23 ديسمبر، 2024 5:51 ص

احذرو خطر تظاهرات الجنوب قبل ساحة التحرير‎

احذرو خطر تظاهرات الجنوب قبل ساحة التحرير‎

الاصلاحات التي شرعت بها الحكومة لتدارك الاوضاع السيئة في البلد وامتصاص غضب الجماهير بعد ان تصاعدة وتيرة الاحتجاجات في اغلب المحافظات،  الى الان لم ترق الى مستوى ارضاء الجماهير الغاضبة كونها اصلاحات سطحية وغير مجدية لم تجد حلا ملموسا ومتكاملا للازمات التي خرجت الجموع  من اجلها فالفساد الذي انتشر في جميع مؤسسات الدولة والذي تسبب في غضب الشارع على الطبقة السياسية وصراعاتها الحزبية والطائفية التي ذهبت في البلاد الى هاويه على طوال 12 سنة مرت ، كما انها قد تنذر بخطر افلاس البلاد بعد  تدهور اسعار النفط  وعدم وجود احتياطي في الخزينة . او تخطيط لايجاد حلول بديلة ، لم تعد تللك الجماهير تقبل باصلاحات ترقيعية اعتاد الساسة ان يقدموها للتغلب على كل ازمة ،بل ان المتظاهرين صرخو ونادو في ساحات التظاهر باصلاحات واقعية وحقيقية تؤسس دولة على طول السنين القادمة وتتجاوز التخندقات الحزبية والطائفية التي  تسببت بمشاركة الحزبيين في الدولة وهجرة الكفاءات خارجها .

ولكن  ان كان الساسة يعو جيدا ولديهم مستشارين ذو عقل وحكمة فهناك خطر التظاهرات وبالاخص تظاهرات المحافظات قبل ساحة التحرير . فهي  تشكل خطرا حقيقيا وواقعيا على البلاد سيمتد الى بغداد ايضا.

 فتظاهرات الجنوب غاضبة غير مبتسمة افرادها جائعين غير متنعمين اغلبهم ذوي شهداء الحشد والجيش ،كما انهم من محافظات تنتج النفط الذي يعتاش البلاد عليه وهم يعانون من الازمات التي تواجه حياتهم اليومية من كهرباء تضيء ليلهم او وظيفة تسد رمقهم او طريق صالح ووو.. وهي ليس مطالب وانما حقوق.

اهل الجنوب كانو ينتضرون سقوط صدام لبناء دولة طالما ناضلو من اجلها وحين حانت الفرصة وانتخبوا من يمثلهم ومن تضرر كثيرا وغادر البلد بسبب صدام ..نسي ان هناك اناس كانو يدفعو ثمن البقاء في العراق طوال 30 عام ولم يعمل هولاء الساسة الذين انتخبوهم الى بناء دولة توفر مصدر عيش امن ومستقر لأهلهم بل تناسوا واخذو يتسابقو لخدمة احزابهم وجيوبهم للبقاء في السلطة والتبجح في الخطابات والوعود قبل كل دورة انتخابية دون أي وسيلة حل .

في الجنوب التظاهرات اخذت تتحول الى اعتصامات امام مجالس المحافظات والاقضية ثم  اخذو باقتحام الكثير من المقار الحكومية كما حصل في كربلاء والبصرة .ومن الممكن ان تتطور في الايام القادمة الى اشتباكات عنيفة مع القوات الامنية كما حصل في بابل والبصرة كنموذج اولي لغضب الشارع ،

واذا حصل قتل وماغيرة فستكون الاوضاع اسؤء بكثير وعندها لم تستطيع الحكومة تدارك الامر ، فالفرد.الذي يصرخ دون ان يجد حلا او تجاوب من قبل المسؤول فسوف  يلجئ الى وسائل اخرى اشد عنفا ..وهذا مالانتمناه  ان يحدث كوننا نادينا بسلميتها من اجل اصلاح بلد ولكن كما في القول (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، ألا يخرج على الناس شاهرًا سيفه)

، التظاهرات  اذا لم تحتوى من قبل الحكومة ستحدث شرخا كبير وقد حذرت المرجعية من خطر التقسيم اذا تسوفت المطالب ،وبالتالي فبدل ان تعالج الحكومة اليوم مشكلة ستكون امام عدة مشاكل في المستقبل.

ابناء الجنوب يقاتلون في جبهات القتال ضد داعش وهم بذلك يشكلون درع البلاد واذا تركو الجبهات وعاد والى منازلهم ستنهار الجبهة العسكرية وهذا سيجعل العراق في مهب الريح .

لذلك على الدولة ان تسرع في  بذل كل ماتستطيع من اجل تحقيق مطالب المتظاهرين ، فهم درع الدولة الامنية وثروتها الاقتصادية ولا خطر اكثر من هذا

اكدت على المحافظات كونها اكثر غضبا وكما قد حصل  ، اما التظاهر في ساحة التحرير فهي ذات اثر فعال وتعاني من نفس المشاكل ولكن تتسم بهدوء وانسيابية ،كما ان الدولة وخوفا على نفسها طوقت التظاهرات بثلاث اطواق امنية من الفرق العسكرية المدججة بالسلاح.