23 ديسمبر، 2024 3:58 م

احلام موفق الربيعي من اين لك هذه الثقة؟

احلام موفق الربيعي من اين لك هذه الثقة؟

تنص نظريات الفلسفة، على أن “المقدمات تشي بالنتائج” وأولى المقدمات التي أفرزتها تحضيرات الكتل المرشحة للإنتخابات التشريعية، أن أعلانات “معا.. إئتلاف دولة القانون” تمزق في مدينة الصدر والمدن الأخرى.. الشيعية قبل سواها.
فعلا مَ بنى موفق الربيعي.. شمعة الإئتلاف المنطفئة، تصريحه الصحفي، بأن إئتلافه الميمون “!؟” سيحصل على (90 – 100) من مقاعد مجلس النواب، وأنه سيتحالف مع الحكيم والصدر والاحزاب الكردية الصغيرة.. من دون مسعود البارزاني.. تتابعا، ثم يفرض “ولنضع تحت (يفرض) ثلاثين مليون خط أحمر” لأنها تدل على استهتار بإرادة الشعب العراقي كاملا.
“من علم الاسود المخصي مكرمة” من ذا الذي أعطى الربيعي، أهلية التحدث بإسم العراقيين مصادرا ارادتهم، يوقفهم في طابور.. بعد الـ 90 كرسيا يجاء بقطبين دينيين وكيانات قومية.. عراقية اصيلة، واربعة مذاهب.. تقف طابورا متسلسلا، اقصى منه البرزاني؛ لخطب ود موفق (غلام!!!) الربيعي، الذي يتوهم ضمانه الانتخابات وما قبلها وما بعدها..
تقف مكونات الشعب العراقي، رهطا، في صف ذي طابور يستأذن (غلام) في دخول حومة الحكومة؛ كما لو كانت السلطة ملك ابيه.. حكرا عليه، ورثها من اسلافه “الصِيد”.
الظاهر ليس لأنه قوي مكين له دالة البيعة في عنق العراقيين؛ انما لأنه مستهين بأرادة الناخبين.. في ظل ديمقراطية متهرئة، تعمدوا صفها بحروف رصاص في مطبعة عتيقة، قبل اكتشاف الكومبيوتر، في التنضيد.
الا ان الربيعي، وهو يندفع سادرا في غيه، يوزع الادوار في دولة يفترضها ملكا له ولسيده نوري المالكي، ناسيا ما فعله للمالكي وما فعله المالكي به.
ماذا تريد من دنياك وانت ترتع في ربيع.. هل تريد منصبا.. فلوسا، وكلها طوع بنانك تعبث بها تبذيرا كما تشاء.. لم لا تقول كلمة حق؟
هل تظن سماحتي السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر، سيصدقان ما تفتريه، ويستجيبان لـ “ترهاتك” ومعهما د. ابراهيم الجعفري… هل نسيت ان السنة يعانون قسوة اداء قائمتك طيلة ثماني سنوات من تبوئكم السلطة التنفيذية، والكرد مهددون بالإبادة، منكم.. أنتم بالذات.
فكيف تسوغ لنفسك القول بأنهم سيقفون طابورا على بابك، وقد رفضوا توسل الطاغية المقبور صدام حسين، في حضيض قوته وأوج ضعفهم.
كن واقعيا، وتعامل موضوعيا مع حجم قوتك.. فلا تحلم بما ليس قابلا للتحقق، وإن اردت ان تطاع فإطلب المستطاع؛ لأن المتنبي يقول “على قدر اهل العزم تأتي العزائم” وانت لا من هذا ولا من ذاك! انت صفر على الشمال، همشك صاحبك، قبل ان تتطاول على قيم عليا، مثل الحكيم والصدر والكرد الذين تعاقبت الحكومات على جلدهم؛ كي تتبوأ انت الآن دفة القرار.. تأذن لهم بالدخول تحت كساء الرسول سادس الخمسة.. عليهم الصلاة والسلام! إعرف حجمك وقف عند الحد الذي تمكنك قواك الخائرة من الوقوف عنده، تائبا الى الله.
يارجل.. انت تتكلم بما يفوق طاقة الوهم في مخيلة سوية، لأنك لست رهان شعب عرف عنه العناد ومشاكلة أولي الامر؛ لم يرضَ عن حاكمٍ ولم يرضِ حاكماً؛ فهل سيرضى بك مقسما للادوار: الحكيم والصدر يدخلان، قبل الكرد، ثم السنة، وقد استثنيت البرزاني.
اتق الله ولا تخلط الغفلة بالتشاطر؛ فما ضاع العراقيون والعرب والمسلمون، الا لأن سطوة الوهم ابلغ على عقولهم من افحام المنطق، يوحون لأنفسهم بسفاهات كالتي هذرتها على صفحات الجريدة، ويصدقونها.. أمة تصدق ما تفتري وتصادق على ما تخطئ به، مساقة وراء العزة بالإثم، قيدا جاهليا لم يعتقها الشيطان من اغلاله؛ ما دمت لا تغير ما في طويتها، و “ابو سفيان بلحيته الصفراء، يؤلب باسم اللات العصبيات القبلية”.