تتسارع الأحداث السياسية بصورة ملفتة للنظر وخصوصا ما يتعلق بالشأن السوري وما يترشح منه على صعيد المنطقة . في الوقت نفسه يعاني الوضع الإيراني من تازم متزايد والضربة العسكرية تلوح في الأفق . المؤشرات تشير إلى أن ساحة الصراع بعد الساحة السورية ستكون العراق وما يؤكد هذه المؤشرات هو تشكيل الجيش العراقي الحر على غرار جيش المعارضة السورية والذي بدأ نشاطه بإقتحام لواء بالكامل في منطقة التاجي . من المؤكد أن القاعدة في العراق والمتشددين سيدعمون هذا التشكيل في المقابل لن تقف إيران مكتوفة الأيدي خصوصا وإنها تسعى دائما إلى تحقيق عدة أمور منها تصدير أزماتها إلى دول الجوار وإضعاف شيعة العراق وبقائها تحت مطرقة الإحتياج لإيران كي تضمن الإستفادة من شيعة العراق في تحقيق مصالحها في العراق والمنطقة وعن طريق بيادقها من أحزاب وتيارات وحكومات محلية وهذه بدورها تجند أتباعها ومواليها لتحقيق الإرادة الإيرانية مقابل الدعم الإيراني .
ما يثير المخاوف هو أن مجالس المحافظات في مناطق الوسط والجنوب بدأت تعقد إجتماعاتها السرية ولساعات طويلة لبحث كيفية مواجهة الخطر القادم وإقتراح تسليح العشائر والشباب لمواجهة الجيش الحر حتى تبقى إيران في مأمن حتى لو راح ضحية ذلك المواطن العراقي ! وكيف لا تخطو هكذا خطوات وهي تدين بولائها المطلق لإيران لا للعراق ! حقيقة إنها كارثة الكوارث وعلى العراقيين الإنتباه والحذر الشديدين مما تحيكه الحكومات والأحزاب لتدفع بالعراقيين قرابين رخيصة لإيران وبهذه اليقظة المفترضة بعونه تعالى نقطع الطريق أمام كل من يريد بالعراقيين دروعا بشرية ويجعل منهم محرقة تدميرية .