23 ديسمبر، 2024 8:18 ص

احذروا .. ان يتحول الترحُم على صدام الى رايٍ عام !

احذروا .. ان يتحول الترحُم على صدام الى رايٍ عام !

خلال عيد الفطر الحزين الذي مر علينا بحادثتين اليمتين . التفجير الارهابي البشع في الكرادة داخل و استهداف مرقد السيد محمد بن الامام علي الهادي في بلد بانتحارين من قبل الجماعات التكفيرية لداعش حيث راح ضحية العمليتين الاجراميتين ما يقارب الخمسمائة مواطن بين شهيد و جريح في احصائيات رسمية (حكومية) , لكن تبقى الاحصائيات الحقيقية (الدقيقة) غير هذا العدد بكثير , تفاعلت الانسانية و الشرف في العالم في كله مع ضحايا الكرادة دون ان يحرك ساسة هذا البلد ساكناً حيال ما جرى بل راحوا يتبجحون بتحرير الفلوجة الذي اتى بدماء الفقراء و الجياع و المحرومين .
فقد اثارت الحادثتين الأكبر و الاشنع في هذا الشهر( تفجير الكرادة , استهداف سيد محمد ) استياء و غضب و ضجر العراقيين بجميع مستوياتهم من الطغمة السياسية الاسلامية الحاكمة باسم الديمقراطية و العدالة العلوية ! منذ ما يقارب الثلاثة عشر عاما , وفي أمرٍ ملفت للنظر بدأ اغلب الناس يترحمون على ديكتاتورية صدام وبعثهِ المقبور .
ففي صبيحة اول ايام عيد الفطر ذهبت لأداء صلاة العيد في مسجد قريب من بيتي حيث يجتمع فيه جميع اهالي المنطقة لأداء الصلاة و السلام على بعضهم في كل عيد ومناسبة دينية , كانت جريمة الكرادة حاضرة على السن المصلين وهم يندبون الشهداء و اهليهم و يلعنون الارهاب الاعمى للتكفيرين الدواعش معللين سبب استمرار الموت الى صراع الاحزاب الاسلامية و اهتمامها بمصالحها الشخصية و الفئوية بعيداً عن الشعب و متسائلين في الوقت نفسه : ما الذي
حققته الاحزاب لنا غير الخداع و الوعود و الكذب و الخراب و الدمار ؟ , وقائلين بنص العبارة ( علواه على ايام صدام , قبل جانت المقابر جماعية و هسه الناس بلا مقابر) .
ثاني ايام العيد ذهبت الى مجموعة من الاقارب و الاصدقاء كما زارنا بعضهم وكان الشجون و الحديث نفسه و المقارنة بين ما قبل 2003 و ما بعدها قائمة طوال الحديث :
_كان صدام وبعثه المشؤوم يحصد ارواح معارضيه , اما اليوم فالموت لا يفرق بين العراقيين باستثناء السياسيين المتحصنين في المنطقة الخضراء و عوائلهم القابعة في خارج البلاد .
_ صدام عسكر المجتمع في حربه ضد ايران و الكويت و اليوم المجتمع متعسكر ايضا لتحرير ارضه من دنس الارهاب الداعشي .
_ كان فقر وجوع و حرمان العراقيين بسبب الحصار وسياسات صدام الرعناء و تجيره ثروات البلاد لصالحه و عائلته و اليوم ازداد الفقر اضعافاً بسبب استيلاء الاحزاب على وزارات و مؤسسات و خيرات و ثروات البلد و تسخيرها لصالحها وفق مبدأ المحاصصة .
_ مقابر جماعية في زمن الطاغية , اما اليوم فمجازر انسانية يشهدها العراق لأول مرة في تأريخه ( حادثة جسر الائمة , تفجير مرقد العسكريين , مجزرة سبايكر , جريمة الكرادة و مئات الاحداث و التفجيرات اليومية المستمرة ) .
_ في زمن صدام كانت الطائفية مبطنة , اما اليوم فقد تحولت الطائفية الى حرب بين المذاهب و الاديان في العراق .
وهناك فوارق و صور متشابه عديدة لا يسنح الحال لذكرها منها التهجير داخل البلد و الهجرة الى خارجه والخدمات ووضع الكهرباء الذي يزداد سوءا .
وما اثار استغرابي ايضا بدأ العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور صدام و الترحم عليه مقارنين سنوات حكمه بسنوات التغير الماضية , وهنا بدأت أخشى ان يتحول الترحم على صدام الى رأي عام وعندها لا اعتقد ان يكون كل الشعب بعثياً و مندساً بل انها ستكون النهاية الحتمية للمشروع الاسلامي في العراق و كما لا استبعد ايضا بان المشروع الامريكي (امريكا) في العراق سوف لن يرضى بنهاية للأحزاب الاسلامية تكون أفضل حالا من نهاية حزب البعث حليفها في المنطقة لسنوات طويلة قبل دخول الكويت ..
فاحذروا ايها المتأسلمون و اتركوا مصالحكم و منافعكم الحزبية الضيقة و اخدموا الشعب الذي انتخبكم و ضحى و يضحي اليوم من اجل تحرير ارضه التي انتم سبباً في ذهابها قبل فوات الاوان …