23 ديسمبر، 2024 5:39 م

احمد الجار الله : أنت صديق القاتل وناصره وتعرف مصير المفقودين الكويتيين !

احمد الجار الله : أنت صديق القاتل وناصره وتعرف مصير المفقودين الكويتيين !

حين ألقت القوات الامريكيه القبض على صدام حسين في ظروف وملابسات لازال بعضها غامضا حتى ألان، خضع لعملية تحقيق من قبل كبار المسئولين الأمنيين  الأمريكيين الذين أرسلهم بوش وفي رؤسهم مهمة غير معروفة. وصل هؤلاء الى بغداد سريعا في وقت اشتعلت فيه الأرض والسماء في اغلب المدن العراقية بين المسلحين والقوات الأمريكية، مما جعل سيد البيت الأبيض في وضع حرج جدا، كانت أهمية هذا( الصيد الثمين) استثنائية لهم فقد كان القاء القبض على صدام امنيه طالما حلمت بها الإدارة الأمريكية.
 انهالت الأسئلة على الرئيس العراقي الذي لم يفق حينها من هول الصدمة في زنزانته، فلم يصدق صدام حسين انه وبعد عقود طويلة من حكم العراق المطلق يصبح أسيرا بيد القوات الامريكيه التي احتلت بلاد الرافدين قبل أن تسمح هذه القوات لبعض قادة المعارضة العراقية بالحديث مع الرئيس، الذي كان مجرد ذكر اسمه كافيا لإثارة الرعب في قلوب المعارضين العراقيين داخل وخارج العراق او -مملكة الموت- فهو الذي غيب الآلاف من رفاقهم بلا رحمه.
بحضور بريمر ومترجمه والجنرال سانشيز في المعتقل السري قرب المطار دخل الباججي  وعبد المهدي والجلبي و الربيعي واستغرق اللقاء المتوتر45 دقيقه .حين سال الباججي صدام عن سبب عدم انسحابه من الكويت قال له ( أنت تعرف وانأ اعرف أن الكويت حق تاريخي لنا ) !!
من بين من أصابتهم الدهشة، مستشار الأمن القومي, موفق الربيعي الذي  شهد كغيره حينذاك لحظة تاريخية  دراماتيكيه طالما حفلت بها تواريخ الشعوب المقهورة، حين يدور فيها ناعور السلطة وتتغير تصاريف الزمان والملك الذي لايدوم الا لصاحب الملك عز وجل، ليصبح  المستبد الذي حكم شعبه بآيدلوجيا اختزلها في نفسه وأسرته وذاته الطاغوتية، غير مصدق انه صبح سجينا  تكبل يديه باصفادالحديد في زنزانة طالما غيب خلف جدرانها حتى أولئك الذين كان يشك بولاءهم له فكان بانتظارهم مصيرا مظلما. ومع دورة الزمن انتصب المعارض محققا داخل سجن محاط بقوات المارينز، وكان غير قادرا هو أيضا على استيعاب المشهد المتلاحق.
 كانت اجابات صدام للطبيب المعارض الربيعي الذي عاش  سنوات طويلة في الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس مقتضبة، قصيرة وحدية ولا تخلو من جبروته المعتاد في بعض الأحيان حتى لحظه إعدامه،  بل لم يقدم أية إجابة تشفي غليل الوجوه الجديدة التي اعتلت منصة السلطة بعد زلزال ساحة الفردوس الذي طوى حكم 35 عاما تناثرت على عتباتها أشلاء من مزقت أجسادهم أنياب الكلاب الجائعة أو من وضعت رصاصة نهاية لحياته، أو من ألقي مع المئات في حفرة تحت الأرض فكان هدير (الشفلات) هو آخر ما سمعه، ليسوى فوقه التراب وينمو الشوك والعاقول في سنوات القحط واليباب على ذكراه.
 من بين الاسئله التي طرحها الدكتور الربيعي على الرئيس العراقي السابق الذي جلس على كرسيه منهكا مدركا للمصير الذي ينتظره، كان سؤالا يتعلق بالمكان الذي تم فيه دفن جثمان السيدة أمينه حيدر الصدر شقيقة مؤسس حزب الدعوة الشهيد محمد باقر الصدر الذي اعدمه صدام وشقيقته بنت الهدى في نيسان من عام 1980م  بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة الإسلامية في إيران، فكان جواب السجين الذي عرف نفسه للقوة الخاصة الأمريكية التي اعتقلته –باللغة الانجليزية بانه (صدام حسين رئيس جمهوريه العراق-)!!! كانت إجابته  لمستشار الأمن القومي  والحروف تخرج كالقذى من بين شفاهه؛ لماذا تريدون نبش القبور؟؟؟
 لم يكن هذا الجواب مستغربا على الرجل الذي ربما كان أقسى الطغاة المستبدين الذين حكموا العراق على مدى تاريخه الطويل الذي سالت خلاله انهار من دماء الأبرياء، المغامر المولع بشخصية (العراب) ل(ماريو بوزو) و(الحجاج الثقفي)، والذي كان يبرر كل تلك الحروب التي جرها على الشعب العراقي وحكمه المتسم بالقسوة المفرطه على انه سعي للحفاظ على خارطة العراق وبناء الدولة القوية واستعاده الأجزاء السليبة (في اشاره للكويت) ومنع الأكراد من الانفصال الى درجة التوحش والافتراس والبطش من اجل الحزب والثورة والوطن والمبادئ.
 حين أنهى بريمر ذلك اللقاء قال صدام متعجبا ( هاي هي ..خلصت؟؟؟ ) كان يضن ان حكم الإعدام سينفذ فيه فورا على غرار ما حصل مع الزعيم الشهيد قاسم بعد نصف ساعة من محاكمه صوريه جرت في مبنى الإذاعة في الصالحية عام 1963.
لم يكشف الامريكيون ما انتزعوه من صدام ورفاقه من إسرار عن أخطر حقبة عرفها العراق شهدت فيها المنطقة تغيرات دراماتيكية عاصفة، تردد فيها اسمه طويلا باعتباره أهم لاعب في تلك  الحروب التي أحرقت الأخضر واليابس، والتي طال الكويتيين بعض من شررها  بعد  ان  راهنوا سابقا على مشروعه القومي  في حربه ضد المشروع الثوري لآيات الله وتوهموا ان تلك الحرب ( وضع الوحشين في قفص واحد ) ستضعف الطرفين، لكن القائد المزهو بانتصاره في القادسيه انقض عليهم متذرعا بحجج التاريخ وخرائطه فكانت الكويت هي الصنارة التي انغرست في فمه و تركته في النهاية جثة هامدة.ودفعنا كشعب ثمن ما اقترفته يداه.
 انتهت (عاصفة الصحراء) وبقي ملف الأسرى  والمفقودين الكويتيين الذي أشتعل جمرة في قلوب ذويهم، والذي أذكى نار المساومات والانتقام والابتزاز ولعبة تازيم الموقف بين البلدين الجارين، في أحيان كثيرة.معلقا بلا حل.
بعد تسع سنوات ونصف، لم يحسم مصير  ما تبقى من هؤلاء المفقودين الكويتيين الذين نسجل ابتداء وقوفنا مع أسرهم وذويهم وتضامننا الإنساني والأخلاقي معهم منذ البداية، بعيدا عن الأعيب السياسة وما يجري في دهاليزها وأروقتها من صفقات ورهانات، خاصة وان الدبلوماسية العراقية الجديده لم تلجأ على حد علمنا الى استخدام هذه القضية الانسانيه كورقه بأي شكل من الإشكال في علاقاتها مع الجانب الكويتي الذي خيمت جراح 2  اب 1990م على عقله البرلماني وديوانياته ودبلوماسيته، ولازال يستحضر تداعيات الغزو في (ساهر الليل) وغيرها كأنه مازال يعيش هاجس ازيز طائرات  وهدير دبابات العراقيين التي قد تباغتهم تارة أخرى، خاصة وان بعض الأصوات في الإعلام الكويتي منذ ان كتب الخرافي مقاله المشهور (اللهم لاتجعل بها حجرا فوق حجر)، في إشارة للعراق وحتى اليوم، تستغل هذه المخاوف الكويتية لتحقيق غايات أخرى ابعد ما تكون عن المساهمة في التطبيع وإعادة بناء جسور العلاقات الاخويه.
جريدة (السياسة) الكويتية، وفي مقال لها ليوم 6 ايلول الجاري، نشرت للاسف مقالا محزنا  فاقدا للمصداقية والمهنية  الصحفية معتمدا على  الإثارة الرخيصة واستغلال المفردات المضللة والسعي لخلق حالة أمل تليها حالة إحباط لدى عوائل المفقودين الكويتيين من خلال إعادة نبش الذاكرة وتمرير شفرة حادة على جرح مضى عليه 22 عاما طالما حمّل فيه العراق شعبا وساسة مسؤولية جرم ارتكبته أيادي الآخرين. وكان سببا في إحراج سفيري البلدين وأثاره زوبعة دبلوماسيه ولكن في فنجان .
و جريده (السياسة) الكويتية هي ملك للسيد احمد الجار الله الذي كان من المقربين لصدام حسين  خلال فتره الحرب العراقية الإيرانية، وكان مراسلها في بغداد حين ذاك سعد البزاز الذي قضى خاله حارث طاقه في انفجار السفارة العراقية في بيروت في تفجير تبنته حركة الجهاد اللبنانية. والجار الله كما يبدو لازال أسيرا لتلك الحقبة بقدر سعيه نحو الإثارة والابتعاد عن الموضوعية والدقة أسوه بالبزاز الذي استغل الإعلام من اجل الإثراء وداس على ابسط مبادئ العمل الصحفي وهو الصدق الرديف لكلمه الشرف والناموس.
يقول مستشار الأمن القومي العراقي السابق موفق الربيعي كما ورد في الصحيفه “تحدث مع أربع شخصيات من النظام السابق بشأن ملف الأسرى الكويتيين وهم صدام وبارزان التكريتي قبل إعدامهما و كذلك مع وطبان التكريتي وطارق عزيز” لايزالان على قيد الحياه مضيفاً “ان المعلومات التي بحوزته هي إسرار وملك للدولة العراقية ولا يمكن البوح بها خصوصاً ان بعض المعلومات تحدثت عن ان وطبان ربما ذكر بان بعض الأسرى الكويتيين كانوا على قيد الحياة حتى اللحظة الأخيرة التي انهار فيها نظام صدام حسين”. ولهذا السبب، وبهدف الوصول الى المزيد من الحقائق القاطعة والحديث منسوب للربيعي اقترح تشكيل لجنة تحقيق كويتية للقاء وطبان، وفي قناعتي أن هذه الخطوة لا تمثل خرقاً للسيادة العراقية اذا قبلتها الحكومة العراقية.وشدد الربيعي على ان “تعاون بغداد لاستقبال لجنة محققين كويتيين للقاء وطبان يشكل بادرة حسن نية وستكون خطوة حيوية باتجاه المزيد من تطبيع العلاقات بين العراق”.
 لكن الربيعي ينفى  تماما ان يكون قد اقترح إنشاء لجنة تحقيقيه كويتية للقاء وطبان، بل دعا الى( تعاون المحققين من البلدين في إطار لجنة مشتركة لمعرفة الحقيقة تمهيدا لغلق هذا الملف،) لكن حبكة المقال والفبركه والقدرة على التضليل المتعمد من قبل هذه الصحيفة الكويتية تظهر من خلال اعتماد المحرر على معلومات متصلة بتصريحات المسئول العراقي السابق والتي نسبت الى السيد أركان ألعزي وهو شخصيه عشائريه من كركوك، الذي كشف من خلال تصريحاته( الخطيرة جدا)  بأنه على صلة بكبار المسئولين الأمنيين في النظام السابق( لا نعرف من هم وما هي طبيعة صلته بهم )، معترفا بأن “اكثر من 350 أسيرا كويتيا بقوا إحياء في سجني محافظتي بابل والسماوة جنوب العراق حتى التاسع من ابريل  العام 2003 وهو اليوم الذي انهار فيه نظام صدام وفرت قواته”, مشيراً الى “وجود معطيات على الأرض تشير الى ان الأسرى الباقين((   وهنا تنفجر القنبلة الصحفيه ) ربما نقلوا الى خارج العراق عبر حدود دولة مجاورة, في إشارة الى إيران!!!!!, بعد السقوط والفوضى التي سادت العراق في تلك اللحظة التاريخية”.!!!
وأكد العزي ايضا: أن العديد من رفات الأسرى الكويتيين التي تم تسليمها الى الحكومة الكويتية هي ليست صحيحة!!!! أي سلموا هياكل عظميه لعراقيين او ربما إيرانيين !!!!
 هنا.. ربما يتوجب على السلطات العراقية الاستفسار من السيد العزي عن حقيقة ومصدر هذه المعلومات (الخطيرة) التي تظهر لأول مره ومصدرها والتي تقلب الحقائق وتوجه اتهاما مباشرا لأحزاب عراقيه بعينها ذات صله بإيران بالتورط بهذه الجريمة  والتي تثير أكثر من علامة استفهام في هذا الوقت بالذات خاصة ما يتعلق منها بنقل الأسرى الكويتيين المزعوم الى إيران وكيف تم ذلك والقوات الامريكيه كانت تبحث في كل شبر في الأرض منذ بدايه الحرب ربيع عام 2003 وتستغل ابسط معلومة للبحث عن هؤلاء المفقودين ردا لجميل حلفاءهم الكويتيين الذين سمحوا لهم بالمرور عبر أراضيهم لاحتلال العراق وقد سقطت مدينه السماوه والحلة المفترضين كمواقع لإخفاء الكويتيين بأيدي الأمريكيين  قبل دخولهم لبغداد   وقد نفى اغلب  اهالي المدينتين مثل هذه المعلومات والا لتسربت للسكان المحليين هناك .
 ، وثانيا والاخطر تشكيك العزي في حقيقة رفات 236 كويتيا تم تسليمهم عبر القنوات الرسمية للكويت بعد إجراء فحص الحامض النوويdna والتاكد من هويتهم، إلا إذا كان لدى السيد العزي معلومات أخرى لايعلمها لا الكويتيين ولا السلطات العراقية ولا الصليب الأحمر ولا الخبراء الجنائيون الأمريكيون!!!! وبدورنا نسال السيد العزي لماذا صمت كل هذه السنوات ثم نطق الان؟؟؟ الم يكن بإمكانه الحصول على ملايين الدولارات لو زود الكويت بها؟؟؟؟؟
هنا تكشف النوايا  من وراء هذه التصريحات غير المسئولة والمظللة تماما بتوقيت ذكي  من هذه الصحيفه الكويتيه بهدف نقل وز جريمة الكويتيين المفقودين من النظام السابق الذي غزى الكويت  واحرق نفطها وانتهك حرماتها إلى النظام الحالي زورا وبهتانا وإعطاءها بعدا طائفيا واضحا على خليفة التأزم في الملفين السوري والإيراني والرقص على حبال الصراع في المنطقة والسعي لنسف أي تقارب في العلاقات الكويتية – العراقية خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي وكبار المسئولين للكويت .
 قنبلة المفقودين الكويتيين التي ألقاها الجار الله لايخفى على احد من أوعز له بها ولماذا  في  وقت تطبق فيه استراتيجيه شد إطراف العراق وفتح أكثر من جبهة ضده داخليا وإقليميا  ويعاد تنشيط الارهاب والعنف الطائفي لغايات معروفه.
.  وأود الإشارة هنا الى ان فصائل كثيرة من المعارضة العراقية كالمجلس الاعلى ساهمت  خلال انتفاضه شعبان عام 1991 في إطلاق سراح العديد من الكويتيين من سجون النظام وكانت تربطها بالقيادة الكويتية علاقات قويه كما ان  القيادات العراقية التي تسلمت السلطة في العراق بعد عام 2003 كانت حريصة على معرفة مصير هؤلاء الكويتيين لانهاء القضايا العالقة بين البلدين وإلتخلص من  جور الفصل السابع.
. وهناك أمرا آخر تناسته الصحيفه وهو ان الامريكيين -أصدقاء وحلفاء الكويتيين-  والبريطانيين وعملاءهم السريين بذلوا جهودا كبيرة وحققوا مع قادة النظام السابق واستفسروا منهم عن الأمر وراجعوا سجلات السجون السرية وأرشيف أجهزه المخابرات العراقية السابقة وملف الأسرى الكويتيين، وابلغوهم كما يبدو عن كل ما عثروا عليه. من ناحية أخرى فان الكويت عبر أكثر من قناة  فتحتها مع إطراف عراقية في بغداد حاولت خلال السنوات الماضية ان تحصل على إجابة شافية لتغلق هذا الملف الذي يعتبر في الوقت ذاته عقبة تقف إمام رفع العقوبات عن العراق. لكن نخشى ان يكون مصير الأسرى الكويتيين   مشابها لمصير أسلحه الدمار الشامل!!!!
ان العزي الذي لا يدرك خطورة ما يقول( او ربما حرفت تصريحاته مثلما حصل مع تصريحات الربيعي ) لا يمتلك معلومة مؤكدة ويقول “ربما…( لاحظ عبارة ربما!!! ) اخذوا الى خارج العراق من دولة مجاورة”، أي انه يعتمد على الظن لا الحقائق !!! وتضيف جريدة السياسة لهذه العبارة المبنية على الشكوك، عبارة أخرى لإكمال سيناريو الاثاره الصحفية الرخيصة على طريقة الأفلام الهنديه – وتدعي أنهم نقلوا لايران!!! ولا نعرف كيف وبأيه واسطة وهل تم ذلك مره واحده او على دفعات –  وهو اتهام لم يذكره لا الأمريكيين ولا الكويتيين من قبل وقد يصرح هو او غيره غدا وستنشرها( السياسة) بتلهف وسبق  أنهم ربما معتقلون منذ تسع سنوات في قبو سري في المنطقة الخضراء او في سرداديب تحت الأماكن ألمقدسه في  النجف او كربلاء او ألكاظميه او تحت منزل المالكي نفسه في المنطقة الخضراء!!!!
. ربما تكون لدى ألعزي والجار الله إسرار وسيناريوهات أخرى لا علم لنا بها ولم تكشفها الأقمار الصناعية ولا المخابرات الأمريكية والبريطانية من قبل، قد تقلب الكثير من الحقائق وتكشف إسرارا سيطرب لها الجار الله حتى لو كانت اكاذيب و الذي لا يبدو انه مبال بمدى صحتها او بتأثيرها على اسر الضحايا من مواطنيه ومشاعرهم  وانعكاساتها على ملف تطبيع العلاقة بين بلدين شقيقين أنهكهما الصراع والسماسرة والإعلام الأصفر الرخيص,
نقول لأهلنا في الكويت… لقد دفعنا معا ثمنا باهضا جدا من وراء من نفخوا بمشروعية سياسة الضم وطبلوا للحروبالقوميه ومسكوا الدفوف و(الجمبارات) في  حفلات الإعدام الجماعي في حقبه سنوات الجمر والوطن (الذي تشيده الجماجم والدم )، وردحوا وانشدوا بحماس مع الراجمات التي ذبحتنا معا ودكت ماضينا وحاضرنا وحولت سنواتنا الى جوع وحصار وتشرد بينما أمهات عراقيات وكويتيات لازلن يبحثن حتى الان بين المقابر الجماعية عن عظام وليد …..اسر ولم يعد.
 إذا كنتم إخوتي تبحثون حقا عن رفات مفقوديكم، فان عشرات الآلاف من المفقودين العراقيين  لازالت تستصرخ الليل في مئات المقابر الجماعية التي لم تفتح لحد الان وهي اقل بكثير من الذين غيبوا في أحواض التيزاب او ألقيت أشلاءهم في مياه الأنهار والمستنقعات بعد تقطيعها مثل الأضاحي في غرف الموت في الاستخبارات العسكرية واقييه الأمن ألعامه او غاصوا في طين الاهوار خلال (القادسية الثانية) او الذين دفنهم الأمريكيون وهم إحياء في حفر الباطن إمام أعينكم شتاء عام 1991. ولا داعي لكي اذكر بعمليات الذبح والاحزمه الناسفة والسيارات المفخخة التي تخطف منا كل يوم فلذات الأكباد وتغسل صباحاتنا بالدم  وتبقينا في سرادق عزاء لاينتهي ..
 نحن مثلكم ضحايا أيضا، فلا تصروا على تسميتنا (كجلادين) خاصة حين ينطلق  لباطل من حناجر من  حملوا المباخر لصدام حسين واطروا صوره بالذهب في ديوانياتهم، وجعلوا من إعلامهم الرخيص المأجور الطائفي منبرا للدفاع عن حروبه العبثية ومشروعه الانتحاري. فهل يصدق أصدقاء ألقتله وجنرالات الموت؟؟؟
  تعالوا لنجلس معا.. ونبحث عن ضحايانا وبقايا رفات أشقاءنا الكويتيين بقلوب منزوعة من الغل، وسيتأكد لكم ان التحليلات المختبرية ستظهر ان كلا القتلى، عراقيين وكويتيين، هم من رحم واحد….، وان القاتل هو نفسه.. ذلك الذي حرض بالأمس على غزو الكويتين و قتلهم. والذي يسعى اليوم الى نبش الماضي لأنه أولا وأخيرا حفار قبور حتى لو تنكر بقناع الإعلام لأنه  لا يعرف سوى نثر بذور الشوك والعاقول في الارض اليباب حيث يتمدد الوفاق والسلام والاخوه العراقية -الكويتية في الأرض الحرام بانتظار من يسحب الجسد النازف ويداوي جراحه .
أقول للجار الله : انك يا سيدي بمقالك هذا تستحلب الثيران رغم أنها  بلا ضروع !!!
بوخارست
[email protected]