23 ديسمبر، 2024 2:54 ص

احلام العودة وقانون الجميلي

احلام العودة وقانون الجميلي

ليس غريبا ان نسجل في بلادنا احداثا لا يمكن تخيلها او حصولها في مناطق اخرى من العالم، لاسباب عدة ابرزها العملية السياسية التي “تصدمنا” بين فترة واخرى بفتاوى سياسية لا تعد ولا تحصى ضمن مسلسلها في “الكوميديا الهزلية” ولعل اخر المنضمين لتلك الفتاوى النائبة وحدة الجميلي المعروفة بقصة إطلاق النار من مسدسها وسط هتافات “اخو صيادة” التي اغلق ملفها من دون معرفة نتائج التحقيق، تعاود اليوم لتطالب بتشريع قانون يمنع العوائل العراقية من “اقتناء” اكثر من سيارة في المنزل، كمقترح لتخفيف الزخم المروري الذي تعاني منه شوارعنا.
لكن الغريب ان السيدة النائبة تجاهلت الحديث عن عدد السيارات التي يمتلكها النائب الواحد وكيف تساهم مواكب اعضاء البرلمان في تعطيل حركة المرور وتجاوزها جميع القوانين والتي وصلت في العديد من الحالات الى “الاعتداء” على المواطنين بسبب “انزعاج” السيد النائب من عدم فسح المجال لموكبه، جميع تلك “التجاوزات” لم تذكرها السيدة النائبة وحاولت تحميل “عُبَّاد الله” مسؤولية مايحصل من “إخفاقات” يشترك فيها “جهابذة” السياسة من السلطتين التشريعية والتنفيذية، لكن سيادة النائبة لم تكن افضل حالا من قادة العملية السياسية الذين يحاولون تذكيرنا بين فترة واخرى بفضلهم على “العراقيين” وحادثة موفق الربيعي وتصريحاته عن عدد الهواتف النقالة التي اصبح يمتلكها المواطن ووجود اكثر من جهاز تلفزيون في المنزل الواحد مازالت في ذاكرتنا.
لا نعلم ماذا قدمت لنا الطبقة السياسية حتى “تتبجح” بهكذا قوانين وتشريعات فجميعهم في مركب واحد إلا “ما رحم ربي” فالحكومات المتعاقبة منذ العام 2003 لم تستطع ايجاد حلول مناسبة للأزمات التي يعاني منها المواطنون منذ حكومة السيد الجعفري وقبلها مجلس الحكم وصولا الى حكومة السيد عادل عبد المهدي، فجميعهم يتحججون بالأوضاع الامنية او الصراعات السياسية حتى وان كانت صحيحة فهي “كلمة حق يراد بها باطل” فمثلا ماذا قدمت حكومة السيد حيدر العبادي حتى نسمع تصريحات ورسائل تطالب بعودته لولاية ثانية ليكمل ماحققه خلال الفترة الماضية، ليخبرنا العبادي في تصريح لإحدى وسائل الاعلام “بان هناك رؤية لتحالف النصر للاستمرار بالولاية الثانية من خلال إيمانه بقدراته، وانه سيستمر بالعمل للوصول الى السلطة”.
قد يحاول البعض الحديث عن النصر الذي تحقق على تنظيم (داعش) باعتباره منجزا لحكومة العبادي يستحق لاجله العودة لولاية ثانية، لكن ياسادة… هزيمة (داعش) كانت إرادة جماهيرية وجهوداً مجتمعة ساهمت فيها المرجعية الدينية والروح المعنوية لدى جميع صنوف القوات الامنية بضرورة التخلص من هذا التنظيم الارهابي وليس منجزا يستحق ان يعاد العبادي من اجله لولاية ثانية، فالكثير من الملفات التي كان يتغنى بها العبادي لم تحسم ومنها مكافحة الفساد الذي سمعنا شعاراتها في اكثر من مناسبة وكيف كان يتوعد السيد العبادي “بفضح” حيتان الفساد لكننا لم نرى احدا منهم خلف القضبان.
الخلاصة… ان احلام العودة التي يسعى العبادي لتحقيقها من بوابة “عقد الصلح” مع السيد نوري المالكي وتوحيد اجنحة حزب الدعوة لن تتحقق حتى لو أخفقت حكومة عبد المهدي ولسبب واحد لا يقبل القسمة على اثنين وهو مرحلة رئاسة الوزراء لحزب الدعوة انتهت ولن تعود مرة اخرى واذا كانت اقالة عبد المهدي “قاب قوسين او ادنى” فالبديل سيكون موجودا كما وصل عبد المهدي لكرسي رئاسة الوزراء “بالصدفة”،،، اخيرا السؤال الذي لابد منه، من يوقف اجتهادات وتشريعات الجميلي؟..