حينما نعود بعقارب الساعة الى الوراء قليلا وندقق في المطالبة التي قدمها نائب الرئيس الامريكي الحالي جوزيف بايدن ‘‘joseph Biden’’حينما كان سيناتورا للحزب الديمقراطي عن ولاية يلاوير . وصديقه لزلي جليب الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية GFR . كانت المطالبة تتلخص في تقسيم العراق الى ثلاث دويلات (المنطقة الشمالية للاكراد _المنطقة الوسطى للسنة _المنطقة الجنوبية للشيعة) .الا انه رفض من قبل البيت الابيض انذاك ومن الرافضين لهذا المشروع وزير الخارجية الامريكية الاسبق (جيمس بيكر) والذي اعتبر تقسيم العراق خطا احمر لا يمكن تجاوزه وذلك لانه يؤدي الى خلق ما اطلق عليه اي بيكر فوضى اقليميةوكان يخشى من ان تكون حسب اعتقاده فرصة لايران للسيطرة على الاقليم الشيعي الجديد , كذلك من انها ستثير قلق تركيا من تشكيل دولة كردية على حدودها الجنوبية .وفي زحمة الخلافات مابين رافض ومرحب بالفكرة داخل الكونغرس الامريكي تمت الموافقة والتصويت على هذا المشروع في 2007 وكأن العراق ولاية امريكية يقسمونه كما يشاءون , وكلنا يتذكر ما اثير من حرب طائفية عصفت بالعراق وكان من نتائجها القتل والذبح على الهوية والتهجير وفكرة التهجير هذه بطبيعة الحال تخدم المشروع الامريكي القاضي بتقسيم العراق على اساس طائفي وعرقي.ان المتتبع للتاريخ العربي والاوربي يجد هناك الكثيرمن الاحداث تريد ان تعيد نفسها صحيح الاسباب تختلف والاليات لكن الاهداف واحدة وهو الاستعمار وسيطرة الدول الاستعمارية الكبرى على من تقلها قوة وامكانية .ومن خلال القاء نظرة عامة لما يحدث في المنطقة العربية على وجه الخصوص نجد ما يجسد الاطماع الاوربية في المنطقة من خلال زرع الفتنة واشعال حروب اهلية وطائفية في البلدان العربية فمثلا في ليبيا ذكر خبراء في شؤون افريقيا والشرق الاوسط ان كل من الولايات المتحدة وايطاليا وفرنسا وبريطانيا قد وضعوا في 1951 مخططا لتقسيم ليبيا الى ثلالث مقاطعات مختلفة توضع كل منها تحت وصاية واحد منهم على ان تشرفالولايات المتحدة على اليدرالية الا ان رفض الاتحاد السوفيتي انذاك افشل المخطط لمطالبته للاشراف� والان تعمل الولايات المتحدة على تقسيم ليبيا الى قسمين وذلك من خلال اشعال فتيل الحرب القبلية بين ابنائها وخاصة انها تتمتع بطبيعة قبلية .ان الحراك الجيوبليتيكي الذي تلعبه الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص من الممكن ان يلقي بظلاله سلبا على الشرق الاوسط عموما والعراق على وجه الخصوص حيث ان هناك مخططا امريكيا _اسرائيلي يقضي بتقسيم وتجزئه المنطقة العربية من الداخل دون الدخول في الحلول العسكرية ويكون ذلك من خلال عملها المخابراتي وشبكة المعلومات المنتشرة في المناطق التي تتمكن من الوصول اليها او وصول عملائها لها.ويكون ذلك بطرق واليات متعددة اما عن طريق اشعال فتيل الحرب الاهلية او طائفة مثلما يكون في اليمن من خلال التنظيمات المسلحة ذات الطابع الطائفي او ادخال التدخلات العربية بعضها بالبعض الاخر كما يحدث في البحرين من خلال عملائها حكام الخليج او من خلال انشاء قواعد عسكرية لها في مناطق مختلفة ومتوزعة حسب الاهمية والستراتيجية لها .في العراق ستتحول امريكا في احتلالها من الاحتلال الى مرحلة ما بعد الاحتلال وستقوم بانشاء قاعدة عسكرية في الكويت مجاور لمحافظة البصرة كما فعلتها في القارة الافريقية وهنا ستكون الخشية. والخشية الاكثر من ذلك هو من الكتل السياسية التي ستغظ الطرف عن ما سيجري من اتفاقات سرية بين الحكومة العراقية والجانب الامريكي وبما ان الاخير وضع طبقا شهيا على المائدة العراقية من مشروع تقسيم العراق الى اقاليم وتجزئة العراق ولكي تنشغل الكتل للاقتتال فيما بينها نرى الولايات المتحدة اعدت العدة لانشاء تلك القاعدة في الكويت .تعد الولايات المتحدة الى الانتقال من مرحلة الاحتلال المباشر الى مرحلة الاحتلال الغير مباشر وبشتى الطرق وبمختلف المسميات وتحت ذرائع عديدة كما فعلت في القارة الافريقية عندما اعلن وزير الدفاع السابق الامريكي (روبرت غيتس ) امام لجنة التسليح في مجلس الشيوخ الامريكي بان بوش اعتمد قرارا بانشاء قيادة عسكرية امريكية للقارة الافريقية عرفت باسم (افريكوم AFRICOM) ,وهنا لا يخفى على لبيب معرفة الاسباب والاهداف من هذه القاعدة وفي هذا المكان حيث تعتبر منطقة القرن الافريقي على الدوام محط اطماع الدول الاستعمارية نتيجة لموقعها الجغرافي والاستراتيجي حيث انه يطل على المحيط الهندي من جهة وسيطرته على مضيق باب مندب من جهة اخرى لذلك لها اهمية لكونها تتحكم بطريق التجارة العالمية خاصة تجارة النفط التي تاتي من دول الخليج الى اوربا والولايات المتحدة كما لها اهمية كبيرة لاي تحركات عسكرية قادمة من اوربا او الولايات المتحدة باتجاه الخليج ,وعلى ذلك يعتبر منطقة القرن الافريقي يحتل موقعا مهما في الاستراتيجية العسكرية الامريكية لكونه يسيطر على كلا من شبه الجزيرة العربية والعراق وتضم دول الخليج العربي ,وشمال البحر الاحمر وتضم مصر والاردن ومنطقة القرن الافريقي نفسها تضم جيبوتي واثيوبيا وارتيريا والصومال وكينيا والسودان , كذلك جنوب ووسط اسيا وتضم باكستان وايران وافغانستان .وهنا لا ننسى ان تاسيس هذه القاعدة جاء تنفيذا لخطة وضعها المعهد الاسرائيلي الامريكي للدراسات السياسية والاستراتيجية , اما مبررات التواجد الامريكي هناك هو ما لا يصدقه العقل ولا يستساغه المنطق وهو انهم سيروجو للامن والاستقرار الاقليمي كذلك تقديم الدعم الامريكي للقادة الافارقة). وهنا مربط الفرس كما يقولون بحيث هذه الجملة تشبه ما يدعون به هذه الايام من ترك مدربين لدعم القوات العراقية , ان التاريخ يعيد نفسه والكل يعلم ان امريكا لا امان لها فكيف يثق الساسة العراقيين بما تتوعد به امريكا من وعود براقة كاذبة وكيف يصدق وهي تلك القوة التي نشرت قواعدها في اكثر من ست قواعد في العالم لتوزع طغيانها وجبروتها على الارض كما لا يخفى على احد ان امريكا التي عبرت القارات وخسرت المليارات من غير الممكن ان تنسحب بين ليلة وضحاها .اتمنى من كبار الساسة ان يعو حقيقة المخطط السري الذي سيجري بين الحكومة العراقية والجانب الامريكي ويجب ان يعلن ما يجري من اتفاقات على الشعب العراقي لانه هو الضحية بالتالي وهو من يدفع ثمن اخطاء حكوماته واخفاقات ساسته .ان المرحلة القادمة تعتبر من احرج المراحل على العراق وستضع الساسة على المحك مابين العمالة وبيع الذمة العراقية وبين الايفاء بالوعد الذي اقسمو به عند استلام مناصبهم .ان العراق الان يمر بمفترق طرق ولا يستطع اخراجه الى الطريق الصحيح الا كبار ساسته الاوفياء منهم المضحين منهم اصحاب القضية الحقيقية والتاريخ سيكتب ويكتب ولن يفارق صغيرة او كبيرة الا ويحصيها وكل وزر سيحمله صاحبه فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شريره .