بغضّ النظر عن أنّ كلّ تلك الأحزاب هي من احزاب الأسلام السياسي , وبغضّ النظر ايضاً عن أنها احزاب تنتمي لعضويةِ مذهبٍ واحد , ومع النظر انهم جميعاً من جماعة ” آل البيت ” رضوان الله عليهم , ومع انهم كلّهم يستخدمون في كتاباتهم ونشرياتهم ومراسلاتهم عبارة < بسمه تعالى > بدلاً من > بسم الله الرحمن الرحيم > وهي حالة منقولة او مستنسخة من الجارة ايران.
فقد فوجئ بعضٌ من الراي العام ولم يتفاجأ البعض الآخر او النصف الآخر منه بحدّة وشدّة اعتراضات بعض هذه الأحزاب على تحالف بعضها مع بعضها الآخر .! في تدشين موسم الأنتخابات المقبلة , حتى وصل الأمر بأستخدام السيد مقتدى الصدر لعباراتٍ ومفرداتٍ شديدة اللهجة ضدّ بعض التنظيمات اللائي انضمّت لتحالف رئيس الوزراء .!
الغريب واللاغريب ايضاً في مجمل ذلك , أنّ هذه التوليفة الأسلامية – السياسية من هذه الأحزاب الدينية , انها جميعاً كانت مشتركة في تقاسم كعكة السلطة منذ اوّل حكومةٍ تشكلت بعد الأحتلال , عبر وزرائها وممثليها والحصص المقررة لها , وطوال هذهنَّ السنين الطوال , فلم تعترض هذه الأحزاب عملياً على فساد بعضها الآخر او طائفيتها او عدم كفائتها في المشاركة بأدارة الدولة بكلّ مفاصلها الأمنية والسياسية .!
والأغربُ من الغرابة , فأنّ هذه الأحزاب الدينية قاطبةً لا تمتلك ايديولوجية محددة ولا ستراتيجية ” خطة بعيدة المدى ” ولا حتى تكتيك آني ” خطة قصيرة المدى ” لتسيير دفّة حكم العراق وبناء هيكلية جديدة للنظام الجديد بعد سنة 2003 ولا حتى بعد عام 2011 بعد انسحاب القوات الأمريكية .! وكان كلّ ما يمتلكوه هو الأجتهادات الفردية المتخبّطة اللواتي تسببت بضرباتٍ موجعة ومؤلمة للأقتصاد العراقي وتمزيق النسيج الأجتماعي للبلد , ووضع البلد يتهاوى من سيئٍ الى اسوأ وهو مكبّل بالديون , وكأنّ رأسماله يعتمد على القروض .!
المشهد السياسي الحالي لأحزاب السلطة في انهماكها في التحالفات الأنتخابية قد تفوّق بكفاءةٍ ! على كلّ الأزمات القائمة , فكأنه لا توجد ازمة مياه مع تركيا ولا معارك ومخدرات في البصرة وسواها , والمشكلة – المعضلة مع الأقليم لم يستطع العبادي لأيصالها الى مرحلة الحسم , وما برحت دوائر الدولة ذات العلاقة بشؤون المواطنين < وزارة الصحة انموذجاً > تعاني من التخصيصات المالية والتيه الأداري , ومآسي البلاد تكرر وتنتج نفسها بل وبلغت مرحلة التكاثر والتفريخ .!
من المفارقات في هذه الحفلة الأنتخابية ” التي لها مخرجون ومنتجون واكثر من سيناريست اقليمي ودولي ” , أنّ بعض زعماء الأحزاب الدينية يدركون بالكامل عدم اهليتهم لتبوّأ منصب رئاسة الوزراء , ولذلك فأنهم يرشحون من هم من دونهم او من ادنى منهم في احزابهم الأسلامية او الأسلاموية .!
الخلاصة المستخلصة من هذا المقال لهذه الحال , فسواءً تأجلّ موعد الأنتخابات او لم يتأجل , ومهما افرزت الأنتخابات , فلا فرق عما مضى وانقضى إلاّ بممكناتٍ بأرتفاعِ درجةِ ونسبةِ اللظى!