8 أبريل، 2024 7:28 م
Search
Close this search box.

احلام غير قابلة للتحقيق

Facebook
Twitter
LinkedIn

قالت صحيفة البريطانية ( ديلي اكسبريس ) ان نادلة المقهى وبخت رئيس وزراء الريطاني لتجاوزه طابور الانتظار حين اراد ان يطلب فنجان من القهوة , وردت على ( كاميرون ) بغضب بانها منشغلة في خدمة شخص اخر وعليه ان ينتظر في الطابور , وقد انتظر في الطابور لمدة ( 10 ) دقائق . واضافت النادلة بانها وبخت ( كاميرون ) لكنه كان لطيفا للغاية ..  حين تشردنا عنوة من العراق بسبب الارهاب والقمع والحرب المجنونة التي شنها النظام المقبور ضد
ايران . وحط بنا الرحال والغربة في البلدان الغربية , شاهدنا العجائب والغرائب ولم نصدق ما نراه وما نشاهده كأنها احلام خيالية غير قابلة للتصديق بسبب المعاناة وقساوة الظلم وجور الارهاب والسجون والتعذيب والتصفيات الجسدية والسياسية لمعارضي النظام المقبور الى ان وصل الخوف والقلق كجزء اساسي من حياتنا وعقولنا , حتى وصل الامر حين يدخل شرطي امن بسيط الى اي محل او مطعم او مقهى ينتاب الخوف والقلق والرعب اصحاب هذه المحلات
والزبائن خشية من الاعتقال العشوائي . وان دخول هذه العناصر يعتبر بادرة شؤم ويوم اسود , ويلفلف كل منا اثيابه ليغادر المكان بعيدا تجنبا اوخوفا من المكروه او العواقب الوخيمة . هذه الصور السوداوية  انطبعت عنوة بدون ارادتنا في اذهاننا , لذا حين نشاهد في البلدان الغربية مسؤولي الدولة وفي المقام الاول في هرم السلطة , يدخلون في اماكن شعبية كأي مواطن بسيط ويتعامل معه كمواطن مجرد من الصفات المنصب وينتظر في الطابور كحال الاخرين ولا يتجاوز
على الاخرين. هذه الصور نراها غريبة جدا عنا … وحين سقطت الحقبة المظلمة , تصورنا بان الحال سيختلف بشكل جذري في التصرفات والسلوكيات وسنرى اخلاق ديموقراطية في عراقنا الجديد . وسيكون التعامل بطابعه الانساني في المقام الاول وتكون هناك مساوات في الحقوق والواجبات بين المسؤول والمواطن البسيط . وان النخب السياسية ستعطي مثالا رائعا في الاخلاق والسلوك في نهج تعاملها وخدمتها في سبيل الوطن والمواطن وستعمل جاهدة من اجل تصفية الاثار المدمرة التي خلقها النظام المقبور في الجسد العراقي , وسيتمتع الشعب بنور الحرية . لكن من التجربة المريرة من خلال السنوات من عمر النظام الجديد . بان احلامنا ماهي إلا كابوس مظلم واحلام مزعجة في ارض الواقع حيث اخلاق المتكابرة والمتعالية وتصغير المواطن كأنه من درجة العشرين في المواطنة والمساوات مع المسؤول . حيث الاهانة وضرب انسايته بالصميم , والتحاشي الاقتراب منه كأنه حامل مرض معدي . هذا واقع سلوكية النخبة المتنفذة واصحاب السلطة والنفوذ , وهي أسوأ بكثير من الحقبة المظلمة . كأن العراق ملك مسجل باسمهم والمواطن ماهو إلا عبد ذليل ومطيع .. وكذلك تصرفات اعضاء البرلمان العراقي التي اثبتت الوقائع والاحداث سعيهم المهموم في الحصول على اكبر قدر من المنافع الذاتية والمالية والمصالح الشخصية حتى دنسوا قيمة البرلمان الذي يعتبر ( معبد الديموقراطية ) فالغنى الفاحش والسحت الحرام وعرض خدماتهم مقابل صفقات مالية . هذه السمات البارزة في مجلس نواب الشعب . حتى صاروا اصحاب ارصدة ضخمة في البنوك والمصارف الاجنبية , وكما تشير التقارير الاخبارية بان رئيس البرلمان ( اسامة النجفي ) سيدخل في قائمة اغنى اغنياء العالم , ماهو إلا مثل بسيط من عمليات السلب والنهب .. الى متى ياتي اليوم الذي نرى المواطن العراقي مصان في قيمته الانسانية وكرمته كما ينص عليها الدستور . متى نرى تحقيق المساوات والمواطنة الواحدة وليس تسلسل بالدرجات التي تفرق وتفصل بين المواطن والمسؤول , على ارض الواقع وليس بالمزايدات بالشعارات الوطنية التي غايتها ومقصدها النفاق والدجل السياسي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب