23 ديسمبر، 2024 9:42 ص

احذروا ..العراق الداعشي

احذروا ..العراق الداعشي

شخصيا ، خائف للغاية من شبح ذوبان سلطة القانون امام سطوة حكم الجماعات، التي بات الحديث عنها يتزايد هذه الايام في العراق ، السيناريو الاقليمي وصل مرحلة قطف الثمار ، الدول المنتجة لداعش والمغذية لها تريد أن يتحول الحكم من  القانون إلى مجامع كبيرة تتحول بدورها إلى مجاميع صغيرة تنقسم مع كل ازمة، وهكذا تصغر سلطة القانون أمام سلطة المجاميع.
اقدر عالينا الشعور الوطني عند القوى السياسية والعشائر العراقية الاصلية وابناء المجتمع لمقاتلة الدواعش على خلفية فتوى المرجعية الدينية التي اعلنت “الجهاد الكفائي المنظم” وحددته بضوابط ،لكن هذا الاندفاع لابد أن لايمضي تحت مظلة القانون وأن لايأخذ اي صفة طائفية وأن يختصر مقاتلة المجاميع المتطرفة.
لااحد ينكر أن المرحلة المقبلة في غاية الخطوة وتتطلب وعياً جمعياً عراقيا للاجتثاث المجاميع الارهابية التي تربك بناء الدولة وتوتر الاوضاع الامنية في البلاد.
داعش مخططها واضح وصريح تريد ادخال البلاد في مارثون حرب طائفية لاتنتهي ابدا بغية تقسيم العراق إلى محافظات (كردية – سنية – شيعية)، واعترف أنها تتبع خططاً ذكية وماهرة في تأزيم المجتمع طائفياً، وتغيرت الصورة عن الدواعش القدامى، فهم اليوم يستغلون التقنيات الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي خير استغلال في تنفيذ مشروعهم الشيطاني في العراق، حتى اكاد اتخيل أن قيادات داعش تفضل أن ينتمي إليها من يتقن تصميم المواقع الالكترونية وبث الاشاعات على الانتحاريين لان نمط المعركة تغير لديها، وتحول من الميدان وحرب الشوارع إلى حرب الفضاء الالكتروني عبر مواقع التواصل الالكترونية. ما يجري في العراق من حرب ابادة وقتل جماعي على يد الدواعش وحواضنهم فصل دموي من كتاب طويل اسمه الموت للجميع، فهذه المجاميع لاتريد قتلنا جميعاً فحسب ، بل تريد أن يقتل بعضنا الاخر لان المشروع الاقليمي قائم على الشق الثاني من الاقتتال، فضلوا بعد 2006 في أن تستمر الحرب الأهلية، واليوم إعادوا ذات المسلسل بعد أن تغيرت الاوضاع في المنطقة وبعد أن عصا عليهم اسقاط حكومة بشار الاسد بفضل  صلابة قادة الجيش السوري ودعم ايران وروسيا والصين الامحدود له فضلا عن أن المجتمع السوري لا يقبل أن يكون حاضنا اميناً لمن يأتون من خارج الحدود الشيشانين والسعوديين والمغاربة
والافغان وغيرهم من جهلة الانسانية ومتخلفي العالم .
المفارقة الا معقولة أن الربيع الداعشي ينتعش  في محافظات عراقية عرفت بكرهها للمجاميع المتطرفة وانفتاح مجتمعها ، في الوقت الذي يقترب هذا الربيع الثقيل من الانتهاء في دول المنطقة تمكن المصريون من القضاء على
حواضن داعش سياسيا ويقترب من الانتهاء في ليبا وسوريا وتونس وحتى اليمن ، والمفارقة المدهشة الاخرى أن الدواعش لا يفكرون الا بقتل العراقيين واحدا تلو الاخر .
يدفع العراقيون الابرياء ثمن شبح  تدعيش المجتمع والرقص على اسطوانة الحرب الطائفية، في الوقت الذي يقبض الاعلام المأجور واصحاب الوجوه الطائفية اثمانها ويستفد منها الدواعش والدول الداعمة لهم ..احذوا تفكيك العراق وتدعيش المجتمع ولاخيار لنا سوى القانون والمؤسسات الرسمية في مواجهة هذه المجاميع الارهابية وابعد الله عن العراق كل من يحتض داعش وأخواتها!.