23 ديسمبر، 2024 10:24 ص

احذروا حرب ( القنادر )

احذروا حرب ( القنادر )

يعتبر الحذاء من المستلزمات المكملة لاناقة الرجل ٠٠ مثلما هو من المستلزمات المكملة لاناقة المرأة حيث تعتني المرأة. بشراءه اكثر من الرجل وكثيرا ما تثقل همومه فيما اذا رافقها لسوق الملابس من كثرة التجوال داخل السوق ٠٠ وهناك انواع عديدة من الاحذية فبعضها مصنوع من الجلود والبعض الاخر من المطاط وبعضها من الكتان مثلما صنعه اخوتنا الاكراد واسموه ( الكيوة ) واخذوا به براءة اختراع ٠٠ ويقال ان افخر انواع الاحذية المصنوعة من جلد الافعى او التمساح٠٠ وهناك احذية مطعمة بعلامات فضية او نحاسية مثلما هناك حذاء مغلق ويسمى ابو ( القيطان ) وهناك حذاء مفتوح ويسمى ( قبغلي ) ويقال ان اول حذاء قبغلي وكان يسمى ( جمجم ) ادخله مواطن من منطقة الاعظمية كان يلقبه عامة الناس باسم ( حسون امريكي ) ٠٠ وكان هذا الشخص من الشخصيات الفكهة حيث لبس الملابس الامريكية الشورت والقميص المزركش قبل غيره من العراقيين فكان ظاهرة لفتت الانظار اليه واصبح محل تندر ٠٠ وما دمنا قد تطرقنا الى حسون امريكي فلابد من التطرق الى شخصية اخرى ظهرت في حي الاعظمية تزامن ظهورها بنفس فترة ظهور حسون امريكي بداية السبعينيات من القرن الماضي وكان يطلق عليه اسم ( ابراهيم عرب ) وكان هذا الشخص من الشخصيات المثيرة للجدل بسبب قيامه بسرد حكايات مختلقه من نسج خياله وهي اغلبها كاذبة محبوكة وكان محل تندر المواطنيين ٠٠ هذا الشخص كان معروف بالكذب المفبرك ٠٠ وهي صفة لازمته واصبحت جزء من شخصيته اعطته الشهرة فالمواطن كان يتلذذ بسماع اكاذيبه و يعطيه الحق في الكذب على ذقون العباد بارادتهم على اعتبار كذبه جزء من عملية استرزاق يمارسها لكسب الزبائن الى المقهى الذي يملكه وبطبيعة الحال فان تجمعهم في المقهى هو جزء من عملية اقتصادية لتحقيق الربح ٠٠ هذا الشخص يذكرنا بالسادة اصحاب المعالي والفخامة والسمو الذين باتوا ابواقا لتجديد البيعة لابراهيم عرب وترشيحه شيخا للكذابين باعتباره قدوة لهم ٠٠ فاصحاب الفخامة ومنذ عام ٢٠٠٣ اشبعونا تصريحات اغلبها كاذبة وبنوا لنا حدائق غناء وابراج شاهقة تنافس برج العرب في دبي وجعلوا العراق قبلة لشعوب العالم فكل شيء فيه بات في عصر الديمقراطية الجديدة حالة نادرة لاتوجد في بلاد الغربة ٠٠ فالعراق بات في زمن الانعتاق من الدكتاتورية مستودع للازبال وباتت هذه الازبال تلال تستحق المشاهدة والتمتع بمناظرها الجميلة من قبل الزائرين للعراق طلبا للمتعه والاستمتاع باجواء رومانسية وشم روائح غريبة تزكم انوفهم حيث شدت عفونتها فاقت روائح اجود العطور الفرنسية ٠٠ وان ابتعدت عن الازبال ستشاهد افواج من الشحاذين منتشرين قرب الاشارات الضوئية مما يشكلون علامة دالة على وجود الاشارات الضوئية والحذر من تجاوزها وهي حمراء ٠٠ كما توجد ميزة اخرى تتمتع بها شوارع بغداد عاصمة الثقافة كما يصفها اصحاب المعالي والرفعة والسمو ٠٠؟ فاينما تجولت تشاهد افواج من الشباب العاطلين عن العمل وهم يحملون قناني المياه الباردة لبيعها للمواطنين اضافة الى بطاقات تعبئة الموبايل ولعب الاطفال ٠٠ وهي ميزه لاتتوفر في كل دول العالم حيث البضاعة تجدها امامك دون ان تبذل جهد التنقل لشرائها من الاسواق والمولات مثلما هو حاصل في اغلب دول العالم التي تعيش مرحلة ( الزرق ورق )٠٠ والميزه الاهم التي يتمتع بها العراق ميزة كذب المسؤولين السياسيين الذين وكلهم الشعب لقيادته بارادتهم لا بارادة المسؤول باعتبار ان المواطن العراقي بات اكثر وعيا لاستيعاب الممارسات الديمقراطية ٠٠ فالمسؤول العراقي وبطبيعة تكوينه يقول اكثر مما يفعل فلا نجد تطبيق لما يقول واغلب تصريحاته لغرض الاستهلاك المحلي وذر الرماد في العيون حتى باتت العيون التي ترنوا الى اجراء التغيير جاحظة متعبه من كثر الوعيد ٠٠. وخلاصة القول ان الكذب لدى المسؤول صار مهنه مثلما هي مهنة لدى ابراهيم عرب فلم نرَ على مدى اكثر من عشر سنوات اي بريق أمل لبناء عراق جديد تتناسب مراحل بناءه وايراداته المالية التي باتت كهواء في شبك حتى بات المواطن الذي يقف فوق بحور من النفط يعيش في دوامة الفقر والفاقة والمتمكن منهم فر هاربا خارج البلاد يبحث عن ملاذ آمن فيما ينتظر المستضعفين ساعة الحسم فبدأوا بتهيئة احذيتهم لاعلان حرب ( القنادر ) على المسؤولين السراق وخونة الامانة ٠٠ وحتما ستكون هذه ( القنادر ) محلية وغير مستوردة وحتما ستكون مفتوحة ( قبغلي ) وليست ام ( القيطان ) حيث تمتاز الاولى بسرعتها في ( النزع ) وهي ميزه كان قد طبقها الصحفي منتظر الزيدي عندما ضرب الرئيس الامريكي بوش بحذائه ( القبغلي ) مما فتح الباب واسعا لاعلان حرب على اصحاب المعالي والسمو والرفعة تسمى ( حرب القنادر )