رغم الظروف الاقتصادية, التي مرت بها ايران, والعقبات التي تواجهها, والحرب المعلنة والخفية بسبب برنامجها النووي, الا انها تمكنت من تجاوز ذلك كله, فالحصار الاقتصادي المفروض عليها, ومنع استيراد الصناعات والبضائع الايرانية, ومنع التصدير ايضا, وحتى التعامل مع الشركات الاجنبية, بل امتدت القطيعة لتشمل السياحة ايضا, الا ان ذلك كله لم يؤثر على الاقتصاد الايراني.
رؤية اقتصادية, وخطط استراتيجية غاية في الدقة, خلصت ايران من نير الاستعباد الاقتصادي لتتخطى بذلك مرحلة, سد النقص والوصول للاكتفاء, بل والتصدير لبعض الدول التي لم تكن, جزءا من الحرب الاقتصادية المعلنة عليها.
العقل المفكر احمدي نجاد, الرئيس الايراني السابق, له حصة الاسد في التخطيط الاقتصادي, والنهوض بواقع ايران, فالإخلاص والكفاءة, والسعي الدؤوب للتغلب على العقوبات الاقتصادية , تلك ابرز مقومات وعناصر النجاح .
كبار المستشارين من العقول الاقتصادية, شكلت رديفا مهما لنجاد لتصل اوضاع بلادهم الى ما وصلت عليه الان.
العراق في الوضع الراهن, بحاجة ماسة الى عقلية اقتصادية, تتخطى العقبات لتطبق مبادئ الاستثمار الصحيحة, وهناك بوادر تلوح في الافق, تبين مدى امكانية وضع العراق على الطريق الصحيح فيما يخص تطوير الاقتصاد.
وزير عراقي في التشكيلة الجديدة لحكومة العبادي, يمكن ان يعتبر من اهم العقول في مجال التخطيط والرؤى الاقتصادية, ومن المؤمل ان يضع حدا لحالة التردي الوضع الاقتصادي, بل ان هذا الوزير يختزل بخطواته تفكير فريق, كامل من المستشارين, المحيطين بنجاد آنذاك, لتكون نقطة الانطلاق من وزارة النفط .
عبد المهدي الذي يخطوا اول خطواته بثبات بعد ان تجاوز عقبة مصطنعة, وهي ازمة الغاز التي اعتبرها بعض المنافسين ضربة قاصمة له, تمكن ان يتجاوزها بسهولة ليصل بعد الى ما يصبوا اليه, خطوة تتبعها اخرى, بداية من الاتفاقيات التي عقدت مع الاقليم, ومرورا بشركة نفط ذي قار, التي تعتبر اول خطوة لإنصاف الجنوب, يضاف الى ذلك قدرته على مواجهة ازمة انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية تلك الازمة التي اخذت وتيرتيها تتصاعد في الآونة الاخيرة, والتي اثرت بشكل كبير على الاقتصاد العربي والعالمي, وقد تمكن العراق من تجاوزها رغم ان خزينة الدولة مفلسة بشكل كامل لعام 2014.
العقبات المتلاحقة التي مرت على الاقتصاد الايراني, تشبه تلك التي يواجهها العراق الان وما يحسب لنجاد في فترة حكمه انه كان عقلا اقتصاديا يشار له بالبنان, تمكن ان
يترك بصمات واضحة في اقتصاد بلاده, وهذا ما يمكن ان نلمسه في بداية خطوات عبد المهدي, ترى هل سيكمل وزير النفط مشواره ويتجاوز العقبات, وهل سيترك بصمة في اقتصاد العراق, تحسب له في يوم ما, كما تحسب منجزات نجاد اليوم حتى بعد خروجه من منصبه؟