18 ديسمبر، 2024 8:33 م

احزاب فوق القانون

احزاب فوق القانون

الحكومة والشعب ومجلس النواب والمؤسسات بانواعها …. كل هذه المصطلحات تشكل مصطلح (( الدولة )) ولكل دولة (( قانون )) و (( دستور )) ولكل دولة (( شعب )) يحكمه الدستور والقانون …
وهذان ينظمان حياة الشعب والحكومة والدولة كلها ….. ومن يتجاوز على القانون يحكم عليه بالقانون ذاته ومن يتجاوز على الدستور يحكم عليه بالقانون ذاته ايضا سواء اكان المتجاوز فردا ام مجموعة ام منظمة ام نقابة ام .. ام . ام …
فالكل في الدول المتقدمة منها والنامية والفقيرة تخضع لسلطة القانون ولا سلطة تعلو فوق سلطة القانون …… الا في العراق فالقانون لا يعني شيئا ابدا والتشريعات لا تعني شيئا ابدا والانظمة والاحكام لا تعني شيئا ابدا …..
فكم من قانون تجاوزناه وكم من تشريع تجاوزناه وكم من انظمة واحكام تجاوزناها .. بدليل ان المجرم يبرأ والبرئ يسجن والسارق يحترم والفاسد يحكم والساقط يتسيد…..
فأين القانون اذن واين الدستور الذي يحمي الحريات ؟؟؟؟؟ .. فالحريات مهانة ومقيدة تتلاعب بها الاحزاب المتنفذة ما تشاء بغير حساب .
اناس وشخصيات تختطف من اماكن عملها ومن غرف نومها … واعراض تنتهك وحريات تصادر واموال تسرق ومناصب تباع في المزاد العلني وقوانين يتجاوز عليها وتصبح لا قوانين ..وحينما يتجاوز على القانون من اهل القانون واهل الحكومة واهل البرلمان تصبح الدولة حينها دولة اللاقانون واللادستور .
لذلك اصدقائي من يحكم العراق هم الاحزاب المتنفذة وخاصة الدينية منها التي من المفترض الا يكون فيها للدين احزاب بل رجال وجمعيات هدفها وواجبها تنظيم الناس اخلاقيا ودينيا بلا ضغط او اكراه (( لكم دينكم ولي ديني )) ..
لكن ما يحصل في بلادي ان بعض رجال الدين تركوا اماكنهم التي هي المساجد والجوامع والكنائس وجاؤوا يحملون (( بدلاتهم السموكن )) ليدخلوا قبة البرلمان او قصر الحكومة ويزجوا بانفسهم في عالم ليس بعالمهم واقصد (( عالم السياسة )) وصاروا منافسين لرجال السياسة والدولة … وتناسوا امر الناس وتوجيههم ونصحهم وارشادهم الى ما فيه صلاح المجتمع … . ودسوا انوفهم في عمل لا يتلاءم ابدا والزي الرسمي لرجال الدين(( جبة وعمامة )) ..
فضاعت الحكومة وضاعت الدولة وضاع الدين وضاعت السياسة وصار المجتمع عبارة عن فوضى سياسية دينية برلمانية شعبية حكومية …
وحصل الصراع الشخصي والحزبي والكتلي (( ان صح التعبير )) من اجل المال والمناصب والمكاسب وتركوا الشعب يضرب اخماسا بأسداس وهو يتلوى جوعا والما وحسرة وندما .. لان الشعب بات متاكدا ان كل ما يحصل له كان من جراء ما اقترفه من اخطاء بحق نفسه وحق بلده .. ولسان حاله يقول (( على نفسها جنت براقش )) ..
فهل سيرعوي الشعب ويصحو من غيبوبته في الانتخابات المقبلة ؟؟؟؟