الذي لا يعرفه المسئولين العراقيين ان اهل العراق اليوم بكل شرائحهم يعرفون الكاذب والصادق عن بعد الف ميل حتى ولو ظهر ذالك الشخص واصبح مسئولا تتغنى به الفضائيات او حتى لو انه اشترى فضائية وبدأت تؤذن باسمه ليل نهار سيعرف الناس وبسرعة البرق ان هذه الفضائية هدفها شريف او خبيث او شخصي او حزبي وأن الاذان الذي يصدح بالله اكبر هو لله ام هو للشيطان وهذه حقيقة كان العراقيين يتحدثون بها منذ القدم ويقولون انهم (امفتحين باللبن) ومره (يقولون انهم امفتحين بالتيزاب ) وكم من مرات عديدة نسمع احدهم وهو يخاطب شخص اخر تندرا واستهزاءا فيقول له (
ادورعلينة) (روح عبره على غيري ) وهذا كان سابقا والكاذب مرة واحدة يتحدث فتبان كذبته ويكتشف امره ومنذ العشرات من السنين ترى العراقيين احيانا يتقبلون بعض الكلام من هنا وهناك ويسمعونه لكنهم يعرفون انه كذبا لكن بما ان المصلحة او بعض الاعتبارات الاخرى التي تجعلهم لا يهتمون للكذاب فيتمادى بالكذب ويصبح بنظرهم كذاب وهذا ما تجلى بوضوح الحقائق في عهد النظام السابق فالعراقيين كانوا يسمعون كذب ذالك الرجل ليل نهار ولا يعيرون له بال حتى ان الرجل جن جنونه فأعتقد ان الناس تصدقه فوقع في فخ حبائل كذبه ومات متدلي من رقبته …
اليوم وبحكم الظروف الديمقراطية المستوردة ظهرت لنا الكثير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والعلمية واصحاب الشهادات العليا والذين بوأتهم الغفلة مناصب شبيه بغلفة الامس وصدام وصاروا هؤلاء من قادة الشعب ولهم فضائيات خاصة واذاعات كبيرة فصار لهم المجال واسع للتنفيس عن بطونهم من فتحات خلقها الله لهم ليشرحوا بطولاتهم وصولاتهم وانتصاراتهم على العدو في المناوشات السياسية والعسكرية فتراهم دائما امام المذيع وعلى قنواتهم الخاصة يتحدثون عم ما اتوا به من مكاسب للعراقيين بحنكتهم ودهائهم وخبرتهم في المناورات والنقاشات السياسية وكيف
انهم وضعوا المقابل في الزاوية الضيقة وأحرجوه بقوة حججهم وارادتهم العراقية المتميزة وماهي الا بعض من الدقائق حتى يبان كل شيء فتسمع وانت لازلت على جلستك تلك تسمع لذالك الفطحل السياسي وهو يتناقش مع العدو تسمعه وقد بدا التناقض في كلامه ويبدأ الهراء والكذب وتبدأ اسارير الكذب ويديه تتحدث نيابة عنه ناسيا ذالك الكذاب العراقي السياسي ان الكذاب يجب ان يمتلك ذاكرة قوية لا تنسى الكلام الذ تفوه به لأنه يحتاجه فاذا عاد للكلام السابق واختلف الكلام ظهر وبان كل شيء
وعلى من ؟؟
على العراقيين (المفتحيين باللبن والتيزاب ) على شعب يشرب الشاي الذي يغلي في الصيف ويرتشف السيكار اللف وكأنه في جزر الكاريبي ..
قبل فترة ا تسابق الساسة وتراكضوا ليسوقوا للعراقيين كذبة ضخمة مفادها انهم توصلوا وبقدراتهم الذاتية وبموهبتهم الربانية وبحنكتهم السياسية الى القناع الجارة تركيا باطلاق كميات من الماء الى نهر الفرات وبكميات وصلت الى 300م3 في الثانية لمساعدة العراق من الخروج من ازمة الجفاف القاتلة والتي ربما قد تصل الى ماء الشرب بل ان بعضهم تمادى ببطولاته ليبشر العراقيين انه قد حصل على وعود من تركيا بزيادة تلك الطلقات حتى تصل الى 500م3 او ربما تصل الى 700م3 وهذا مايحتاجه العراق وهكذا توصل هذا المسئول لحل الازمة المائية وامتلئت الاهوار وشربت الاشجار
وزرع فلاحيي الفرات الاوسط الشلب العنبر وكأن الامر ومنذ عشرات السنين متوقف على ذالك السياسي الفلتة الذي ذهب الى تركيا وحل الازمة التي عمرها اكثر من ثلاثين عاما ولها اغراض سياسية واخرى حتمية اوجدتها تركيا وسوريا بعد بناء السدود على الخزانات وعلى منابع الانهار …
هذا الشخص يترأس كتلة برلمانية وزار تركيا مؤخرا وتصادف الامر معه ليفعل الافاعيل وفي مكان اخر وهذه المرة من قبل الحكومة العراقية يخرج المتحدث السيد الفلاني ليصف الموضوع بانه انتصار السياسة العراقية على الدم التركي والتعطيش وايضا يعلن ان الامر حدث واطلقت تركيا هذه الاطلاقات بعد مفاوضات شاقة للحكومة مع تركيا ,,
يالله يالله ومن مكان اخر واقصد بالمكان الاخر في فضائية اخرى نسمع ان وزير الموارد المائية ومستشاريه للأن يتفاوضون ويستنجدون ويطلبون من الامم المتحدة وامريكا ومجلس الامن الدولي واستغلال العلاقات العراقية ومنظمات المجتمع المدني الانسانية للضغط على تركيا لجعلها تطلق بعض من حاجة العراق …
ماهذا التناقض ولماذا هذه التصريحات ومن هو البطل القومي الذي بدأ يدخل قلوب العراقيين مع شربهم للماء وماهي الحقيقة ..الحكومة ام بطل الماء ام الوزارة ام النقاشات ام بكاء اطفال العراق العطاشى الذي اثر في تركيا واطلقت الماء من السدود ؟؟ ونعود نقول ان حبل الكذب قصير وقصير جدا فلا هذا ولا الحكومة ولا الوزارة ولا أي احد ببطولته قد يجبر تركيا على ان تطلق الماء .
بل ان كل الذي جرى ان الجارة تركيا قد شغلت توربينات توليد الطاقة الكهربائية ومعلوم لدى العالم ان تركيا وبحكم موقعها الرائد وحصولها على كميات من الماء والطبيعة الجغرافي لمناطق جنوب تركيا والجبال ارتات ان تكون الجارة تركيا طاقتها الكهربائية هي طاقة كهرومائية أي تعتمد على التوليد المائي وبما انها اليوم والامس بدأت تشغيل تلك التوربينات التوليدية لذالك صار لزاما ان تفتح البوبات لتحصل على المناسيب الضغطية الاعلى لتدوير تلك التوربينات والماء الذي يتدفق يخرج الى المنحدرات ولا يعود ثانية فتتلقاه الانهر التي تصب في الفرات ودجلة وكان
الله يحب المحسنين ..
ولا ضحك على العراقيين ولا استغلال موضوع من اجل مكاسب انتخابية ولا التغطية على الفساد المالي والتجاري الذي يعيشه العراقيين ولا السرقات التي وصلت للمليارات من جيوب المساكين هذا كل مافي الامر …
وهذه المرة شهد شاهد من اهلها ومنافس للاخوة المتبجحين والمثرثرين ليقول لهم وهو من البرلمان ليقول لزملاءه .
(موعيب .. علينة مو حتى ثلج كلينه)
كذبة الماء هذه صدقها السياسي الفلتة ولم يصدقها العراقيين ..من يعيد هذه الكذبة ثانية له جائزة عراقية ضحكة طفل يعيش في اهوار الجبايش .
Kathom [email protected]