انتهت الانتخابات العراقية بكل ما لها وعليها من مساويء و بعض الحسنات الا انها افرزت بعض الخاسرين وبعض الرابحين. المنطق و الوطن وكذلك القيم والدين كلها تقول ان على الخاسرين والرابحين كلاهما مراجعة الأسباب التي جعلتهم يحصلون على تلك النتيجة لكي يصححوا مساراتهم ويستمدون من ذلك نهجا يطورون به انفسهم بتعديل السلبيات وتطوير الإيجابيات حتى وان كان ذلك يدعو لتغيير الوجوه القيادية وهذا ما نهجت عليه الديمقراطيات الحقيقية خاصة عندما تخسر تلك الأحزاب. ومثال على ذلك الديمقراطية البريطانية اذ ان الحزب عندما يخسر يتم تبديل قياداته ويشكل حكومة ضل معارضة وكلا الطرفين الخاسر والرابح يسعون الى خدمة بلدهم وتطويره. صحيح ان العراق حديث عهد بالديمقراطية ولكنه عريق بالحضارة بل وأول من أسس الحضارة البشرية.
ان التصريحات النارية باستخدام السلاح او المجاميع المسلحة انما تدفع الى حرب عراقية عراقية الرابح بها الوحيد هم أعداء العراق والصهيونية فقط وسيكون جميع العراقيين هم الخاسرين بمن فيهم اولئك الذين يلوحون بالسلاح وهذا لايقل عن إرهاب عصابات داعش وغيرها. يجب الحذر الشديد وتجنب التلويح باستخدام السلاح فان ذلك ليس من شيم الأقوياء بل الضعفاء الذين يلوذون بالسلاح من اجل خدمة اغراضهم الخاصة ومنافعهم الشخصية وان المؤسسة القضائية والدولة مدعوة لمحاسبة كل من يهدد السلم العراقي الأهلي وايقافه مهما كانت صفته تحت طائلة الإرهاب والتلويح باستخدام العنف.
يجب الابتعاد عما يحقق اهداف الصهيونية التي تريد جر المجتمع للاقتتال و محاسبة كل من يدعو الى ذلك وعلى الأحزاب الفائزة و المعنيين عدم تأخير بل الإسراع بتشكيل حكومة مهنية غير طائفية ولا مسيسة. ان الله غدا سيحاسب كل الذين يدفعون نحو الاقتتال ويهددون السلم الأهلي وكل من يقف ورائهم. احذروا الاقتتال العراقي العراقي فهو فخ جديد تدفع له الصهيونية واعداء العراق.