عام يذهب..عام يجيء،وأحلامنا معلقة على شجر الأمنيات.آمال تطل برأسها خجلى تتقدم خطوة وأخرى ثم تراوح في المكان. وبانتظار تحقيقها لتورق وتنمو وتزدهر وتشع يحدونا الأمل ولا يخبو ..نتطلع لأيام أفضل ولغد أجمل ولعام نستعيد فيه العافية من اول خارطة الوطن حتى قمتها لننهض بعيدا عن دخان الحرائق والانفجارات والموت المجاني الذي يحصد أرواح الأبرياء من أبنائنا وأحبتنا ..نتطلع لوطن لايحني قامته للريح ، لطرقات تلبس زينتها ولمدن تنعم بالأمن ويغمرها السلام ويفيض على العالم اجمع ..لقوانين يمكن تداولها وقابلة للصرف ، “هو حلم لا ينتهي وتقاويم لاتنتهي “.
نتطلع لان يعشب حقل ويسطع نجم ويطوى ليل ويضحك طفل ملء رئتيه وان تستعيد الكلمات لغتها ووقعها المؤثر من اجل عراق معافى فقد طالت أوجاعنا حد الفجيعة!.
ولأننا لانريد أن نبقى اسرى الوعود ونعمر من جزر الأحلام ممالك فنغرق مرة أخرى في السراب.
نتطلع بان لاتهرم أمانينا ولا تنهزم منسحبة الى الخلف بل تولد كل يوم من جديد لإيقاد شموع الحياة بكل صخبها والقها.
عام يكاد يمضي ويطوي صفحاته بكل ما حمل من الام ومرارة وأوجاع ليس من السهولة مداواتها ،نتطلع ان لاتعود إحداثه المشبعة برياح الكراهية وسياسة الاحتراب والتخندقات الطائفية والمذهبية وتعليق القوانين المهمة مع العام الجديد.
ونحلم وسنبقى نحلم بزوال المنغصات من حياتنا ومنها إيقاف السيطرات الأمنية عن تعذيبنا واغتيال الزمن لساعات وساعات وان تكون المهنية عنوان القائمين عليها لا المزاجية في اغلاق المنافذ.
ونتطلع لان نرى انقلابا حقيقيا في الانتخابات البرلمانية المقبلة بحيث نرى وجوها عراقية حقيقية صميمية الانتماء للوطن ،لاوجاهات تتنابز وهي مزدوجة الجنسية تقاتل من اجل امتيازاتها ومصالحها ومصالح الأطراف الداعمة لها.
ونحلم ان يسود القانون حقا لا ان تبقى “العصابات المسلحة “تسرح وتمرح وتمارس عربدتها وتدخلاتها واستفزازها للمواطنين تحت شعارات ومسوغات عدة؟!.
نتطلع لعام جديد وقد تقلصت مساحة البطالة وأخذت الكفاءات وحملة الشهادات استحقاقهم في إشغال مواقعهم الوظيفية ليكونوا رافدا حقيقيا في نهضة البلاد وتقدمها بعيدا عن الواسطة والمحسوبية والمحاصصة والتوريق .!!.
ونتطلع لخدمات حقيقية لاتلفزيونية للمواطن اذ يكفي فضيحة غرق البلاد بمياه الأمطار ،نعم نحلم ان يتحقق في العام الجديد بناء المزيد من المدارس ليجلس أبنائنا على مقاعد بدلا من “القرفصة “على الأرض ،وان تمارس المشافي الحكومية دورها الحقيقي في طبابة الناس وليس إحالتهم على العيادات الخاصة وان يتوفر الدواء لا ان يتبخر بقدرة قادر؟!
ونتطلع لان نرى لصوص المال العام على شاشات التلفاز ويودعون السجون لا ان تقيد السرقات ومعها الحرائق ضد مجهول .
ونحلم مجرد حلم ان تكون الشفافية في التعامل مع الأعلام حقيقة واقعة لا ان تمارس حمايات المسؤولين استعراض عضلاتهم .وبعد هذا كله نحلم بان يعم الأمن والسلام ربوع الوطن من اصغر قصبة الى اكبر مدينه .
أنها أحلام نأمل ان لاتبقى معلقة على شجر الأمنيات فقط .