18 ديسمبر، 2024 10:59 م

احدث التطوراتِ في الشأنِ السوري – التركي , وأبعادها

احدث التطوراتِ في الشأنِ السوري – التركي , وأبعادها

A \ : كانَ لابدّ من انعكاسٍ ما يمثّل او يشكّل احدى الدوافع للتعرّضِ في الكتابة عن اجتماع وزير الدفاع السوري ” العماد علي محمود عباس ” مع نظيره التركي ” الفريق اوّل خلوصي أكار ” بحضرة وزير الدفاع الروسي – المشير سيرغي شويغو ” , بغية التوصّل الى اتفاق مصالحة ” أمني وعسكري وسياسي ” لتحقيق معظم المطالب السورية وبإطارِ ضماناتٍ روسيّة , وربما ايرانية الى حدٍ محدودٍ ما.

وبالرغم ممّا اعربا عنه الوزيرين التركي والسوري عن ارتياحهما لنتائج الإجتماع , وبما قد يمّهد لعقد اجتماعٍ مفترضٍ آخرٍ لوزيري خارجية البلدين , وكما يُقال أنّ ذلك قد يفسح المجال للقاءِ قمّةٍ بين رئيسي سوريا وتركيا ” وقد يحصل ذلك او لايحصل ” حيث القيادة السوريّة على دراية مسبقة بأنّ هذه القمّة المفترضة ” وفي إحدى جوانبها ” فإنّها لصالح الرئيس اردوغان في خوض غِمار الإنتخابات الرئاسية المقبلة .

B \ : منْ تعقيدات الوضع الجيوبوليتيك – الأمني والعسكري في شمال وشمال شرق سوريا , أنّه بجانب وجود تنظيمات ارهابية مسلّحة , وتواجد لقوات امريكية مستفيدة من تهريب النفط , ولا تريد مغادرة المنطقة , فلعلّه من التراجيديا المضحكة أنَّ إشتباكاتٍ مسلّحة تدور بينَ فصائل كرديةٍ سوريةٍ مدعومة من الأتراك , مع فصائلٍ اخرى مدعومة من القيادة السورية , فضلاً عن وحداتٍ كرديّةٍ سوريةٍ تعمل بأمرة الأمريكان .! مع حضورٍ فاعلٍ ومسلّح من ال PKK حزب العمال الكردي التركي !

C \ : < عنصر الستراتيج المفقود > : –

إذ طالما أنّ المنطقة الشمالية لسوريا المحاذية حدودياً لتركياً , ويضافُ لها كلا منطقتي غرب وشرق نهر الفرات الذي يمرّ داخل الأراضي السورية , هي مناطقٌ ملتهبة بل وشديدة الإلتهاب واللهب , وتعجّ بميليشياتٍ بعضها تابعة للحرس الثوري الإيراني , واخرى عراقية , وترافقها باكستانية , وحيثُ تبرّر القيادة التركية وجودها داخل الأراضي السورية بذريعة منع PKK من شنِّ هجماتٍ من هذه المنطقة على الداخل التركي , كما من حقّ القيادة السورية أن تعتبر التواجد العسكري التركي كنوعٍ من الإحتلال .! فَ : –

< القاسم المشترك الأعظم والوحيد > الذي يجمع بين هذه التناقضات : فهو لماذا لا يجري تخصيص قوّات دولية مكثّفة ومحايدة في هذه المنطقة الساخنة وإبعاد او إرغام الميليشيات المدعومة اقليمياً ودولياً على الإنسحاب الى الخلف على اقلّ تقدير .!؟ وأين دَور الأمين العام للأمم المتحدة ” انطونيو غوتيريس ” في شأن تخصيص قوات دوليةٍ ” كما في جنوب لبنان وبما يتطلّب لما هو أشدّ خطورةً ! وهل يخضع غوتيريس لإملاءاتٍ امريكيةٍ ما لإعادة انتخابه في منصبه ! , ولم نسمع منه ايّ تلميح او تلويحٍ لمحاولة حلحلة الوضه السائد في الشمال السوري وتداعياته .!

قد نذهبُ بعيداً – قريباً عن ذلك في محاولةٍ ذكيّةٍ مفترضة من الجامعة العربية لطرحها على الرئيس بشّار , في دعوة واستدعاء قوات عربية من الجزائر والمغرب ” على الأقلّ ” بإعتبار دولها مبتعدةً في الجيوبوليتيك عن الصراع الدائر في تلك المنطقة ” وكأنه دائم او نحوه في القطر السوري .! لسدّ وملء الفراغ الذي ينتج عن او على إرغام قوى الميليشيات على الإنسحاب الى الخلف ” على الأقل “.! , وهذا ما قد يقود الى مساعدةٍ ما للرئيس السوري الى محاولة التوازن للحضور والتواجد الإيراني في مختلف اجزاء وانحاء الساحة السوريّة , وبينَ حضور عربيٍّ ودوليٍ , لكنّ هذا ما نستبعدهُ كليّاً , حيثُ التواجد المُنظّم للحرس الثوري الإيراني قد غدا يضحى يفوقُ كلَّ اعتبارات المصالح السيادية السورية , ولأسبابٍ ومسببّاتٍ قد لا طائلَ للخوض في غمارها .! , وللحديثِ شجون وشؤون أخريات .!