مبعوث الامم المتحدة ، وقد تمت مداهمة مقراته ، بالاضافة الى الحرب الاعلامية المسعورة فقد خسر الكثير من شعبيته بعد ان كان من الرجال المهمين الذين لا يتعدون اصابع اليد ، الا انه بقي رقما صعبا في العملية السياسية ، وبصماته بقيت اهمها حربه للصداميين عندما كان معارضا وعندما تسنم رئيس هيئة اجتثاث البعث وحربه للفاسدين الذين دمروا العراق وافرغوا خزينته ، احمد الجلبي رجل الاقتصاد يعتبر الصندوق الاسود الذي يخيف السراق والفاسدين ، وقد قام بواجبه على اتم وجه من خلال موقعه رئيس للجنة المالية في مجلس النواب ، ونجح باقرار موازنة 2015 رغم العرقلات الذي سببها البعض لافشال المهمة الا انه نجح بمساعدة المخلصين ، وهذا النجاح كلفه حملة اعلامية تسقيطية مدفوعة الثمن ، ونشروا فديو ادعوا فيه انه يشتم الشعب العراقي بينما هو قصد الذين يعرقلون اقرار الموازنة ، ومن المواقف الشجاعة للدكتور الجلبي طالب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بمناظرة تلفزيونية تنقل مباشرة وقد احرج المالكي الذي تعذر خشية فضحه بالأدلة التي يمتلكها الجلبي ، فهو يمتلك الادلة بفساد مؤسسات الدولة وقدمها للنزاهة والقضاء لكن للأسف لا هيئة النزاهة ولا القضاء قاموا بواجبهم ، ونخشى ان تختفي الادلة التي تدين الوزارات والمديريات ورئاسة الوزراء باختفاء الدكتور احمد الجلبي الذي فارق الحياة .
هذا هو الدكتور احمد الجلبي الطائي ابن اصل وفصل ابن عائلة ثرية تمتلك اراضي كبيرة وكانت مدينة الحرية تسمى مدينة الهادي ، نسبة للحاج عبد الهادي الجلبي التاجر الكبير ، وبنى من ماله الخاص اول مستشفى اخصائي للاطفال ، مستشفى عبد الهادي الجلبي للاطفال والذي افتتح بحضور الملك فيصل الثاني ، واعمال الخير لهذه العائلة يشهد لها القاصي والداني منها بناء مجمعات سكنية للفقراء من المال الخاص ومساعدة المحتاجين ، كما ان الدكتور احمد الجلبي نقل الكثير من الذين قطعت اذانهم او ايديهم الى خارج العراق على حسابه وعرضهم عبر الوسائل الاعلامية ليرى العالم وحشية نظام صدام ، لكن ما يحز بالنفس هو الاساءة من قبل الوسائل الاعلامية المأجورة التي حاربته لغرض رفع شأن الفاسدين والسراق معتمدين على وجود شريحة من الجهلاء يصدقون الفبركة والاكاذيب ، لكن يبقى اسم الدكتور احمد الجلبي الذي حارب الفساد والمفسدين مفخرة للعراق وشعبه .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب