قرر أحد الثعابين يوما أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس وترويعهم فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل فقال له الراهب :
أنتحي من الأرض مكانا معزولا واكتفي من الطعام النزر اليسير .
ففعل الثعبان ما أُمر به لكن قض مضجعة أن بعض الصبية كانو يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة ،وعندما يجدون منه عدم مقاومة كانو يزيدون في إيذائه فذهب إلى الراهب يشكو إليه حاله فقال له الراهب :
انفث في الهواء نفثه كل أسبوع ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ..
فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية و عاش بعدها مستريحا .
القصد من وراء هذه الحكاية :ـــــــ
كثير من المسؤولين غرهم الحلم الشعب وغرتهم طيبته لذلك كلما زاد الشعب في حلمه زاد المسؤول في تجاهله وفي فساده
وقد يخيل إليه خيالة المريض أن عدم رد على الفساد والاستهتار هو ضعف واستكانة وقلة حيلة وهنا يأتي دور الثعبان ونفثته التي تخبر من غره حلم الحليم أن يد الشعب التي لم تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف ، واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .
وهاهو الحليم اليوم قد بدا ينفث ويعبر عن غضبه فبعد تظاهرات البصرة وتبعتها الناصرية والعمارة واليوم وصلت للعاصمة بغداد لتقول كفى
هذه التظاهرات ليست مسيسة كما يصورها البعض ولكن هي رد وصرخة بوجه الفساد والمفسدين بعدما دمروا كل شيء جميل في هذا البلد
وهنا أقول للدكتور حيدر العبادي :ـ
هذه فرصتك الكبيرة من اجل إثبات انك رجل دولة ورجل سياسية وذلك من خلال كسب الشعب وشد الحزم بهم وجعلهم يدك التي تحارب وتضرب بها كل الفاسدين وتقوم بكشفهم هم ومن يسندهم ويدعمهم من الكتل والأحزاب للشعب واتخاذ قرارات قويه وصارمة بحقهم وطردهم من حكومتك
اثبت ذلك بالفعل وستجد كل الشعب معك ويدك ولسانك
والله الموفق
والحمد لله رب العالمين