11 أبريل، 2024 9:48 م
Search
Close this search box.

احذروا غضب العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد كل هذا الصبر لم يبق غير الاعتصامات وسيلة للمواطنين لكي يحققوا مطلبهم المشروع بتغيير جذري ينقذ العراق من الفاسدين وينصف الشعب من اوضاعه البائسة ومعاناته التي استمرت طيلة ثلاثة عشر عاماً تعرض فيها الى انواع الانتهاكات لحقه في حياة كريمة.. فبعد اكثرمن سبعة اشهر من التظاهرات السلمية في بغداد ومحافظات العراق الاخرى لم يلمس العراقي اي بارقة امل لتحقيق اي مشروع اصلاح فعلي ، بل على العكس من ذلك فقد تمت عملية تسويف ومماطلة من خلال مشاريع متعددة من الحكومة او من الكتل السياسية .. كان صوت الشعب واضحاً برفضه عمليات ترقيع شكلية وكان الاكثر وعياً في تشخيص الخلل الذي يكمن في صلب هيكلية العملية السياسية الميتة سريرياً بفعل المحاصصات الطائفية والعرقية التي غيبت الهوية الوطنية وحولت مؤسسات الدولة جميعها الى اقطاعيات تتقاسمها الاحزاب والتيارات المتصارعة على المغانم ..الشعارات والافتات بدأت بمطالب بسيطة ومشروعة تتمثل بمحاسبة حيتان الفساد ، غير اننا لم نر اي منهم قد وقف امام القضاء .. فكان لابد ان تتصاعد لتتحول الى اعتصامات مفتوحة لاترضى بغير تغيير حقيقي يعيد للمواطنة وجهها المشرق . التغيير المفضي الى الاصلاح اكبر من تغيير وجوه وشخصيات ، هذا ما يقوله كل مواطن بلهجته البسيطة التي لاتعرف الخداع ولا الزيف .. وهو لايحتاج غير ارادة سياسية مؤمنة حقاً بان الشعب هو مصدر السلطات التي فشلت ، بفعل اخطائهم بل خطاياهم ،من ممارسة واجباتها في خدمة المواطن الذي فقد ثقته بادائها ..
المعتصمون ومنذ نصب اول خيمة مصرون على وضع حد لرموز الفساد واسبابه وهذا لايتحقق من دون مشروع وطني يتجاوز الطائفية التي اعتاش عليها امراء الطوائف طيلة السنوات الماضية .. مشروع وطني يضع مصلحة العراق وشعبه في رأس اولوياته ويؤسس لبناء دولة مؤسسات حقيقية وهو الذي لم تفكر به الطبقة السياسية المتوهمة انها ما زالت تمسك بالمشهد السياسي لحد الان .. هذا الوهم ما زال يعشش كما يبدو في عقول سياسي الصدفة فيمنعهم من رؤية الحقيقة ومن سماع صوت المواطن ..فيتمادون اكثر في غيهم وبتناسون غضب الشعب !!
كان صوت الشعب واضحاً غير ان الجميع رفض الاصغاء اليه ، بل انهم مارسوا نفس الاساليب البالية التي اعتادوا ان يستخدمونها لاسكات صوت المظلومين فاكتفوا باطلاق التصريحات والشعارات واجهدوا انفسهم بحضور الاجتماعات ، من دون ان يمتلك احد منهم جرأة الاعتراف بمسؤوليته بهذا القدر او ذاك عن كل هذا الخراب السياسي والامني والاقتصادي .. راهنوا على صبرنا وتناسوا غضبنا ..
واهم من لايتعظ بتجارب الشعوب البعيد والقريب ومنها العراق او غيره وواهم اكثر من يستهين بصوت المظلوم ..لقد علا صوت الشعب فاحذروا غضب العراق قبل فوات الاوان فالتاريخ لايرحم .فهل من سياسي يمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ ويعود نادما الى شعبه ؟! بصراحة لانظن ذلك ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب