في اجتماع وزيري خارجية اوكرانيا وروسيا يوم امس الخميس في مدينة انطاليا – جنوب تركيا \ وليس في انقرة او اسطنبول ! فإنّ < most spectacular – اكثر ما لافت للأنظار > أنّ الوزير الاوكراني – ديمترو كولينا – طالب الوزير لافروف بعقد لقاءٍ مباشر بين الرئيس بوتين و الرئيس الاوكراني زيلينسكي \ وهنا لابد من القول او التساؤل عن عدم افصاح الوزير الاول للافروف عمّا يحمله زيلينسكي من افكارٍ جديدةٍ لحلّ الأزمة وبسرّيّة خاصّة قد تحمل عامل الحسم مع بوتين تحديدا في تسويةٍ ما مفترضة ومقابل بعض التنازلات ! \ ومع اخذٍ بالاعتبار أنّ الجولات الاولى في المفاوضات اثناء الحروب لا تقود الى نتيجة ويجري فيها عرض واستعراض شروطٍ مسبقة غير قابلة للتنفيذ من كلا الطرفين !
في هذا التزامن او التوقيت جرى الاعلان او التصريح من كييف أنّ نائب مدير مكتب الرئيس الاوكراني – ميخايلو بودولياك – بأنّ الاوكرانيين يتوقّعون وقف الحرب خلال المفاوضات مع روسيا < لاحظ المنصب الادنى لصاحب هذا التصريح ! > .. انها بدايات مؤشراتٍ دبلوماسيةٍ باتجاه حلحلة الأزمة وسيما بما تريده القيادة الاوكرانية من حفظ ماء الوجه وبأقل نسبة ممكنة وقابلة لزيادة .
المعضلة بين موسكو و كييف او بين روسيا وواشنطن وحلفائها الاوربيين باتت تحمل مضاعفات عالمية على دول العالم في مجالات ارتفاع الاسعار والنفط وعموم الاقتصاد \ وبدا انّ كلا اوكرانيا وروسيا ترغبان وتِعملان لايقافها لكنما بطريقة كلٍ منهما الخاصة ! وخصوصا أنّ موسكو وصلت الى مرحلةٍ معقّدة لا يمكن لها الانسحاب من الاراضي الاوكرانية دونما تحقيق معظم اهدافها او شروطها والتي من المفترض ان تقابلها تنازلاتٍ من القيادة الاوكرانية , سيّما أنّ كييف قد ادركت أنّ الامريكان يدفعون باتجاه التصعيد مع موسكو على حساب الخسائر الاوكرانية ومهما بلغت في الارواح والبنى التحتية وسواهما \ بالاضافة الى فهم واستيعاب القادة الاوكرانيين بأنّ الرئيس بايدن يستغل ويستثمر هذا التصعيد على صعيد انتخابه مرّة ثانية في الانتخابات المقبلة !
في هذا المسار فإنّ < status quo – الوضع الراهن > قد يتطلّب تصعيد التصعيد العسكري للقوات الروسية وصولا او كمحاولةٍ للوصول الى تخفيض التصعيد كمرحلةٍ اولية لكسب مزيدٍ من التنازلات من الرئيس زيلينسكي .!