18 ديسمبر، 2024 9:37 م

احزاب السلطة وانسحاباتٌ امريكية عسكرية ودبلوماسية .!

احزاب السلطة وانسحاباتٌ امريكية عسكرية ودبلوماسية .!

A \ يبدو أنّ مقولة او المثل القائل ” عادت حليمة الى عادتها القديمة ” , له حضور واستخدامٌ متجدد لا سيما ممارسته من قبل احزاب الأسلام السياسي في العراق < وقد نتطرّق لاحقا وبأيجاز عن قصة الست حليمة , رغم عدم رغبتي بالأستشهاد بالأمثال إلاّ حينما تقتضي مقتضياتٌ ما > ..

بلغ الحدّ ” وكأنه اُقيم الحدّ ” ببعض اعضاء ائتلاف دولة القانون بِ ” تعيير ” رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بأنه السبب وراء إبقاء القوات الأمريكية في العراق .! , بينما كان رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي – رئيس الوزراء السابق هو الذي أخرجهم من العراق ! وكأنه اخرجهم قسراً وكراهيةً ورغم أنوف المارينز وسلاح الجو الأمريكي ! , وبرغم تهجّم هؤلاء على عبد المهدي بهذه الطريقة , وجميعهم من ذات ” العجينة ” مع الإعتذار عن التعبير , حيث رئيس الوزراء الحالي كان قيادياً بارزاً في او فيما يسمى ” المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق ” والذي كان مقرّه في طهران إبّان سنوات الحرب العراقية – الأيرانية , بينما كان حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي من ضمن التنظيمات الثلاث في ذلك المجلس . ودونما إطالة ولا استطالة في التنقيب في غبار التأريخ الحديث , فمن غير المفهوم وغير المهضوم إعادة اسطوانة إخراج القوات الأمريكية من قبل المالكي , والتي تعني وكأنه لولاه لبقي الجيش الأمريكي الى الآن في شوارع بغداد والمحافظات .!

لا ريب أنه مثار تندّرٍ وقهقهةٍ كيف يعاودون هؤلاء الإستخفاف بأذهان الشعب العراقي , فلا نأتِ بجديدٍ هنا بالقول أنّ الرئيس الأمريكي السابق ” باراك اوباما ” كان قد وعد الشعب الأمريكي في حملته الأنتخابية الأولى بأنه سوف يسحب القوات الأمريكية من العراق في حالة فوزه بالرئاسة , وكان ذلك الوعد بمثابة ” دغدغةٍ ” موضوعية لعواطف الجمهور الأمريكي لعودة مواطنيهم الى بلدهم , فهل لو ارادوا او اضطرّوا الأمريكان للبقاء في العراق بعد عام 2011 , فهل بمقدور ايّ من ساسة السلطة منعهم من ذلك ! واليس بوسعهم قلب او تحويل المنطقة الخضراء الى حمراءٍ حارقة وبكلّ الساسة التي يقطنوها او التي جرى اسكانهم فيها .!

B \ من المؤكد او المحتم أن لاحظ المتابعون من الجمهور نموّ وتكاثر تأويلات الحديث عن < سحب معظم موظفي السفارة الأمريكية في بغداد > , حيث بادروا وتطوّعوا اصحاب ذلك الحديث بتحليل وتفكيك جزئياته من دونِ اجهزة ومعدات التحليل .! , حيث ارتآى بعضهم أنّ مؤدّى ذلك يعود الى إهمال وتجاهل العراق في اولويات السياسة الأمريكية , بينما رأى البعض الآخر من هؤلاء أن السبب الكامن وراء ذلك القرار الأمريكي هو لأسبابٍ مالية تكلّف الخزينة الأمريكية لنفقات هؤلاء الدبلوماسيين والى ما يجرّه ذلك , وبعيداً عن هذه السفسطة وما وردَ فيها ” وقد يغدو بعضها القليل صحيحاً من الزاوية الإفتراضية ” , لكنما لاحظنا عدم تفكّر وتطرّق اولئك وهؤلاء الى الإحتمال الأضخم والأعظم لتفرّغ السفارة للأستعداد المبكّر والأستباقي لأداء مهام مخابراتية وعسكرية لأحداثٍ حديثةٍ قد تحدث في المنطقة , ودون ان يمنع ذلك قيام الخارجية الأمريكية بأهدافٍ مزدوجة تكون احداها الحرص وسلامة اكبر عددٍ من موظفيها وعوائلهم في اجواءٍ سياسيةٍ ساخنة ..

في ظلِّ وضوءِ هكذا اوضاع , فلعلّه ينبغي عدم الإفراط في التحدث في الإعلام , إلاّ بالقيام بوزن كلّ كلمة ومفردة , وتقليبها من اكثر من جهة!