هناك العديد من الكتاب الذين اوصلتهم كتاباتهم الى النجومية العالمية واصبحوا من حملة الجوائز المعروفة على مستوى العالم… وانا هنا لا اريد ان اكون عضوا في احد لجان التحكيم لهذه الجوائز اكثر من فضولي بمتابعة الجائزة ونوعها والقيمة المادية لها… ومع كل هذا ربما انني والكثير معي من القراء لم نقرأ لهؤلاء الكتاب الذين وصلوا الى الخمسة نجوم اي شيء او اي معلومة عامة نستطيع الاستفادة منها اثناء كتابة احد مقالاتنا…
بينما هناك اشخاص وكتاب معروفين اصابنا الادمان في قراءة اغلب مقالاتهم وشوق القراءة يشدنا الى معرفة الكثير عن افكارهم وآراءهم التي لا يترددون في سردهم الجميل ونشرها للملأ مفهومة المعنى واضحة التعبير..
اليوم ومن شدة اعجابي بكل كتاباتها ومقالاتها اكتب مقالتي هذه بأسطرها المعدودة عن كاتبة عربية دخلت الى كل بيوت العرب من محيطهم الى خليجهم العربي بمفردات كلماتها ومفهومية المعنى انها المتمردة بقلمها المميز الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي التي تشير سجلات الاحوال المدنية انها من مواليد 1953 ولدت في اليوم الثالث عشر من شهر نيسان وهذا يعني انها من ابناء فصل الربيع ولذلك مازالت تلك الزهرة الجميلة بكل اوراقها الزاهية الملونة ومازال عطرها الخلاب يدخل البيوتات العربية من خلال تلك الكلمات المنتقاة من الطبيعة والحياة اليومية وما اجمل ربيعك يا تونس في ذلك العام وتشهد عاصمتك الحبيبة ولادة شمسًّ عربية جديدة تحمل منذ ولادتها براءة الطفولة العربية لتتقدم بها السنين الى مرحلة الشباب وتكتب عن العشق العربي العذري وهي هاربة من اجمل لحظاته احتراماً للعادات والتقاليد التي كنا نعتبرها اغلالا في رقابنا في تلك المراحل الجنونية..
عاشت بعد ولادتها في تونس تسع سنوات ثم انتقلت إلى الجزائر بلدها وموطن آباءها واجدادها بعد الاستقلال سنة 1962وهنا لابد لمن يعشق الادب العربي بكل مفرداته شعراً ونثرا رواية وقصة ان يواجه التعريب الذي وضعه المحتل لبلداننا العربية. ولكن كاتبتنا الكبيرة استخدمت السلاح القاتل الآخر وهو الرصاص الذي يطلقه القلم اسوة بأخيها المقاتل الذي استخدم البندقية بالدفاع عن قلعة العروبة جمهورية الجزائر بلد المليون شهيد..
انهت دراستها المتوسطة والاعدادية وتخرجت من جامعة الجزائر بشهادة بكالوريوس في الأدب العربي ونشرت أول مجموعة شعرية لها. وبعدها واصلت المسيرة العلمية وحصلت على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون باريس.
استطاعت وبجدارة ان تكتب وبكل حيادية عن المرأة العربية والقيود التي فرضتها عليها الاعراف والتقاليد وكذلك كتبت عن ذكورية الرجل العربي ودوره في الوصاية الصحيحة للنظام العائلي في مجتمعاتنا العربية كتبت الكثير من المقالات ونشرت العديد من الروايات التي وصلت الى النجومية العالمية ومازالت تكتب لنا بطريقتها المشوقة والمبسطة حتى تصل الى عقول كل الفئات العمرية وقد شاركت مؤلفاتها في عدة مهرجانات ومعارض دولية وحازت على جوائز عالمية عديدة منها جائزة نجيب محفوظ لعام 1998ولديها مكتبة متكاملة من مؤلفاتها ومازالت تسعفنا يوميا بإحدى مقالاتها الشيقة من خلال نشرها على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي وانني مهما كتبت من كلمات فإن مقالتي نقطة في بحر تجاه مؤلفات وروايات الكاتبة والروائية العربية الجزائرية احلام مستغانمي…
واخيرا اختم مقالتي بأجمل أقوال الكاتبة أحلام مستغانمي عن الحياة
((يبقى الأصعب، أن تعرف ما هو الأغلى بالنسبة إليك. وأن تتوقّع أن تُغيّر الأشياء، مع العمر، ثمنها هبوطا أو صعودًا. عجيبة هي الحياة بمنطقها المعاكس. أنت تركض خلف الأشياء لاهثاً فتهرب الأشياء منك))
نعم انها العربية البدوية رغم هويتها المدنية وشهادتها الجامعية التي قالت في الحب فاصبحت ليلى عاشقة قيس وقالت عن الرجال فاصبحت (سي السيد) الرجل الذي لايقبل ان يخالفه أحد وكتبت عن الفلسفة في الحياة فاصبحت الفيلسوف العربي ابوعلاء المعري وكتبت عن الثورة واصبحت المناضلة الجزائرية والدة واخت الشهداء….
العمر المديد للروائية احلام مستغانمي والى المزيد من العطاء الثقافي..
وهذه دعوة لها ان تشرفنا بزيارة الى بلدها الثاني العراق والى مدينتنا مدينة الاعمار والسلام مدينة الموصل لتكتب لنا مايحلو لها عن شارع الغابات واثار نينوى ومنارة الحدباء وعن لقاء نهر الزاب مع نهر دجلة ومهد طفولتي ومسقط رأسي منطقة جنوب الموصل…