في مدارس الدول المتقدمة, ينصح الاساتذة والمعلمون تلامذتهم بتنويع احلامهم ورغباتهم, وكأن الاحلام سلة فواكه مغسولة ومعدة للاكل وما على التلميذ الا إلتقاط حلمه او فاكتهه. اما بخصوص المواطن العراقي وهو مقصدي فأن حلمهُ لا يتنوع او غير قابل للتنوع وكأنه رقم واحد لا يقبل القسمة الا على قطعة ارض!
نشرت الصفحات الفيسبوكية فيديوين حملا نفس المطلب بصوت وصورة مختلفين فالاول شاب عراقي يخدم في الجيش العراقي كجندي يحمي الوطن. اوليس هكذا علمنا الاساتذة في المدارس الابتدائية؟!
الجندي العراقي يطرح قضيتهُ الكبرى وحلمهُ “بعيد المنال” الى الحكومة العراقية ويشخص مناشدته الى وزير الدفاع بإعطائه قطة ارض لا تتجاوز المئة متر ليسكنها هو وزوجته واطفاله الاربعة.
اما المقطع الثاني فهو النكبة بعينها! أم عراقية تصرخ باكية امام كامرة احد الصحفيين لنقل دموعها الى من يهمه الامر طالبة خمسين متر لتسكنها هي وبناتها اليتامى, وشخصت بذلك رئيس الوزراء حيدر العبادي ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي لترمي دموعها في حجريهما, ومن عادة العربي والعراقي بشكل خاص لا يرد دموع الحرمة, هكذا يقول المثل العراقي “الحرمة بشارب الخير”.
وبما اننا نتكلم عن الشوارب, ففي ذاك الزمن هرب عدد من العراقيون الى مدينة رفحا السعودية ليسكنوا مخيمات تعرف بمخيمات رفحا, والعراقيون يعرفون ذلك, وبعد ان ولى زمن الشوارب ليأتي زمن المتدينين والمعممين الذين شرعوا قانونا للرفحاويين يضمن لهم “كعكتهم”, فحصل كل رفحاوي على مبلغ يتراواح بين سبعين الى تسعين مليون دينار دفعة اولى وراتب تقاعدي شهري لا يقل عن مليون ونصف دينار عراقي كتعويض لمشاعرهم التي انجرحت في دول الغرب كأمريكا واستراليا وكندا والخ… علماً ان هذا القانون يضمن للطفل الذي ولد في تلك الدول حقوقه المذكور اعلاه!
عموماً فأن المضحك في المناشدتين بأن الامرأة العراقية فقدت بعلها فداءاً للوطن لتبقى بناتها المراقهات الثلاث يستجدن لقمة العيش من الجيران الاكارم. اما الجندي العراقي فهو ايضاً يهب دمهُ فداءاً للوطن وكلاهما يذكر رفاهية الرفحاويين كمقارنة لتشريع القوانين في زمن عدالة المتدينين.