18 نوفمبر، 2024 1:22 ص
Search
Close this search box.

احذر من تلطيخ سمعة التشيع والشيعة عالميا…

احذر من تلطيخ سمعة التشيع والشيعة عالميا…

* اخوية غامضة، تحب الدم، تعادي السامية، تتامر على الغرب المسيحي الديموقراطي، تقمع الشعوب، ترتبط بايران، روحها مليشياوية

شكلت الفتوحات وهي غارات عسكرية لاحتلال الدول ونهب الشعوب صورة الاسلام في اذهان الناس لمايقرب من 500 سنة بعدها شكل الاتراك صورة الاسلام في ذهن الاوروبيين لاكثر من 700 سنة وجاءت عدة مناسبات لتشكيل صورة الاسلام عالميا اخرها احداث الحادي عشر من سبتمبر وفي مجمل الاحوال كان ينظر للمسلمين كوحدة دينية وقليلا ماكان مذهب الدولة يظهر مع سمعتها السياسية وهكذا بقي التمايز المذهبي لونا داخليا.
مع ظهور الطباعة وثورة الاتصالات قويت المذاهب الدينية واستقلت بنفسها واصبح الاسلام من ثلاث نسخ او اكثر.
في بداية القرن الماضي اخذت صورة الشيعة تجد طريقها الى العالمية، ثورة التنباك وثورة العشرين ولم يرحل القرن العشرين حتى كان الشيعة يتصدرون المشهد العالمي بحدثين هما الثورة الايرانية وتاسيس حزب الله، الى هنا والاسم هو الذي يطرق الاسماع دون صورة نمطية.
الوعي العالمي اخذ علما بالشيعة في احداث عام 2003 بالعراق واحداث البحرين واحداث اليمن ثم اكتمل الخبر في احداث سورية.
الحياة الشيعية مكعب زجاجي شفاف، الاضرحة مفتوحة لكل الناس من كل الاديان والقوميات،المساجد يستطيع كل انسان دخولها والجلوس او الصلاة فيها، الاذان يرفع من الماذن،علماء الشيعة بامكان اي بشر ذكر كان او انثى صغيرا كان او كبيرا الوصول اليهم ومقابلتهم شخصيا، بيوت علماء الشيعة ترحب باي زائر يطرق ابوابها وتسمح له بالدخول وسيجدها جدرانا قديمة من طابوق وجص وحصران وفخار واباريق وكتب وارضيات متربة وهي في ازقة شعبية واحياء قديمة ، مدارس الشيعة ومكتباتهم اظهر ماتكون والوصول اليها ايسر مايكون، حسينيات الشيعة ادعيتهم مناسباتهم احتفالاتهم مقابرهم كلها ظاهرة فوق الارض مكشوفة شفافة مع ذلك فان الصورة النمطية للشيعة رسمت باذهان بعض المسلمين بانهم فرقة سرية تسمى عباداتهم بالطقوس وقرانهم الذي هو القران الذي بايدي كل الناس اسمه مصحف فاطمة وانهم يقيمون احتفالات لسب صحابة النبي محمد وانهم يعيشون مشاعية جنسية باسم المتعة وانهم اخطر من اليهود والنصارى وانهم عملاء لايران وان لديهم عقائدا  سرية يخفونها وفقا لمبدء التقية وانهم بالجملة لايمكن الثقة بهم.
ان التنميط من الخطورة بحيث يلغي العقل فمجموعة بشرية يقترب عددها من ربع مليار نسمة كيف تكون سرية ؟ اننا هنا لانرد بقدر مانرصدومانرصده تحديدا هو حرق صورة الشيعة عالميا بفعل فاعل ومساعدة الضحية.
ماحصل مع الثورة الايرانية يحصل تماما مع المذهب الشيعي كاملا ، تنميط وتدمير عام للسمعة.
في عنوان ( هرعبرون…حرب على الشيعة في الاعلام العربي…كتابات الشطري طالب) وضعنا قائمة باسماء غرفة الحركات التي تدير طاحونة الحرب الاعلامية ضد الشيعة وكما حذرت عربيا احذر عالميا وكما قلت قبلا ان الشيعة لديهم علماء وخطباء ولكن ليس لديهم مفكرين او كتاب اجدد هذا القول واضيف بان مالدى الشيعة من كتاب على قلتهم اما هربوا او تعبوا او احبطوا او ارعبوا او ياسوا واخرون عدلوا بوصلتهم بما يناسب عيشهم ومن يرجوا العيش طويلا لايقول الحقيقة كثيرا.
في هذه الثواني تتشكل صورة التشيع والشيعة عالميا وحيث نعتقد خاطئين بان العالم قد عرفنا فان الحقيقة هي ان العالم بصدد دراستنا والتعرف علينا وتكوين الاحكام عنا ولاندري ماهية الصورة النمطية التي سنوضع بها ونقولب داخلها ونعلب بواسطتها والذي اعتقده وارجحه واحذر منه ان يتم جعل التشيع والشيعة قيمة معيارية ثابتة بالسالب نتيجة جملة من المعطيات هي مدار هذه السطور.
كنا خارج التاريخ العالمي ودخلناه حديثا، كانت صورتنا في الاستشراق رومانسية ترمز الى الحرية الفكرية والتمايز عن الاخرين والموادعة والبعد عن العنف والفصل بين الدين والسياسة واخذ الفاصلة عن الدولة وانظمة الحكم التي تقمع مواطنيها وبالتالي امتلكنا صورة الضحية.
من الذي يملك القدرة على تكثيف صورة الشيعة عالميا؟
الذي احذر منه ان هناك محاولات لتلطيخ سمعة التشيع والشيعة بجهد منظم والمشكلة ان الشيعة لايهتمون بصورتهم في الميديا التي تشكل الراي العام.
مع الاقتراب من لحظة الصدام مع الغرب اخشى ان يتم تنميط صورة الشيعة فيتم تقديم عقائدنا وفقهنا وفلكلورنا وعاداتنا وافراحنا واحزاننا على انها جزء من نظام اخوية دينية غامضة تحب الدم وتعادي السامية وتتامر على الغرب وترتبط بايران وروحها مليشياوية.
اننا نقدم الى شعوب الارض اليوم على اننا وقفنا ضد تطلعات الشعب السوري في الخلاص من حاكمة الدموي وقد يكون للشيعة رايهم بما يجري في سورية وهو راي قد يكون صحيحا عسكريا لكنه خطا فادحا اخلاقيا وسياسيا، ان الرئيس السوري بشار الاسد يمتلك الان صورة احلك من صورة صدام حسين، هكذا يقدم الاسد في الميديا العالمية انه قاتل اطفال، لقد فشلنا في اخذ فاصلتنا عن بشار الاسد وفي مقاطع كثيرة صار يحسب علينا ونحسب عليه، قدمنا صورة اخرى بطريقة غير موفقة في التعامل مع منظمة خلق، كان يمكن لنا التخلص من هذه المنظمة باقل قدر من الخسائر الاخلاقية اننا هنا الشرير الذي يظلم اللاجئين الى بلاده في المقابل نطالب العالم بان لايعيد اللاجئين الشيعة الى بلدانهم قسرا، اننا نتصرف كما لو ان العالم في حالة القرود الثلاثة لايرىلايسمعلايتكلم.
عندما وصل الاخوان المسلمين الى السلطة في مصر اندفعنا نؤيدهم معتبرين ذلك صحوة اسلامية لكننا في العراق مثلا ندفع ثمن الجماعات الدينية المتطرفة التي ولدت من ظهر الاخوان المسلمين ولحاهم.
وصل الشيعة الى الحكم في ايران والعراق ولبنان واخشى ان يكون الحكم ثمنا لخسارتنا لمذهبنا ولصورتنا العالمية وكانت صرختي القديمة ان ( السياسة قد تدمر المذهب).
اننا نتقدم بطلبات الى الامم المتحدة لحماية الشيعة في وقت تقوم المنظمات العالمية بتقديم تقارير تصورنا على اننا نضطهد الاخرين وحيث لانملك الصبر والموضوعية الكافية للرد على ذلك دخلنا في صراع مع المنظمات الدولية ومنها منظمات حقوق الانسان.
اننا في البحرين نصور على اننا القوة التي تريد الغاء سباق فورمولا واحد وفي العراق نصور القوة التي تسجن مواطنيها السنة وتظهرهم بالبدلات البرتقالية على شاشات التلفاز وتطارد سياسييهم وتلقي عليهم باحكام الاعدام جزافا اما في لبنان فاعلنا تدخلنا عسكريا بالنزاع الدائر هناك.
سيل جارف من الاخبار يصور الشيعة على انهم ميليشيا عابرة للحدود تقاتل الى جانب الانظمة المستبدة ، السياسيون الشيعة يبتلعون طعم وكالات الانباء وباقي الميديا وهم يتحدثون كشيعة في قضايا ملتبسة سياسيا بل ان احدهم يقول لوكالة رويترز ان الشيعة يعبرون الى سورية للقتال.
اننا نتحدث على الدوام عن القاء اليهود في البحر وعن ازالة اسرائيل وعن الموت لاميركا.
في الوقت الذي تقدمنا الميديا العربية السرية  للمسلمين على اننا اشد خطرا من اليهود والنصارى تقوم هذه الميديا ذاتها بتقديمنا الى اليهود والنصارى على اننا اشد خطرا عليهم من القاعدة.
لاحظوا ايها السادة تراجع الاهتمام باخبار القاعدة في الاعلام العالمي وتبريز التحدي الشيعي ومااخشاه ان يتم اتخاذنا تحديا من قبل الحضارة الغربية التي تحتاج الى صناعة تحدي على الدوام لتديم نفسها.
اننا في الدول الغربية نتصرف على سجيتنا دون ان نحسب حسابا ليوم يتم فيه قلب الحقائق بشاننا.
ان اكتساب التعاطف العالمي عملية تراكمية طويلة الامد اما خسارة التعاطف فتحدث بسرعة ودفعة واحدة.
اخشى ان يتم تعريفنا يوما ما مثل ( الاخوان المسلمين) فنصبح (الاخوان الشيعة) ويتم الحكم علينا بسبب مذهبنا لابسبب مواقفنا السياسية، احكام مسبقة وجاهزة ومعلبة وليست ضمن حركة الاحداث.
لايلتفت الشيعة الى ان قياداتهم السياسية من ايران الى العراق الى لبنان توحدها العمامة اننا نبدو كمن يحرك حرب (هلالية) ضد الغرب على طريقة الحروب الصليبية.
في تصريحاتهم لايهتم الزعماء الشيعة بالمعايير العالمية.
ماذا لو تم التعامل مع الشيعة كجماعة واحدة موحدة؟ والنظر اليهم على انهم تنظيم سياسي ؟
اننا نقدم على اعمال تبدو بطولات فردية ، نطارد السعوديين الذين ياتون للغرب ونتظاهر من اجل مقتل شيعي في مصر ونرفع دعاوى امام المحاكم ضد متطرفين وقد يكون هذا حق مكفول ومسموح به الا اننا على الجانب الاخر نشكل تهديدا لمصالح الغرب ونقف بالضد من تحالفاته فالى اي مدى يمكن تفهمنا؟
ان الصاق تهمة الدم باليهود ادت الى معاناة فظيعة عاشوها داخل المجتمعات المسيحية وانعدام الحسابات عند الفلسطينيين افقدتهم التعاطف العالمي وهاهم الاخوان المسلمين يخسرون سمعتهم وينمطون كقتلة من الطراز الاول.
يتذكر المختصون كيف تم تشكيل صورة العرب في الذهنية العالمية بعد فورة النفط اننا اليوم نقدم بنفس الصورة، صور متفرقة لاشخاص ينزلون بالمطارات العالمية وهم يحملون الحقائب المليئة بالدولارات ، هناك من يعتقد اننا مدللون ونلقى معاملة تفضيلية وصورتنا غاية في الرومانسية، صور صغيرة تجمع مع بعضها ويوما ما سنكون امام صورة واحدة موحدة لن نجد منها فكاكا مهما فعلنا.
انني ادعو الى مؤتمر شيعي عالمي ورقته الوحيدة هو كيفية حماية صورة المذهب الشيعي وصورة الشيعة في العالم ووقف الانشطة المدمرة التي يقوم بها اشخاص لايعرفون حسابات المستقبل.
ادعو باخلاص الى غلق كافة القنوات الشيعية الدينية المصممة للرد على الاخرين كما ادعو باخلاص الى ابقاء التشيع مذهب تعبدي قدم اسهامات مشهودة للفكر البشري والحفاظ عليه من الدمار الذي يمكن ان تسببه السياسة.
الذي احدده بدقة هو المحاولات الرامية لعسكرة المذهب، هذا هو مصدر الخطر.

أحدث المقالات