23 ديسمبر، 2024 11:23 ص

احزابٌ لاتربطها بالإسلام الّا إسمه !

احزابٌ لاتربطها بالإسلام الّا إسمه !

لا اتردَّدُ في القول أبدا إنَّ الأحزاب الإسلامیة العراقیة، و الشیعیة منها علی وجه الخصوص، قد فقدت ثقة معظم جماهیرها. هذه حقیقة بات يدركها أي مواطن عراقي متحرَّر من المصالح المادِّیة و الدنیوية، وأعلم جيدا ان هذه الحقيقة قد أصبحت بالنسبة لکل مَن يتمتع بالحد المطلوب من البصر والبصيرة، واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، و ستتَّضح عاجلا أم اجلا حتى لِمَن یحاول بشق الأنفس، صمَّ اذنیه و اغماض عینیه، وتبرير سلوكيات ساستنا الجدد !.
السنوات الأخیرة، کانت میدانا حقیقیا و عملیا، لاختبار حُکم الإسلامیین في عدة دول عربیة ومنها العراق، لکنهم فشلوا بمعظمهم، بل کان سقوط بعضهم مدويا وتراجيديا. انه واقعٌ ایضا و حقیقة، و ما يشهده العراق الیوم، من مآسٍ وكوارث هو نتاج طبيعي لإداء طبقته السياسية الحاکمة. نتاجٌ قَلَّما شهد تاریخ العراق له مثيلا !.
في ظل حُکم هذه الطبقة، صارت الرشوة والسرقة ثقافة، بل جزءاً رئیسا من المراحل الإداریة في کل مؤسسات البلاد دون استثناء !.و اصبح الکذب و الدجل و النفاق و التزویر و التسقیط منهجا، و التجاوز و التکابر و التحقیر اسلوباً دارجا !.
تضاعفت محال بیع الخمور و الملاهي اللیلیة و البارات في العاصمة العراقية. و بیوتُ الدعارةٍ، باتت جیفتها تُزکم الأنوف في ارجاء بغداد !.
احزابنا الإسلامیة -اکثرها- اثبتت بتعاطيها وسلوكها اليومي مع الحكم والمحكوم أنها لاتحمل من الاسلام إلّا اسمه، و إلّا، بربِّكم ماهو الاسلاميّ في اداءها ؟!. وهل كان وضع الشعب العراقي اسوأ مما هو عليه الان فيما لو حکمته احزاب علمانیة ؟.و مادخل مؤامرات الاستکبار و حلفاءه في الإنقضاض علی الإسلام السیاسي و استهداف رموزه، بمانحن علیه كما يُزعم البعض ؟. ما دخلها، إن کانت عقول هذه الرموز مريضة، ونفوسهم وضيعة ؟.الیس الذنب ذنبنا اولاً و اخیرا ؟.
لا الوم الشعب العراقي المسکین -المغلوب علی امره- و لا اُحمِّلهُ جلّ مسؤولیة واقع البلاد المزري، ففي ذلك ظلمٌ کبیر، خاصة إن اخذنا بنظر الإعتبار ماتعرَّض له مِن غسیلٍ دماغي علی مدی عقود من حكم البعث المقبور. هُوَ انتخب هؤلاء و جدَّد ثقته بهم لا لسواد عيونهم، انما لکونهم رفعوا رایة الإسلام وأقنعوا العراقيين أنهم مجاهدون شركاء لهم في المظلومية، و انهم ماجاءوا طلبا للحكم والسلطة، إنما لتطبیق شرع الله وإقامة نظام يعيد لهم إنسانيتهم وكرامتهم المصادرة. 
بید انَّ المفاجئة، التي غیَّرت من عقیدة الکثیرین للأسف، نحو الضدِّیة من الإسلام نفسه، هي ان المتلبِّسین بملابس الدین، تصدَّروا لائحة الفاسدین و المفسدین، بل ضربوا ارقاما قیاسیة في الإنزلاق نحو بریق السلطة و الانسیاق الی کل انواع المحرَّمات، ذلك تحت یافطة “الضرورات تبیح المحظورات”. هکذا سیطروا علی عقول شریحة واسعة من البسطاء و النخبة معاً، و اکتسحوها.