نواب كتلة متحدون نشاهدهم يوميا وهم يملأون الدنيا صخبا وضجيجا عن المساواة والعدالة ونبذ الطائفية والمحاصصة السياسية وتجدهم أول المنتهكين للعدالة، يقفون كالمتسولين في باب الطائفية طمعا في منصب ونفوذ، سياسيون يلعبون على كل الحبال، يطلقون غازات ثقيلة من الخطب والشعارات والبيانات التي تملأ فضاء السياسة .حتى انسحابتهم المتكررة من البرلمان اصبحت مخجلة ومعيبة . يتغيرون حسب المصالح .يتلونون بكل الوان الطيف بل بكل الوان الدولار واليورو والدينار والتومان زعيمهم همه الوحيد هو كيفية البقاء في “الزعامة”وكيف يصبح رئيسا للعراق. مشروعه وحلمه الكبير في تحقيق “الاقاليم” التي تفتح شهية “متحدون” ومن معهم من الانتهازين واصحاب الجيوب المنتفخة بتكوين الفدراليات ومن ثم الكونفدراليات وتفتيت العراق تنفيذا لاجندتهم الخارجية . النجيفي الذي يعرب دائما عن قلقه بـ”شأن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق”، لأن “حقوق الإنسان العراقي غير محترمة، واذا بأحد نوابه سليم الجبوري يقول في حفل افتتاح مبنى السلطة القضائية وبحضور السيد المالكي انه”لايوجد اي انتهاك في حقوق الانسان العراقي بل كرامته مصانة “.ولا اعرف ماذا سيقول الجبوري بعد اسبوع في الاتحاد الاوربي عن حقوق الانسان العراقي ؟ . أنا متأكد سيقول عكس ذلك لانهم لا يملكون الشجاعة وقول الحق ، فرئيس البرلمان خائف على حقوق الإنسان وحرية الإعلام من أن تنتهك وفي الوقت نفسه لايتقبل الانتقاد ، ويدافع عن نوابه وكأنهم مقدسون لا يأتيهم الباطل من اليمين ولا من الشمال، ومعنى هذا أننا جميعا ليس أمامنا إلا أن ننحني إكبارا وإجلالا لكل الخطوات التي يقوم بها نواب متحدون ، والذين يعرفون النجيفي يدركون جيدا أن الرجل يجسد ذلك التناقض المخيف في التعامل مع الأشياء، فهو يتحدث عن ضرورة احترام حقوق الانسان وفي مقدمتها حق التظاهر واحترام الرأي وتنفيذ مطالب الشعب ، واذا به يناقش قانون التقاعد الجديد بضمنها الفقرة “37” الخاصة بامتيازات كبار المسؤولين والنواب بطريقة “السلق” ويقرها كـ”صفقة” ، مخالفا لمطالب المرجعية الدينية في النجف والشعب الذي خرج من اقصاه الى اقصاه وهو ينادي برفض هذه الامتيازات والتقاعد لدواعي اقتصادية وانسانية واجتماعية واخلاقية ، النجيفي يضحك علينا وعلى العالم أجمع عندما يرفع شعار حقوق الإنسان فيما هو يمارس في الواقع سياسة الترهيب لكل من يتصدى ولو بكلمة عما يجري في البرلمان، تراه يبتسم للفضائيات ويكثر من إصدار البيانات الباردة والميتة ، عن أن “البرلمان هو الضمان الحقيقي لقيام النظام الديمقراطي في العراق وانه يحظى باحترام الشعب “، متصورا أن الآخرين يصدقونه”. وبيانات النجفي ومتحدون عندما تصل لمستهدفيها لا يقتنعون بها، كتلة متحدون هي جزء من منظومة الدولة و تحولت مؤخرا إلى ماكينة تنفيذ ممنهج، مهمتها الأولى والأخيرة هي تأمين بقاء الساسة في مناصبهم.ولذلك نقول إلى متى الغفلة، يا إبن العراق؟، بحيث لا تشعر بفساد متحدون وعلى شاكلتها من الجانب الثاني ، متى ترفع همتك عالياً؟، ومتى تفكر في عراقك ؟،ومتى تقف مع اخوانك وتوظف خيرات بلادك ببصرك وبصيرتك لخير شعبك؟، متى تقف عند قدراتك؟، وتتذكر حالك ومصيرك لترى أيها العراقي أنك أنت المقصود بالإبادة من قبل احزاب المذاهب والمصالح والاجندة الخارجية ، أو أن تبقى مشبع بالغفلة والسهو وقلة البصر والبصيرة ، ويحكمك من هو سكران حتى الثمالة بما بين يديه من سلطة ومال خوفاً من أن تصحى وتنهض وتثور على نظامهم الطائفي السارق لثروات بلادك. يا إبن العراق، واجه مصيرك بشجاعة وتحمل مسؤوليتك التي لا يتحملها أحداً غيرك . وستعلم كم هذه الدنيا مظلمة مقرفة مقفرة، بغير توفيق وإهتداء، وبغير سابقة وإطفاء وكم نحن العراقيون مساكين وغافلون، ونتناسى ونصم آذاننا عن حقيقة وجودنا في هذه الحياة وسترى أن لا منفذ للخلاص من تلك الظلمة القاتمة الكالحة إلا بالتفكر والتدبر والحيرة والتذكر، والإقبال على الشعب والعودة الصادقة إلى الفطرة الإنسانية الصافية، إستيقظ من نومك وأصح من سكرك وإنتبه من غفلتك، وأخرج من سجنك، كن قوياً ولا تكن “خاضعاً ذليلاً ” أمام المنافقين وأنت لا تحصد منهم غير الجريمة والفساد وتدمير بلادك، أنت ترى إبن جلدتك الجائع الحافي الباحث في القمامة عن الطعام وحقوقك منهوبة ومسلوبة من قبل احزاب السلطة .هؤلاء الذين إرتكبوا من الفساد والجرائم ما يندى له الجبين بحق الشعب.وأخيرا نقول: أين أنت أيها العراقي الغيور، أين أنتم جميعاً من إعادة تشكيل ملامح البناء الجديد بعيداً عن العداء الطائفي والعرقي، وصولاً الى استقرار العراق الحبيب. ولايتم ذلك الا من خلال المشاركة الجادة والفاعلة في الانتخابات القادمة . وانتخب من هو الافضل والانسب للبدء بعمليات التغيير وبناء المستقبل المنشود ولاتنتخب المنافقين اصحاب الصفقات السرية ومن يدافع عن الارهاب والارهابيين ومن يمولهم . تذكر ذلك جيدا لان صوتك هو الحد الفاصل بين الحياة والموت.