22 ديسمبر، 2024 7:21 م

احزاب السلطة لم تعي الدرس بعد

احزاب السلطة لم تعي الدرس بعد

المشاريع والقوانين المعطلة وهموم الشباب العاطل والاقتصاد المنهك وتدني التعليم كلها بواد واحزاب السلطة بواد اخر فهي مشغولة بمن سيكون وزير للداخلية رغم ان جرس الانذار مازال يدق وبشدة في البصرة ، كما ان احزاب السلطة لاتكلف نفسها بل لاتزعج نفسها بالبحث والتقصي والتحليل لمايجري من حولها وكأن العراق يعيش بمعزل عن العالم .
هنالك معلومات مفادها : انه جرى التنسيق قبل عدة اشهر مابين روسيا واسرائيل من خلال زيارات مكوكية بين البلدين تهدف لأقناع امريكا بالانسحاب من سوريا مقابل رفع يد ايران عن سوريا وبضمان روسي ويبدو ان هذا ماسيحدث وكذلك ضمان عدم تدخلها بما يحدث باليمن ونلاحظ هنالك حلحة واضحة بقضية الصراع الخليجي _ اليمني ، قد تكون ايران وافقت مقابل رفع او تجميد الحصار وخلق اجواء جديدة من اجل العودة للاتفاق النووي وبرعاية روسية ، في هذا الانسحاب مكاسب مهمة وهي : سوريا ماضية نحو الاستقرار وبدعم روسي ، ايران تطمح من وراء هذا انتعاش اقتصادها ، السعودية وبعض دول الخليج سوف تتنفس الصعداء بعد ان تحل مسألة الصراع باليمن الذي استننزفها ماديا ، روسيا تطمح ان تصل لصيغة تفاهم مع امريكا مستغلة شريكها الاسرائيلي لاقناع ترامب برفع او تخفيف العقوبات عنها ، حتى امريكا تريد ان تستقر ولكن بضمانات ،فأنها مستعدة لسحب قواتها من افغانستان بضمان سعودي تتعهد فيه طالبان بعدم السماح بعودة القاعدة للعمل في افغانستان ، اما اسرائيل فأنها بعد ان اطمئنت ان الجيوش العربية منهكة وغير قادرة حتى على حماية امنها الداخلي فأنها تريد مد جسور التفاهم مع ايران وهذه هي افضل الفرص للطرفين ، جميع هذه الدول تسعى جاهدة لتحقيق شيء من الامان والاستقرارالاقتصادي لشعوبها الا العراق المنشغل بالصراع على السلطة .

انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من سوريا لايعني بالضرورة انسحابها من العراق ، العراق مختلف تماما عن سوريا ، من المرجح ان تعاد تجربة الكوريتين (الشمالية والجنوبية) في سوريا والعراق بحيث ان ان تكون روسيا الراعي الرسمي لسوريا وامريكا الراعي الرسمي للعراق ، لذلك نتوقع عودة امريكا للعراق هذه المرة بثقل اكبر من السابق والامر لايقتصر على تواجد قواعد عسكرية بل ستشرف اشراف مباشر على العملية السياسية لتضمن عدم تدخل ايراني بالعراق مثل السابق وتدخلها هذا قد يغير الكثير من قواعد اللعبة السياسية بالعراق ، كل المؤشرات تؤكد سعي ايران للاحتفاظ بالمكاسب المهمة وهما الاتفاق النووي واستقرارالبلد اقتصاديا وهي من اولويات السياسية الايرانية بالوقت الحاضر .