6 أبريل، 2024 11:36 م
Search
Close this search box.

احذروا من فتنة الأكراد !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ينقل لنا المرجع الديني الكبير، آية الله العظمى، السيد محمد سعيد الحكيم “دام ظله”، حادثة يضرب بها مثلاً في العمق وبعد النظر، من أجل المبدئية وخدمة الاسلام، يقول:
( حدثنا الحجة آية الله الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي”قده” فقد ذكر، أنه لما بدا من المرحوم الشيخ ميرزا محمد تقي الشيرازي”قده” التهيؤ للثورة ضد الأستعمار البريطاني في العراق المعروفة بثورة العشرين، سافر عمه الشيخ بن المرحوم الشيخ راضي، من النجف الأشرف إلى كربلاء، فاجتمع بالشيخ وقال له: كيف تعتمد على الناس في الجهاد وإعلان الثورة ضد الإنكليز؟! أما رأيت الخيانات، والتخاذل، والعجز عن مقاومة الإنكليز في الجهاد ؟! أو ما أشبه ذلك.
فقال”طاب ثراه” ما محصله: لا يخفى علي ذلك، ولكني أريد أن أوقع بين العراقيين والإنكليز الدم، ليبقى الإنكليز مبغوضاً عندهم، فلا يسلبهم دينهم). [المرجعية الدينية ح١ ص١٠٨].

هذا الكلام في منتهى الحكمة، وغاية الروعة، وحسن التصرف، ففعلاً وقوع الدم بين طرفين نتيجة صراع بينهما، لا يورث إلاّ العداوة، والبغضاء، والشحناء، في النفوس، يتوارثونه الأجيال، وربما يحتاج لمئات السنين كي ينسى وينتهي ويتلاشى، مثل حرب البسوس.
أسمع خلال هذه الأيام، كلام يردده سياسيو الأزمات كالببغاوات، ويسوقونه عبر الفضاء الإعلامي الى الجماهير، خطاب يحمل في طياته البغض والكراهية، والتهديد والوعيد ضد بالأكراد، مختصر هذا الخطاب:( سنقاتل الأكراد ونرجعهم الذى الكهوف)، وقيل: ان هذه الكلمة قالها سليماني للأكراد تهديدا لهم في حال انفصلوا واقاموا دولة كردية مستقلة.

شعب كردستان العراق، شعب ناضل وكافح وجاهد من أجل قضيته الكردية، ولاقى ما لاقى من الأذى، والظلم، والتعسف، والتهميش، والقسوة، والعنف، والاضطهاد، على مر السنين الطويلة، الى ان انعم الله عليهم بأقليم الأمن والأطمئنان، وأيضاً كان مأوى لقيادات المعارضة العراقية، وخاصة الشيعية، لما لهم علاقة وطيدة ومتينة بالكُرد، نتيجة أثر فتوى زعيم الطائفة، السيد محسن الحكيم”قده”، بتحريم قتال الاكراد، لكونهم ناس مسلمون، وهذا ما دعت اليه مرجعية الامام السيستاني” دام وجوده المبارك”، الى عدم اثارة الفتنة مع الاخوة الكُرد، ودعت الى الحوار، وحل المسائل الخلافية عن طريق الدستور والمحكمة الاتحادية العليا.

الأخوة الاكراد، كانوا حليفاً وظهيراً قويا للشيعة دوماً، لكن غياب القيادة الحكيمة الرشيدة الفاعلة المؤثرة، كشهيد المحراب” قده”، وجلال طالباني”رح” ترك فراغاًٍ كبيراً، تسبب في هذه الأزمة، واحداث فجوة وشرخ بين الشيعة والكرد، أذن لا تستمعوا لاصوات الحروب، ودعوات الفتنة، واثارة النعرات القومية، وانما السبيل الأنجح والأصح لحل الأزمة، هو الهدوء واللجوء الى الحل السلمي.

دول المحيط الإقليمي والدول الكبرى، حكوماتها تبحث عن مصالح بلدانها، اليوم اقتضت مصالحهم ان يكونوا ضد الأستفتاء والانفصال الكردي، غداً سيقفون مع الأكراد ان اقتضت مصالحهم ذلك، فلا تغرنكم مواقفهم ايها العراقيون، وانما اعملوا لمصلحة بلدكم وشعبكم وارضكم.

لا اعرف لماذا؟ عندي احساس وشعور سياسي غريب، بأن هناك اصابع خفية تحرك خيوط الفتنة، للإيقاع بالشيعة، والاكراد معاً لسفك الدم، حتى توّرث بين الطرفين عداوة لا تنتهي! فنتبهوا ياساسة الشيعة والحذر من الانجرار الى الحرب مع الاكراد.

مَن يدري لعل هناك مخطط جهنمي، بدأ بالصراع السني– الشيعي، ثم دخول داعش، وخراب المدن السنيّة، وسينتهي بالصراع الكردي– الشيعي، ثم دخول “ماعش”وخراب المدن الكردية، يعني هيكلة واعادة تنظيم، تمهيداً لمشروع بايدن لتقسيم العراق الى ثلاثة دول!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب