20 مايو، 2024 11:02 ص
Search
Close this search box.

احزر اسم سلاح الدمار الشامل في الحرب القادمة؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

احزر اسم سلاح الدمار الشامل الامضى في حرب الشرق الاوسط القادمة؟
الكهرباء.
تدمير الطاقة التوليدية للكهرباء في السعودية، ايران، تركيا، روسيا و الكويت ستحيل ايا من هذه الدول عراقا آخر في ظرف سويعات قليلة.
سينام الناس من موسكو الى جدة عند الساعة السابعة مساءا وقبلها، فيعم الكساد، الجهل، الجوع و الوباء.
ما ان تندلع الحرب، ستبيع الصين و المانيا و غيرها لا اقل من 200 مليون مولدة كهرباء من تلك المولدات التي تصل الى العراق جديدة لكنها خردة لرداءة صناعتها، و على المواطن استبدالها كل ستة اشهر – فينشط جانب من الاقتصاد العالمي من ركوده السحيق الذي الم به منذ عام 2008 و معه سوق بواخر الشحن التي تقف في اعالي البحار تشكو سوق هذه الايام البائرة و تكاد ان تكون عاجزة حتى عن تسديد فواتير الوقود القليل الكفيل بابقاء محركاتها تدور فلا تجرفها الريح و الامواج.

ستنشط سوق المحروقات السوداء في كافة مدن هذه الدول و على اثره ستحول مئات المليارات من الدولارات خارج تلك الدول نحو البنوك الغربية لحساب امراء المحروقات و رؤوساء عصاباتهم القذرة.

ستتوقف اية صناعة، خاصة في تركيا و السعودية، فتتحول الاثنتان من صروح حديثة واعدة في الاكتفاء الذاتي الى مستورد دائم لكل شيئ، بالضبط كما العراق.

ستفر الى خارج هذه الدول نحو الغرب لا اقل من خمسة الاف مليار دولار عدا و نقدا، اثارا، لقى، تحفا، نوادر تاريخية، و اعضاء بشرية، هي خلاصة كد و عرق و تاريخ هذه الشعوب للمئة عاما الماضية و ابعد.

سيودع عشرات ملايين الرجال و النساء الوظيفة و مكان العمل لآخر مرة في حياتهم على الاطلاق و لن يروا عملا شريفا يرتزقون منه مرة اخرى ابدا قبل ان يتوفاهم الله.

انقطاع الكهرباء يحول الانسان الى نصف عاقل او نصف مخبول حينما يتدهور نمط حياته الى نحو انماط حياة ما قبل العصر الصناعي، فلا نور و لا ثلاجات، ماء ساخن، مكيفات، مراوح و مدفئات، و لا غسيل ملابس بل سيعز شحن بطاريات النقال.

خمس او ستة شعوب نصف مخبولة، او عشرة بالمئة من سكان العالم و لك ان تتصور لكم ان احوال الناس و مقدراتها هناك ستكون رهن العصابات الدولية التي تحترف تجارة المخدرات، الادوية، المال، السلاح، الاتجار بالبشر و غيرها، بينما الشعوب المنكوبة ستقف لا حول و لا قوة.

حجب الطاقة الكهربائية عن سكان هذه الدول هو امضى سلاح دمار شامل، فالشعوب اساسا مستسلمة رافعة الراية البيضاء و لا تحتاج الى سلاح ناري يرغمها على الجثو على ركبتيها اكثر مما تجثو على ركبتيها الان و هي تحت وطأة حكامها الفاسدين.

شعوب الشرق الاوسط و روسيا ليست طرفا في صراع، فلا شعب روسيا يكترث ان ظل الأسد رئيسا او ذهب الى الجحيم، و لا شعب السعودية يتوق لقتل الابرياء في الشام، و لا الشعب العراقي يتلهف لدخول حرب اخرى تنقصه، و لا يتحرق الشعب الايراني للحصول على شدة فوق شدته مع نظامه الشمولي الذي نصبته دوائر المخابرات الغربية عليه قيما عنوة و طائرة الجمبو تطير به من باريس الى طهران على بساط الريح رغما عنه.

في الحرب القادمة، حتى الطائرات الورقية تستطيع قتل البشر، ناهيك عن طائرات الحديد، و يكفي لقتل المئات بل الالوف من الاطفال و النساء و الرجال العزل كدس من قنابل الحرب العالمية الاولى، لا اكثر، فكيف باسلحة الفتك و البطش و التي حتى لم تجرب في حرب سابقة اطلاقا؟

الحرب القادمة في الشرق الاوسط هي للابادة المجانية، حيث لن يسائلك قانون او سلطة لم قتلت انسانا، بل انك ستقتل (بضم التاء) ان لم تقتل (بفتح التاء).

ان كنت لا تفهم لم هذه الحرب البشعة اذا، فانت لست وحيدا اذ ان الغالبية تشاطرك نفس السؤال – لكن النظام العالمي الجديد صمم هذه الحرب لتكون هكذا، لا يفهمها احد إلا هو، لا يستفيد منها احد إلا هو، و لا يمكن لاحد ايقافها – إلا هو.

ان مجرد رؤية صور كلا من الجبير، كيري، المعلم، الجعفري، ظريف، لافروف، البارزاني و اردوغان الكريهة، المشبوهة، المسخ، المقززة تجعلك تحس ان الشرق الاوسط سيطرت عليه و تسير اموره عصابة من مصاصي دماء البشر.

حينما سيعود المشرق العربي، روسيا و تركيا و ايران الى العصر الصناعي و الكهرباء مرة اخرى، سيكون عصر النفط قد انقضى و ولى.

20 سنة؟

على اقل تقدير، لا سمح الله.

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب